الأمير فيصل بن بندر والشيخ العبودي
د. محمد بن عبدالعزيز الثويني *

الوفاء - للرجال الفاعلين العاملين بما يسهم في رفعة أمتهم ومجتمعهم ووطنهم - من شيم الأوفياء النبلاء، وكم في مجتمعنا من الرجال العاملين الذين تركوا آثاراً حميدةً وسيراً جميلةً يقتدي بها المعاصرُ واللاحقُ، ومن أولئك معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي الذي جاب بلاد العالم طولاً وعرضاً قائماً أحسن قيام فيما يُوكل إليه من أعمال فكان نعم السفير المتجول والداعية المتجدد لأهم دولة في الإسلام إن لم تكن المملكة العربية السعودية فمن تكون، منها شع نور الرسالة وحمل أبناؤها الأمانة منذ مبعث من جاء بالرسالة صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا وحتى قيام الساعة إن شاء الله فكان تكريمه من كريمٍ فيصلٍ يعرف قدر الرجال ساعياً للنهوض بالمنطقة وأهلها؛ فهو أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، وما ذاك التكريم الذي كان في صيف بريدة 25 من الأمير لمعالي الشيخ إلا تأكيد على ما ذكر أولاً أن الوفاء من شيم الأوفياء للرجال الفاعلين العاملين، ومما زاد التكريم مهابةً وأهميةً وحلاوةً موافقة سمو الأمير على إنشاء مركز في بريدة يحمل اسم معالي الشيخ الذي هو ابن من أبناء مدينة بريدة ومن أوائل رجالات التعليم فيها بخاصة المعهد العلمي الذي وضع أساسه إذ هو أول مدير له، ومما يذكر لمعالي الشيخ أنه ينادي دائماً بتكريم المبرزين وهم أحياء قبل أن يموتوا وهذا ما أشار إليه - حفظه الله - عندما جئته مستشيراً بتسجيل رسالتي لدرجة الدكتوراه وموضوعها (الشيخ صالح بن إبراهيم البليهي وجهوده العلمية والدعوية) فقال هذا من الوفاء لرجال نذروا أنفسهم للعلم والعمل، فجاء صدق معالي الشيخ ودعوته لتكريم الآخر واقعاً في حقه ولو أنه لم يكن يسعى إليه ولكن سعيه وتشجيعه لغيره جاء في حياته لتقر عيناه برؤية محبيه وسعادتهم بتكريمه فنعم المُكرِّم ونعم المُكرَّم.