* الرياض- الجزيرة:
أكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ على ضرورة أن يتعلم الدعاة إلى الله تعالى لغة أخرى غير اللغة العربية، مثل اللغات: الإنجليزية، والفرنسية، والإندونيسية، والماليزية والروسية، والألمانية، وغيرها، وذلك لأجل الحاجة اليوم للدعوة أولاً، ثم الحاجة لتأليف الكتب ومراجعتها، وثالثاً الحاجة إلى رصد ما ينشر في العالم.
وقال معاليه - في تصريح صحفي أدلى به عقب زيارته لأكاديمية الجزيرة العالمية: إن المعلومات في الوقت الحاضر هي التي تعطينا قوة في اتخاذ الرؤى والخطط المستقبلية، لمعرفة ما يجري الآن، فنحن حريصون على أن يتحلى الدعاة، وأن يضيف الدعاة إلى معارفهم اللغة الأخرى، التي يُسر لهم أن يتعلموها، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإننا نحتاج اليوم أيضاً لإزالة الشبه عن الإسلام، مشيراً معاليه إلى أنه لا حظ من خلال جولاته لأنحاء كثيرة من العالم، أن المترجم إذا ترجم حديثاً لعالم أو لطالب علم أو لداعية، فإنه لن ينقل كل ما فيه نفسه، ولن ينقل كل محتوى الحديث الأصلي.
وأضاف معاليه قائلاً: في السياق ذاته: إن الترجمة تحتاج إلى ثلاثة أشياء: تحتاج إلى إجادة اللغة الأصلية، ثانياً إجادة اللغة المنقول إليها، الثالث إجادة العلم نفسه، والفن نفسه الذي يريد أن ينقله، وأحياناً يكون الداعية أو العالم يكون أكثر من مستوى المترجم، لذلك لا يستوعب الحديث بكامله، فينقل ما استوعبه فيحصل النقص، وربما يصل الخلل عند المتلقي، مؤكداً معاليه أنه من الأهمية بمكان أن يتعلم عدد من الدعاة الذين يجيدون العلم الشرعي، ويجيدون محتوى الدعوة، أن يتعلموا لغة أخرى أو لغات أخرى، حتى يتمكنوا من نقل ما يريدون بالمعنى الذي يريدون، الذي وافق الشرع المطهر للناس، حتى تكون رسالة الإسلام واضحة.
وأبان معاليه - في سياق تصريحه - أن الوزارة تهتم بإلحاق منسوبيها بالدورات المختلفة التي تعينهم على أداء رسالتهم وخاصة الدعوية، ممثلاً على ذلك بهذه الأكاديمية، والأكاديميات الأخرى، أو معاهد اللغات التي تضيف للاهتمام باللغة غير العربية للدعاة أو للدارسين، لأن هذه فيه مصلحة للدين - إن شاء الله - إذا حسنت النية، وكذلك فيه مصلحة للدنيا.
وعبر معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ عن سروره بزيارة أكاديمية الجزيرة للغات، وقال: إن ما رأيته فيها من حسن إعداد، وتوزيع لمستويات التعليم، واستخدام للتقنية الحديثة، وحسن مخاطبة الطلاب باللغة التي يدرسونها.
وأعاد معاليه التأكيد على أهمية أن يكون الدعاة إلى الله على معرفة بإحدى اللغات العالمية، وقال: إن منظورنا في الاهتمام باللغات أن في هذا العصر لا بد فيه من القوة، وقوة الإنسان المسلم، والإنسان السعودي بالخصوص، لا بد فيها من التعلم، لأن العالم أصبح مفتوحاً، وأصبح الكثير من المعلومات التي تنشر هنا وهناك بلغات أخرى غير اللغة العربية، ولذلك كان من الضروري أن يكون عندنا إلمام باللغات، غير الأخرى الحية مثل الإنجليزية، وغيرها من اللغات، ليكون المواطن والمستفيد من هذه الدروس واللغات ليكون قوياً في بنيته.
وأشار معاليه إلى أن سوق العمل اليوم يحتاج إلى الكثير من الإعداد والإجادة للغات، مؤكداً أنه لم يعد اليوم إجادة لغة واحدة مفيدة في مجالات الحياة، وقال: لقد أصبح اليوم الكثير من المتطلبات الدنيوية في الأعمال التي هي كما يقال في حاجة السوق تحتاج إلى هذه الأكاديميات، لكي تضيف للطلاب الذين لم يتح لهم أن يكونوا أقوياء في لغات أخرى غير العربية أن يدرسوا هذه اللغات، ليتمكنوا من كفايتهم في حياتهم، مشيراً معاليه إلى أن هذه يحتاج منا إلى تفاعل أكثر في هذا الميدان، حتى يكون عندنا الإنسان السعودي أكثر قدرة على مواكبة الحياة، وتطوراتها، والانفتاح العالمي في توازن شرعي وديني ومدني، كما يتفق مع النظرة الشرعية، وأنا مسرور لوجود مثل هذه الأعمال التعليمية، والأكاديميات، وأشكر الإخوة القائمين عليها، سواء أعضاء مجلس الإدارة، أو مدير الأكاديمية، او الإخوان المدرسين.
وكان معالي الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ قد قام بزيارة مساء يوم أمس الأول لأكاديمية الجزيرة العالمية بالرياض.. وكان في استقبال معاليه لدى وصوله مقر الأكاديمية، رئيس مجلس إدارة الأكاديمية الأستاذ محمد العواد، ومدير عام الأكاديمية المهندس عبدالعزيز بن محمد العواد، وأعضاء مجلس إدارة الأكاديمية، بعد ذلك استمع معاليه إلى شرح مفصل من مدير عام الأكاديمية عن فكرة، وتوجيه الأكاديمية، وأسباب نشأتها، والجهود التي بذلتها الأكاديمية لتحقيق هدفها من خلال الوسائل المستخدمة.
|