عادت الروح الهلالية فعاد الزعيم قوياً.. عاد الاستقرار النفسي والروح الأسرية وهدأت النفوس فظهر الفريق الهلالي بامكاناته الحقيقية.. فتفوق الهلاليون على المتصدر ووصيفه وبات يفصلهم عن الصدارة ثلاث نقاط فقط..
الانتصارات الهلالية المتتالية هي بداية المشوار فالفريق أمامه الكثير من العمل قبل أن يصبح مؤهلا لتحقيق البطولة وهذا ما يجب أن يدركه الهلاليون جيدا قبل أن يفرطوا بالتفاؤل.
شخصيا أعتقد ان أهم عوامل العودة الهلالية هي تلك الروح التي ظهرت بين الهلاليين لاعبين واداريين وجماهير.. وهي سر من أسرار نجاح ادارة الأمير محمد بن فيصل في أولى خطواته مع الفريق فالادارة الهلالية تعاملت مع الأوضاع الهلالية بالكثير من الحكمة والثقة والمسؤولية..
حيث دعمت صفوف الفريق بعدد من العناصر الجيدة وعلى رأسهم الرائع عبداللطيف الغنام الذي في تصوري كان له دور رئيسي في اعادة الفريق لوضعه المعتاد بما قدمه من مستوى كبير في أهم المراكز التي أقلقت الهلاليين في السنوات الماضية بعد رحيل خميس العويران.. فضلا عن التأثير الايجابي الذي تركه انضمام الحارس الاتفاقي ظافر البيشي على مستوى الحارس الأساسي حسن العتيبي.. ولعل العمل البدني المميز الذي قدمه مادينا في اعداد الفريق بدنيا بدا واضحا في عودة معظم اللاعبين لمستوياتهم المعروفة وعلى رأسهم القائد سامي الجابر الذي ظهر بمستوى لياقي مرتفع ساهم في عودته الكبيرة على المستطيل الأخضر حتى الآن.
وبالنظر للأداء الهلالي في الفترة السابقة نجد التوتر واضحا على اللاعبين والجماهير وكل الأجواء المحيطة بالفريق مما وقف حائلاً دون ظهور الفريق بالشكل المطلوب لكن الأمير محمد بن فيصل نجح في احتواء كل ذلك واستطاع امتصاص غضب الجماهير وانفعالاتها بالتجاوب مع مطالبها وتقدير دورها ورؤيتها مما أعاد الجميع للوقوف خلف فريقهم والمساهمة في عودته الأخيرة.. وهي خطوة افتقدها الهلال في سنوات مضت بحيث يتم تسفيه رأي الجماهير والتقليل من دورها مما انعكس سلباً على الفريق ولاعبيه وأجوائه..
لكن الوضع الآن مناسب جداً لانطلاقة حقيقية مع التعاقدات الجديدة التي سيكون لها تأثير ايجابي على المستوى الفني للأزرق وتدعيم صحوته الأخيرة.
عودة الروح الهلالية أعادت بدورها الروح للدوري.. فالهلال هو ترمومتر الكرة السعودية وعودته قويا ترفع مستوى المنافسة والدوري عموما بما تملكه مبارياته من محك حقيقي للفرق التي تسعى لالحاق الهزيمة بالزعيم حتى وإن لم يكن في أفضل حالاته..
وهي لا تفعل الشيء نفسه مع فرق حققت بطولات عديدة وتصدرت الدوري لكنها ظلت تعامل كما هي فلا هلال إلا الهلال.. مهما حقق الآخرون من انجازات أو دعموا صفوفهم بأفضل النجوم..
الأهلي المتهالك
** كل مقومات النجاح متوفرة في الفريق الأهلاوي.. غير أن نتائج الفريق ومستوياته لا ترتقي لما يملكه من امكانات.. فالأهلي الذي يضم جهازا فنيا جيداً ولاعبين أجانب على مستوى جيد ونجوم دوليين في صفوف المنتخب ما زال يلعب وكأنه أحد فرق الوسط.. فلا مستوى ولا هوية ولا طموح حقيقي بتحقيق البطولات مجرد لاعبين يلعبون دون هدف أو فكر أو طموح.. رغم العمل الاداري المميز الذي يدير دفة هذا النادي ويسعى جاهداً لتحقيق طموحات محبيه فالأهلي في الحقيقة لغز كبير استعصى على محبيه والمتابعين وبات فريقا لا يمكن التنبؤ بما يقدم.. وما لم يحقق الفريق بطولة كبرى فسيظل يسير على نفس المنوال موسما بعد آخر.. ولعل الخطوة الأهم التي ستقود القلعة نحو البطولات تتمثل في عزل الفريق ولاعبيه عن كل الأجواء الاعلامية المحيطة وبالمنافسة مع الاتحاد وتوجيه الجهود نحو الملعب فقط.. وإذا ما نجح الأهلاويون في التفرغ كلياً لفريقهم وخدمته داخل المستطيل الأخضر وكرسوا كل جهودهم لذلك عندها فقط سيعود الأهلي فريقا مرعباً يهابه الجميع.
لمسات
** النية الاتحادية مبيتة لالغاء عقد المدرب الكرواتي ايفتش.. وطالما ان الأمر كذلك فلماذا المخاطرة بمشاركة الفريق في البطولة الآسيوية والسماح باستمراره رغم عدم القناعة بما يقدمه من عمل؟!
***
** نجوم الطائي يواصلون نتائجهم الرائعة وباتوا قريبين جدا من منافسة الكبار على دخول المربع الذهبي.. ما يقدمه عمالقة الطائي نموذج للعمل الاداري الذي يقود للنجاح.. فنظرة للجهاز الفني للفريق وللاعبيه الأجانب ندرك كيف تفوق أبناء الطائي حتى الآن.
***
** ثلاثة نجوم كسبهم الاتحاد عن طريق الهلال وهم الطارقي ومشعل السعيد والسبيعي والرابع في الطريق.
***
** مشكلة بعض الأقلام أنها لا تفرق بين النتائج والمستوى الفني.
ولذلك حين فاز النصر في بعض المباريات اعتقدوا انه أصبح بطلا للدوري والفريق الذي لا يقهر فجاءت هزيمة الهلال لتفيقهم من هذا الحلم الجميل!.
***
* تبريرات لجنة الحكام عبر برنامج صافرة لأخطاء حكامها ليست مقنعة مطلقاً لأن الجماهير ليست بهذه السذاجة التي تجعلهم لا يفرقون بين ما يشاهدونه من أخطاء.. وبين تبريرات اللجنة.
| 
"الريـاضيـة"