Tuesday 26th October,200411716العددالثلاثاء 12 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

19 ربيع الأول 1392هـ الموافق 2- 5-1972م العدد 389 19 ربيع الأول 1392هـ الموافق 2- 5-1972م العدد 389
الأسبوعيات
يكتبها لهذا العدد: عبدالله القرعاوي

عن الصحافة والصحفيين..!!
الحديث يدور هذه الأيام وبشكل واسع حول مشروع وزارة الإعلام الجديد القيام بإنشاء (معهد إعلامي) تدرس فيه مواد صحفية وإذاعية وتلفزيونية على مستوى علمي رفيع. والمشروع في حد ذاته وحتى وهو في مرحلة الإعداد فقط خطوة موفقة يجب ألا نقتصر على هذا الحد. فنحن في الوقت الحاضر أحوج ما نكون إلى نوع من التنظيم العلمي لكل خبراتنا المكتسبة بالتجربة عبر تاريخنا.
والفزع الذي أصاب الزملاء (المجربين) من العاملين في الصحافة خشية عدم إتاحة الفرصة لهم، فزع لا مبرر له، ولكنه رد فعل طبيعي لما نشر أو لما سمع عن هذا المعهد والرغبة في جعله على مستوى معين وبشروط محددة..
هذه الشروط - أو المواصفات- لا يملكها الإخوة المجربون.. وإنني أعتقد أن رد الفعل هذا أكسبنا آراءً جيدة، لا شك أن وزارة الإعلام ستأخذ بنصيب منها..
ولكنني - أعتقد أيضا- وأحب أن أطمئن الإخوة الصحفيين أن معهداً كهذا لن يتناسى فئة بدأت السير في الطريق بروح جادة وصادقة ولو كانت متعثرة، لما ينقصها من إعداد علمي وصحافي حديث.
وأطمئنهم مرة أخرى أن الشهادات- وهم بهذا وغيرهم عارفون- لم تكن في يوم من الأيام هي المفتاح الأول لأي عمل، أو الطريق الوحيدة إليه، وخير شاهد على هذا هؤلاء الصحفيون الشباب الذين التقطوا الصحافة هواية وشغفا من صحف البلاد العربية ومجلاتها فقط، مع الممارسة البسيطة التي قاموا بها في الصحف السعودية.
إن صاحب العمل -أيا كان- والمؤسسات الصحفية بصفة خاصة تفضل الإنتاج على الشهادة، والعمل على الشهرة، وهذا ليس واقعنا وحدنا ولكنه واقع العالم كله. والبلاد العربية من حولنا تزخر بكثير من النماذج المشهورة والناجحة، ثم إن التخصص ليس أيضاً هو الطريق المضمون -أعني في الصحافة بالذات- وإن كان هذا مطلوبا، ولكن صحافة الدنيا من حولنا تزخر أيضاً بمثقفين من مختلف التخصصات، قبضوا بيدهم على مفاتيح الصحف وصفحاتها الأولى، وهم لم يتخرجوا من معاهد الصحافة.. وبالمناسبة همسة صغيرة إلى الإخوة المتخصصين من إخواننا السعوديين الذين نهلوا من منابع الصحافة في المعاهد والكليات.. أين هم الآن من صحافتنا؟! وهمسة أخرى إلى الإخوة العاملين أن يحاولوا جاهدين إضافة العلم إلى خبراتهم وتجربتهم، فليست المعاهد والكليات هي مكان العلم الوحيد، والتنافس مطلوب هنا، وخريجو المعاهد والكليات سوف يحركون مجال المنافسة ويجعلون كثيراً من المعتمدين على الخبرة (الراكدة) يلتفتون إلى حاضرهم ومستقبلهم، فإن هناك وسائل كثيرة يمكنهم اتباعها، وهناك مجالات أوسع يمكنهم خوضها، ولكن أكثرهم لا يفعلون!
الصحفي السعودي مستواه محدود؟ وهو قادر على تطويره وتوسعة مداه، وأقرب شيء يبدأ به الآن محاولة الإلمام بلغة أجنبية تعينه على خوض بعض المجالات التي يشعر أنه محروم منها الآن.. ثم إن الحاسة الصحفية تحتاج من الكثيرين منهم إلى التطوير!! وهذا حديث طويل، لعلني أستطيع العودة إليه، أو يعود إليه غيري.
طلاب مراكز التدريب واستجابتهم للتطور السريع
هناك كلمة مشهورة نتداولها فيما بيننا كل يوم.. وهي (الخط ما قرئ والباقي صنعة) هذه الكلمة البسيطة العميقة ليست وليدة الصدفة، وليست كلمة ملقاة في مهب الريح، وإنما هي تعكس تفكيرنا في فترة من فترات ما قبل التطور الذي لم يكن قد وصل إلى مرحلة التخطيط والتدريب.. فنحن طبقا لهذا النوع من التفكير لم نكن نهتم بالمستقبل القريب أو البعيد!
ولكن التغير الذي طرأ على حياتنا، وأحدث فيها هذه الدوافع القوية لمواكبة ركب الحضارة الزاحف إلى الأمام.. جعلنا نشعر أنه يجب علينا أن نطور تفكيرنا ونظرتنا إلى الحياة، ثم نطور أسلوبنا لنحصل على حياة أفضل فلم نعد نكتفي بالخط المقروء.
وأعتقد أن التعليم ونهضته السريعة في المملكة أساس قوي من أسس نهضتنا الحديثة بل هو الأساس الأول والقوي.. والتدريب فرع من فروع التعليم اقتضته الحاجة التي يقابلها مجموعة من الشباب في سن محددة.. وتنبهت الدولة لضرورة المسارعة في نشره ليكتمل البناء في شتى المجالات. ولست هنا في مجال التعريف بمثل هذا الفرع المهم والعملي من فروع التعليم، وتقسيمه إلى تدريب سريع وبطيء، وإعداد مهني، فهذا له مجال آخر.. ولكنني هنا أشكر بهذه السطور مجموعة من الشباب الذين عشت بينهم فترة جميلة من فترات حياتي حين عملت بمركز التدريب المهني بالرياض وأكتب هذه الكلمات تحية لهم.. وقد شاهدت تطوراً سريعاً في عقلية هؤلاء الشباب ورغبة ملحة لاكتشاف أنفسهم وقدراتهم..
ومن أعظم المشاعر التي أحس بها واستحضرها دائما تلك التي تؤكد لي طيب عنصرهم، واستجابتهم الأكيدة للتطور السريع والمثمر.وأمثلة هذا كثيرة ولكن أقربها الآن الحادثة الطريفة لأحد المتدربين بقسم الطباعة حين حرم من حضور دروس التدريب لتأخره عن الحضور إلى المركز فذهب جريا إلى أحد المطابع المنتشرة في الرياض وعمل بها اليوم كله ليحصل على أجر يساوي مكافأته من المركز وليستفيد من وقته بعمل مثمر.. لقد كانت حادثة أثلجت صدري وجعلتني أحيي هذا الشاب وأشيد به في كل مناسبة..
كان من الممكن أن يذهب إلى بيته وينام أو يذهب إلى أحد المقاهي ويجلس ليشرب الشاي.. ويضيع وقته سدى.. ولكنه تصرف بحكمة وعقل، ودل على أنه استفاد من تدريبه، ليس فقط باكتسابه مهارة جديدة في مهنة لم يكن يعرفها، ولكن بتملكه لأسلوب جديد في الحياة والقدرة على مواجهة مشاكلها، وهذا في رأيي هو الجانب المهم في التدريب، وهو السبب الرئيسي الذي إذا نقص أو عُدم سبّب نتائج غير مرضية عند بعض المتخرجين.
كلمات
* تحية للصديق الأستاذ سليمان إبراهيم التركي مدير مركز التدريب المهني بجدة على تفضله بإهدائي الأعداد الأولى من مجلة المركز (التدريب) التي يحررها المتدربون مع أساتذتهم ومدربيهم، وأحيي طموح هؤلاء الشباب ورغبتهم في المساهمة والتنافس فيما بينهم ومحاولتهم إعطاء فكرة حسنة عن مستوى تدريبهم وبالتالي مستوى تفكيرهم بعد أن أصبحوا لبنة راسخة في مصانع الرجال.
* القراء.. اثنان.. قارئ يقرأ الجريدة قبل أن يلف بها (الرغيف) !! والآخر بعد أن يلف بها (الرغيف) ..
* أعتقد أن الكثيرين يؤيدون العمل خمسة أيام في الأسبوع.. والتمتع بإجازة يومين، والتجربة ناجحة، فلماذا لا نطبقها؟؟ سؤال يحتاج إلى جواب عملي!!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved