جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم).
ومعنى سابه: أي شتمه، وتعرض لمشاتمته، ومعنى قاتله: نازعه، ودافعه.
وقوله: (فليقل: إني امرؤ صائم):
قال النووي رحمه الله: (واختلفوا في معناه فقيل: يقوله بلسانه جهرا يسمعه الشاتم والمقاتل، فينزجر غالبا).
وقيل: لا يقوله بلسانه، بل يحدث به نفسه، ليمنعها من مشاتمته، ومقاتلته، ويحفظ صومه من المكدرات.
ولو جمع بين الامرين لكان حسنا) أ.هـ.
والدرس المستفاد من هذا الحديث هو حث الصائم على لزوم الحلم، وكظم الغيظ، ومقابلة الإساءة بالإحسان، لأجل أن يصون صيامه عن المكدرات، ولأجل أن يتربى على تلك الفضيلة العظيمة، فتكون دأباً له يتمثله في سائر أيامه، وكافة أحواله وتقلباته.
اللهم اهدنا لأحسن الاخلاق والأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا انت، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
المشرف على موقع دعوة الإسلام
www.toislam.net |