قبيل الإفطار.. وفي باحة إحدى منازل الفلوجة.. وقلوب الصائمين تنظر بدء فرحتها الأولى.. في كل الأرض..؟ أسر يلتئم شملها.. وتنعم بالتفافها حول مائدة تخضع لنظامها الإلهي.. في لحظات مسجاة بالطمأنينة..!؟..
** كان (جواد) أربعة وعشرون عاما.. يجلس في باحة منزله ذلك..
مع والديه المُسنين وأخيه جاسم.. وأخواته الثلاث أصغرهن(نيلاء) ذات الثلاثة عشر ربيعا..!ينتظرون جميعا الأذان ليكملوا صيام اليوم الثامن من رمضان..!لحظات مبللة بألفة الدم ومعنى الوئام..؟
** (فجأة) يحيل صاروخ أمريكي موسوم بشعار الحرية،
المائدة والانتظار والمنزل إلى أنقاض..يجمع (جواد) أشلاء والديه وأخيه وأخواته..؟فلم يبقَ إلا هو..؟ تساوى المنزل بالتراب..بأمر إطلاق من المحارب الأمريكي الشهم..؟!(جواد) أي مشهد سيبقى في روعه بعد هذا المشهد..؟
** اشترك الأمريكيون مع جواد بمائدة ولحظات إفطاره على طريقتهم..لينعم الشعب العراقي بالأمن والحرية والكرامة..وعلى هامش مأتم جواد يشطب اسم العراق من قائمة الدول الداعمة للإرهاب؟
** فليهنأ جواد والعراق ودعاة الحرية والديمقراطية بتراجيديا (جواد).. (تراجيديا) تتكرر عشرات المرات
في الفلوجة وباقي مدن البلد المنتهك..! عبرات (جواد) وفؤاده المذبوح..لم ولن تمنع إرادة (الحرية والأمن)أن تتحقق للشعب العراقي - على الطريقة الأمريكية -..؟
** في الوقت الذي تبث فيه قصة (جواد)
بمشاهدها الواقعية الموجعة كحرقة الفجيعة..؟كنا نتحلق حول مائدة السحور..ونشاهد هذه المشاهد المألوفة المنتظمة في سياق النشرة الإخبارية المسائية..؟!نشاهدها لحظة التهامنا للشهي من المأكل والمشرب..!
لحظة ننعم بها بالأمن والدعة المتخثرة..؟!وربما زهدنا ببشاعة المنظر..؟..
** لنبحث عن مشهد فكاهي يغسل من حدقاتنا (قصة جواد)..في تلك اللحظة يعبر (جواد) شوارع الفلوجة.. يلوك مرارة تختصر الوجود في جرح لا يسعه الوجود ذاته..؟ربما يمر على أنقاض منزل كان ينعم نهاراً - زمناً حياةً-.. بوالديه وإخوته.. لم يبق منه غير جمر الذكريات..؟!
|