Tuesday 26th October,200411716العددالثلاثاء 12 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

مُقعد على الخطوط السعودية مُقعد على الخطوط السعودية
مصلح بن ناهي العمهوج - الطائف

سرنا وأسعدنا التقدم الذي أحرزته الخطوط السعودية في عملية الانضباط في المواعيد واننا بالجملة نعتز ونفخر بأن لدينا خطوطاً جوية كالخطوط السعودية التي عودتنا على تقديم أفضل الخدمات وأميزها ومن مصادر اعتزازنا وفخرنا التزامها بالتعاليم الإسلامية ومحافظتها على السنة النبوية والتي منها توفير مكان مخصص لأداء الصلاة وكذلك توجيهها وإرشادها المستمر لتحديد القبلة عبر شاشاتها الداخلية ومن محافظتها على السنة ذكر دعاء السفر قبل الإقلاع وهو من الأدعية النبوية الشريفة التي كان يقولها صلى الله عليه وسلم قبل سفره.
إن حسنات الخطوط السعودية ومميزاتها كثيرة وهي واضحة للجميع وجلية ولست بصدد الحديث عنها ولكني سأتكلم عن موضوع اعتبرته خدشاً لوجهها الوضاء وسواداً في صفحة من صفحاتها الناصعة البياض انني اتحدث عن موضوع عايشته وتعايشت معه ووقفت على تفاصيله وليس كما يقال (يقولون) ويدور حول ما تقدمه الخطوط السعودية من خدمات ومميزات وانني لم أطرح هذا الموضوع إلا لغيرتي على الخطوط السعودية وحرصي على أن تكون متميزة بكل المجالات عامة والخدمات الإنسانية خاصة وليتسع صدر الخطوط السعودية لهذا الانتقاد البناء والذي يهدف لأن تكون الخطوط كما هي دائماً في القمة.
إنني لا أنكر اهتمام الخطوط السعودية بالمعاقين أو المقعدين أو أصحاب الحاجات الخاصة ولكن هؤلاء الشريحة من المجتمع يحتاجون إلى مزيدٍ من الاهتمام والرعاية كما يحتاجون إلى تقديم خدمات أفضل تناسبهم ومتطلباتهم وهذا الحكم ليس تخبطاً أو دون تثبت ولكنه ما لمسته وشاهدته عندما كنت على إحدى رحلات الخطوط السعودية، وإليكم تفاصيل ما حدث للمعاقين في تلك الرحلة بكل تجردٍ ومصداقية.
لقد كنت مع أحد أقربائي المصاب بشلل نصفي في رحلة خارجية للعلاج وكانت العودة إلى أرض الوطن يوم الخميس 26-6-1425هـ الموافق 12-8-2004م على رحلة رقم 182 والقادمة من براغ إلى الرياض مباشرة ولكن فوجئنا بأننا سنهبط في جدة ومن ثم نواصل إلى الرياض وتقبلنا هذا الامر بكل رحابة صدر (مجبر أخاك لا بطل) ولكن ما أدهشنا وأزعجنا وأوجد الامتعاض والانزعاج والتذمر لدى الركاب هو ما أعلنه المذيع الداخلي للطائرة عندما هبطت في مطار الملك عبدالعزيز بجدة لقد أعلن أنه على الجميع النزول إلى أرض المطار ومن ثم الصعود على طائرة داخلية إلى الرياض، وكان على متن الطائرة أكثر من خمسة أشخاص مقعدين ولك أن تتخيل كم كانت معاناتهم وهم ينزلون من الطائرة إلى المصعد ومن ثم إلى الباص ليقلهم إلى صالة المطار ومن ثم إلى المصعد وإلى الصالة الداخلية ومن ثم الانتظار في صالة المغادرة والذي لا يتوفر فيها أدنى متطلبات المعاق وبعد ذلك تأتي رحلة العودة إلى الطائرة باص ومصعد متحرك وطائرة يحمل فيها المعاق بالأيدي أكثر من مرة حتى يستقر في المقعد نفسه الذي كان قد غادره قبل ساعة ونصف، وعند مناقشة موظفي الخطوط عن سبب هذا الإجراء أكدوا بأنها أسباب ربحية (تجارية) لكي يتم تزويد الطائرة بركاب الداخل. لقد أقلعت الرحلة رقم (182) من مطار الملك عبدالعزيز بجدة الساعة التاسعة والربع مساء متجهة إلى الرياض بعد تأخير نصف ساعة وقد امتلأت جميع المقاعد من مسافري الداخل. حطت الطائرة رحالها في مطار الملك خالد الدولي بالرياض في تمام الساعة العاشرة والنصف مساء وتمنى المذيع الداخلي في الطائرة لجميع الركاب طيب الإقامة في الرياض أو أينما كانت وجهتهم وغادر الركاب مسرورين بعد عناء رحلة استمرت أكثر من ثماني ساعات بالنسبة للمسافرين من خارج المملكة.
ولكنّ المقعدين وأصحاب الحاجات الخاصة لم تنتهِ معاناتهم إلى هذا الحد فلم يغادروا الطائرة بعد رغم أن الجميع قد غادروا الطائرة من عاملين وركاب قادرين على الحركة لقد كانت المشكلة انه لا يوجد إلا كرسي متحرك واحد عند باب الطائرة فيتم حمل المعاق بواسطة هذا الكرسي حتى يخرج من الصالة الداخلية ومن ثم يعود العامل بالكرسي ليحمل الآخر وهكذا كل راكب يحتاج ما لا يقل عن ربع ساعة من الوقت حتى يتم تسليمه خارج الصالة والعودة إلى الآخر وفي ظل هذه الأوضاع من الانتظار والترقب طلبت المشرف المناوب لعل وعسى أن يجد حلاً ويفك احتجازنا هذا وبالفعل حضر وتفاعل مع القضية وأبدى تعاطفه ولكنه للأسف أخبرنا بأنه ليس بيده شيء رغم أن لدى مطار الملك خالد إشعاراً بعدد المقعدين داخل الطائرة لقد أخبرنا المشرف بأن جميع الكراسي المتحركة مشغولة في بوابات أخرى وعند سؤاله عن كم عدد الكراسي المتحركة في مطار الملك خالد أخبرنا بأنه لا يوجد سوى ثلاثة عشر كرسياً متحركاً عندها ذهلت بهذه الإجابة فكيف بمطار دولي ويعتبر من أفضل المطارات في العالم شكلاً وتقنيةً لا يوجد به إلا ثلاثة عشر كرسياً متحركاً. بعد طول انتظار أذن لنا أن نخرج لقد خرجنا من باب الطائرة الساعة الحادية عشرة والنصف وهي التي قد وصلت الساعة العاشرة والنصف وبذلك استمر احتجازنا ساعة كاملة داخل الطائرة دون مبرر إلا لأن الخطوط السعودية لم تراعِ ظروف المعاقين وتلبي حاجاتهم.
انتقلنا من الطائرة إلى صالة استلام العفش ومن ثم المرور على الجمارك وخرجنا من الصالة الداخلية في تمام الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل لنجد من كان في استقبالنا قد مل من الانتظار وظن أن في الأمر شيئاً.
الخطوط السعودية عودتنا دائماً على تقديم أفضل الخدمات وأطرح هذه الحادثة من باب الاستغراب. انني لم أكتب هذا المقال إلا لإيماني بأن الخطوط السعودية تسعى دائماً لإرضاء العملاء وتصحيح ما قد يقع من أخطاء.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved