Tuesday 26th October,200411716العددالثلاثاء 12 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

10-4-1392هـ الموافق 23-5-1972 العدد (392) 10-4-1392هـ الموافق 23-5-1972 العدد (392)
من الواقع

الآن فقط.. انتهى كل شيء .. وما عليّ إلا أن أسير مع الناس.. أعيش كما يعيشون .. ابتسم كما يبتسمون .. واغضب كما يغضبون .. أكون هادئة.. وأكون ثائرة حسبما تقضي الظروف.
كل ذلك أفعله ربما يكون في البداية تصنعاً ولكن ربما أيضاً أصبح حقيقة واقعة أسير عليها بقية عمري.. فهذا علم الغيب ولا يعلم الغيب إلا الله ولكن رغم ذلك كله ففي أعماقي هناك.. عالم آخر.. كله.. هدوء.. يملأ دنياه أهله.. عالم سيبقى على الصفاء.. وتمتد غصون ذلك العالم لتمتلىء بها.. كما امتلأ بوجود من عمروه.. عالم تنمو شجيراته انه من ماء حياتي.. وتثمر من دماء قلبي.. لتبقى أمام الأعين مخضرة نضرة.. وان لم يرها أحد.. فيكفي أن توجد لوجود من جعلوها توجد.
فالإنسان يسير في طريق تحفه الأشواك.. من جميع الجوانب وبالرغم من ذلك يسير به.. ويقتلع كل أشواكه.. وتدمى أنامله من اقتلاع الأشواك ولكنه لا يبالي لأن الأمل أقوى من الحياة.. ومن أشواكها.ولكن في نهاية الطريق.. وبعد الانتهاء من اقتلاع الأشواك.. يأتي إنسان آخر لم تدم يداه ولا أقدامه اقتلاع الأشواك.. ولم يعرف وعورة الطريق ووحشيتها.. فيدمر ذلك الطريق.. الذي أدميت الايدي من أجله وحفيت الأرجل.. يدمره لعب وعبث وبدافع من الكبرياء العمياء التي لا أساس لها ولكن رغم ذلك كله.. أسير خلف الفجر الذي أبحث عنه.. بالرغم من الظلمات الداكنة التي تخيم على طريقي.. أبحث عن فجر أعيشه في قرارة نفسي ووجداني.. فجر أعيشه مع خفقات قلبي.. ومشاعري أبحث عن فجر يدفعني للبحث عنه ايماني بالله.. وبه وحده.. وكلمة أخيرة أود قولها: هي أن ما سطرته الآن ليس مجرد كلام يسطر على أوراق بل هي خفقات قلب صادقة.. ومشاعر مجروحة.

(ليالي)


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved