شهر رمضان، شهر مبارك أكرم الله به هذه الأمة فيه ليلة خير من ألف شهر، في هذا الشهر من الخصائص والمميزات ما يجعل المسلم يستبشر بدخوله ويفرح ببلوغه.
(الصوم جنة) هكذا وصف الرسول صلى الله عليه وسلم الصوم، والجنة: هي الوقاية. ويقال للترس (مجنة) لأنه يقي حامله من ضربات السيوف، والصوم يقي صاحبه من النار ولذا جاء في الحديث (الصوم جنة من عذاب الله) وفي الحديث الآخر (الصوم جنة من النار كجنة أحدكم من القتال) ولهذا فمن صام لله تعالى يوماً باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام. وكما أن الصوم جنة من عذاب الله فهو جنة من مسالك الفجور وأخلاق السوء لأنه يحجز صاحبه عنها ولذا أرشد صلى الله عليه وسلم الشاب الأعزب الذي لا يستطيع النكاح ويخشى على نفسه من غوائل الشهوة بالصيام (لأنه له وجاء) وبيّن صلى الله عليه وسلم أخلاق الصائم فقال: (فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم) أي تربية نخرج بها من مدرسة الصيام، وأي لجام يحجز صاحبه عن ابتداء السوء بل عن مقابلة السوء بمثله! أين الصائمون اليوم عن هذه الأخلاق التي دعا إليها الصيام! ونحن نرى من تسوء أخلاقه عند صيامه فلا يطيق أحدا ونرى من لا يسلم من لسانه من أعرض عنه وقال إني صائم فضلا عن غيره!
ليقل أحدنا (إني صائم) فكم لهذه الكلمة من أثر في كف الشر وصفاء النفوس لنكن في هذا الشهر أوسع الناس صدراً وأنداهم لساناً (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه).
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى مكة المكرمة |