Tuesday 26th October,200411716العددالثلاثاء 12 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

وداعاً أم المساكين وداعاً أم المساكين
أماني المشاري

الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، في ليله من ليالي الجمعة الهادئة وعلى مقربة من شهر رمضان المبارك وبالتحديد في يوم الخميس 16-8-1425هـ فجعنا بل صعقنا بخبر وفاة جدتي أم سعود (شماء العمير) فلولا أن ربط الله على قلوبنا وتذكرنا (إنما الصبر عند الصدمة الأولى لجزعنا جزعاً عظيماً) ولكن قدر الله وما شاء الله فعل، فهي رحمها الله أشهر من نار على علم، يعرفها الصغير والكبير، الغني بمكانته والفقير بشدة حاجته، ولا تسأل عن حالها مع الفقراء فهي والله منذ أن عرفتها وهي تحب المساكين وتجالسهم وتأكل طعامها إلى جانبهم وإذا كنا في مكة المكرمة تأمرنا أن نضع فطورها في رمضان مع فقراء الحرم وتجلس تشاركهم ويشاركونها بما أنعم الله عليها من نعمه العظيمة بلا ملل أو كلل بل تتضاعف سعادتها لمجالستهم تستمع لمشاكلهم وتتألم لألمهم وتبحث عمن يساعدهم حينما تقف عاجزة عن ذلك، فهي امرأة جمعت صفات الدين والأخلاق وحب الخير امرأة صامدة صابرة محتسبة. فمنذ سنوات صدمت بفقد حبيبها وفلذة كبدها وابنها الوحيد فظلت كالجبل الذي لا يهتز من أمر قد قدره المولى عز وجل فصبرت واحتسبت الأجر من عند الله. وللفقيدة قصة طويلة مع إخوانها الذين تربوا في كنفها بعد وفاة والدتهم فكانت لهم الأم والأخت الوفية والبارة بإخوانها حتى كبروا وتزوجوا وكانوا أوفياء لها إلى ما قبل وفاتها وبروها خير البر فجزاهم الله خير الجزاء ورزقهم بر أبنائهم، وكفلت الفقيدة الطفل (عبد السلام) منذ أن كان في مهده وربته إلى جانب أحفادها حتى بلغ سن التاسعة ثم توفي إثر صعقه كهربائية فبكته كثيراً لأنه يتيم، ولن ننسى سعيها لذلك الرجل الأرمل المسن حيث كانت تحضر له الطعام والشراب وتنظف له غرفته إلى أن رحل من هذه الدنيا الفانية.
أماه.. لقد حزن لرحيلك الثكالى واليتامى والمساكين، ويراقبون أبواب منازلهم ينتظرون طلتك البهية لأنك كنت خير معين لهم بعد عون المولى عز وجل، كنت تعدين العدة للذهاب إلى بيت الله الحرام تمشياً مع عادتك السنوية في شهر رمضان المبارك وكان ينتظرك هناك فقراء يفرحون بقدومك لما يجدوه منك من السخاء والكرم والعطف والحنان، ولكن يد المنون قبضت ذلك القلب الحنون لتنتهي رحلة (أم سعود) الدنيوية بعد مشوار حافل بالكفاح المشرف بالعطاء الإنساني والسيرة الحسنة، لقد رحلت إلى فسيح الجنان بإذن الله الواحد المنان، وهذا جزء يسير من سيرة أم سعود العطرة {أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ} رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها ووالديها والمسلمين فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
{ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved