الآن فقط.. انتهى كل شيء .. وما عليّ إلا أن أسير مع الناس.. أعيش كما يعيشون .. ابتسم كما يبتسمون .. واغضب كما يغضبون .. أكون هادئة.. وأكون ثائرة حسبما تقضي الظروف.
كل ذلك أفعله ربما يكون في البداية تصنعاً ولكن ربما أيضاً أصبح حقيقة واقعة أسير عليها بقية عمري.. فهذا علم الغيب ولا يعلم الغيب إلا الله ولكن رغم ذلك كله ففي أعماقي هناك.. عالم آخر.. كله.. هدوء.. يملأ دنياه أهله.. عالم سيبقى على الصفاء.. وتمتد غصون ذلك العالم لتمتلىء بها.. كما امتلأ بوجود من عمروه.. عالم تنمو شجيراته انه من ماء حياتي.. وتثمر من دماء قلبي.. لتبقى أمام الأعين مخضرة نضرة.. وان لم يرها أحد.. فيكفي أن توجد لوجود من جعلوها توجد.
فالإنسان يسير في طريق تحفه الأشواك.. من جميع الجوانب وبالرغم من ذلك يسير به.. ويقتلع كل أشواكه.. وتدمى أنامله من اقتلاع الأشواك ولكنه لا يبالي لأن الأمل أقوى من الحياة.. ومن أشواكها.ولكن في نهاية الطريق.. وبعد الانتهاء من اقتلاع الأشواك.. يأتي إنسان آخر لم تدم يداه ولا أقدامه اقتلاع الأشواك.. ولم يعرف وعورة الطريق ووحشيتها.. فيدمر ذلك الطريق.. الذي أدميت الايدي من أجله وحفيت الأرجل.. يدمره لعب وعبث وبدافع من الكبرياء العمياء التي لا أساس لها ولكن رغم ذلك كله.. أسير خلف الفجر الذي أبحث عنه.. بالرغم من الظلمات الداكنة التي تخيم على طريقي.. أبحث عن فجر أعيشه في قرارة نفسي ووجداني.. فجر أعيشه مع خفقات قلبي.. ومشاعري أبحث عن فجر يدفعني للبحث عنه ايماني بالله.. وبه وحده.. وكلمة أخيرة أود قولها: هي أن ما سطرته الآن ليس مجرد كلام يسطر على أوراق بل هي خفقات قلب صادقة.. ومشاعر مجروحة.
(ليالي) |