تعقيباً على ما نشر في جريدتنا الرائدة الجزيرة في عددها رقم 11694 الصادر يوم الاثنين20 شعبان 1425هـ حول ما كتبه الأخ بدر بن فهد العجلان تحت عنوان (كيف نستفيد من حصة النشاط).
أشكر الأخ بدر على اهتمامه بقضايا التربية والتعليم وغيرته على أبنائنا الطلاب وحرصه على استفادتهم وهو شعور وطني نبيل يشكر عليه.
وايضاحاً لبعض الأمور أقول وبالله التوفيق: إن حصة النشاط لم تأخذ وضعها في كثير من المدارس نظراً لعدد من الأمور التي يطول الخوض بها، ولكن انبه إلى ان حصة النشاط في المدارس ليست حصراً على الزيارات المدرسية أو الرحلات الميدانية، وانما هي كم كبير ومتنوع من البرامج والمعارف التي تخلق في الطالب الابداع وتنمي فيه المهارات ولذلك يطول في هذا الجانب الحديث وما تنص عليه النظريات الحديثة في التعلم، لذا سوف أركز على الجزئية التي تطرق لها أخي الفاضل في مقالة عن الزيارات والتي ذكر فيها أن ما يخرج به الطالب من هذه الزيارات الميدانية فقط ان يعلم والديه انه قام برحلة إلى الجهة الفلانية او ان تلك المدرسة نفذت نشاطاً في هذا الجانب.
اقول انه ليس من الضروري ان يكتسب الطالب الزائر خلال هذا الزيارات مهنة أو حرفة وانما قد يكتسب خلالها انواعاً وانماطاً مختلفة من الاتجاهات والقيم والمعارف.
فمثلاً عندما يقوم الطالب بزيارة للمطار ويطلع على الطائرة ويتحدث إلى الطيار يتكون لديه اتجاه مستقبلي بأن يصبح طياراً وكذلك عندما يزور وحدة للمساحة أو مكتباً هندسياً فقد تتكون لديه اتجاهات نحو مهنة او تخصص الهندسة والأمثلة كثيرة جداً.
او ان يكتسب الطالب خلال هذه الزيارة السريعة، معارف فعندما يزور مصنعا لانتاج المواد الكيميائية فإن سيلا من المعلومات سوف يعطى له وكذلك يقوم هو بطرح بعض الأسئلة عن هذا المنهج او كيفية تدوير تلك المادة وهذه معلومات بحد ذاتها مفيدة.
أما القيم فمثلاً عندما يزور الطالب مصنعا للمياه أو محطة للتحلية، ويطلع على الجهود المبذولة والأموال التي تصرف والتقنية التي تدار بها تلك المصانع يتولد لديه احساس بضرورة ترشيد المياه والمحافظة عليها.
والنشاط الطلابي لم يهمل قضية إكساب الطلاب الحرف أو المهن فهناك أنشطة متعددة تعنى بهذا الجانب مثل الدورات العلمية: (كهرباء المنازل - التكييف والتبريد - صيانة الحاسب الآلي... الخ) والتي تنفذ بشكل دوري واستفاد منها عدد كبير من الطلاب أصبحت لهم مشاركات على مستوى المملكة والمشاركات الخارجية حققوا خلالها مراكز متقدمة كما ان هناك نشاط يوم المهنة يمارس الطالب خلال هذا اليوم يوماً عملياً فعلياً في الدوائر والشركات والقطاعات الحكومية والأهلية.
هذا غيض من فيض احببت ان أشير إليه، صحيح اننا لم نصل إلى المأمول ولكن بتضافر الجهود والتعاون الجاد المثمر سوف تكون هناك بمشيئة الله نقلة نوعية من خلال الممارسة الصحيحة للعملية التربوية والادراك الصحيح لرسالة الأنشطة الطلابية في المدارس وهي التعليم من خلال الممارسة والترفيه والقضاء على التعليم التقليدي الممل وجعل المدرسة مصدر إمتاع لا مصدر امتناع وتهرب لدى الطالب فرب زيارة خير من ألف درس.
محمد بن تركي العنزي /تعليم منطقة حائل
|