Tuesday 26th October,200411716العددالثلاثاء 12 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

لما هو آت لما هو آت
لا مرور أو عبور دون شهادة!
د. خيرية إبراهيم السَّقَّاف

هناك مؤشِّرات يستدلُّ بها الباحث على نتائج ما يتصدَّى له في بحثه تكوِّن (القرائن) التي يبني عليها خطواته، ويتتبُّعها ويتلمَّس دَرْبَها كي لا يضيعَ جهده في نتائج سطحية أو غير مُقنعة، أو لا تمتُّ لمؤشِّرات قرائنه..
ولا يختلف عن هذا الباحث الكاتبُ الذي يتصدَّى للأفكار المتعلِّقة بالظواهر الاجتماعية، أو القضايا الإنسانية الكُبرى في المجال السياسي وتأثيره في توجُّهات مسارات الشؤون الأخرى ذات المساس بحياة الإنسان، أو بإنسان الحياة، ذلك لأنَّ الباحثَ كاتبٌ، لكنَّه يخضع لمنهجية وآلية يتجاوزها في طرحه الكاتب.
من هنا فإنَّ المؤشرات التي يأتي بها الكُتَّاب مستقاةً من واقع ما حولهم إنَّما هي (قرائن) دالَّةٌ وقائدةٌ إلى ما هو كائن في حياة الناس الذين هم محور (القضايا) برُمَّتها وتفاصيلها..
من هنا، تقودني مؤشِّراتٌ مثلُ هذه إلى مناقشة ما أستخلصه من (تيار) تجري به حركيَّة وقائع الحياة العامة أو الخاصة لمنظومات مجتمعية من البشر أو الأفكار.. وتلك قرائن للبحث في تفاصيل نسيجها، ودقائق قوامها... فأتأمَّل كثيراً، وأُحَبِّر بَوْحِي.
الآن، في الوقت الرَّاهن كثرت (العطاءات)، و(الأفكار)، و(الأداءات)، و(أنواع) و(أنماط) و(موضوعات) (البذل) الفردي والرسمي والعام، منه المادي والعلمي والآلي. كما نلمس من كل هذا الاحتدام والتداخل والكثرة والوفرة في أنباء وأحداث وحركة شاملة يعكسها الإعلام في وسائله وعبر قنواته هدفَ هذا البذل المكثَّف في جوانب الاقتصاد، والتجارة، والتعليم، والتدريب، والتطوع، والبناء، والتعمير، والفنون، والنشر، والثقافة، والخدمات العامة، والصيانة، والتحديث، والتأهيل، والتجديد بما يوفِّر للبحث مؤشِّراتٍ هي في واقعها قرائنُ لأفكارٍ ذات سمة باصمة في تأريخ المرحلة. ذلك لأنَّ وراء كلِّ هذا يكمن تحديداً وزنُ هذا البذل من حيث أثرُه، وجدواه، وفاعليتُه، إيجابياتُه وسلبياتُه، محاسنُه ومثالبُه. والمتمعِّن في الذي يقع ممَّا هو قائم في المجتمع يؤكِّد أنَّ الكتَّاب من فئة الباحثين كالباحثين من حيث القرائن لديهم مسؤولية كُبرى لا تُتيح لهم العبور من هذا التيار أو المرور بجواره دون أن يكون لهم المُثُول للمؤشرات، والاستفادة من القرائن لمعالجة ما يطرأ مرتبطاً بها من الأفكار؛ تسجيلاً للمرحلة، وتدويناً للشهادة، وخروجاً بالأمانة إلى حيث ما يُوثِّقه الزمن، فالكتَّاب شهداءُ عصْرِهم، والباحثون كذلك.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved