(الملك عبدالعزيز.. رؤية عالمية) باللغة الإنجليزية للدكتور ساعد العرابي الحارثي

خرج الى المكتبات هذا الأسبوع كتاب جديد باللغة الانجليزية بعنوان (الملك عبدالعزيز.. رؤية عالمية).. وهو كتاب وثائقي تاريخي مهم للدكتور ساعد العرابي الحارثي، والذي يقدم فيه رؤية تاريخية وتحليلية ووثائقية من خلال شهادات عربية واسلامية وعالمية للملك عبدالعزيز كصانع من صنَّاع الحضارات، وبانٍ من بناة الأمم.
الكتاب يقع في 440 صفحة، من القطع المتوسط، قدم فيه الدكتور ساعد العرابي الحارثي رصداً علمياً ومنهجياً لشخصية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الانسان والعسكري والسياسي والمسلم الملتزم والعربي الغيور على عروبته، والرجل القادر على التعامل مع التيارات السياسية والدولية ورموزها، بمعادلات واضحة، واحتفظ لنفسه وبلده سياسات ذات ثوابت رصينة في مرونة وقدرة كبيرة على الحركة.
الشهادات العربية والاسلامية والعالمية التي قدمها د. الحارثي لرسم صورة وسياسة الملك المؤسس شكلت في مجملها رأياً عاماً عربياً واسلامياً وعالمياً، كلها تجمع وتصب في رؤية واحدة ونسق واحد يدلل على عظمة هذا الرجل وبطولته الفذة ونموذجه المتميز في التخطيط والتفكير والتنفيذ، ونجاحه في وضع لبنات كيان شامخ زاوج فيه بين الأصالة والعراقة والحضارة الاسلامية والمعاصرة بكل ما تحمل من تطور وتحديث وتقنيات ليؤسس من خلاله نهضة تنموية وحضارية شاملة.
الكتاب يقع في تسعة فصول اضافة الى المقدمة والخاتمة والفهارس والوثائق.
* الفصل الأول: جاء بعنوان: (استعادة الرياض.. ومولد دولة).
* الفصل الثاني: يتناول شخصية الملك عبدالعزيز والبطولة والزعامة، وسماته الجسدية وصورة البطل، وعبدالعزيز والمفاهيم الغربية في تقويم الرجال، ثم تناول سمات الزعامة وصناعة الدولة ومفاتيح الزعامة عند الملك المؤسس.
* الفصل الثالث: (أخلاق القيادة وقدراتها) عند الملك المؤسس من برِّه بوالديه وذكائه وبساطته وتواضعه وصراحته ووضوحه وصدقه وحلمه وكرمه وفصاحته وعقيدته ونجاحه.
* الفصل الرابع: يتناول توحيد المملكة وكيف تم توطيد الأمن.
* الفصل الخامس: عن تحكيم الشريعة والشورى.
* الفصل السادس: يتناول التنمية الشاملة وتحضير البدو والزراعة والمياه والتعليم وتحديث الجيش والطرق والمواصلات ووسائل الاتصال الحديثة والصحة والبترول ووسائل المدنية الحديثة.
* الفصل السابع: يتناول المؤلف فيه مكانة الملك عبدالعزيز العربية والاسلامية.
* الفصل الثامن: يتناول مكانته الدولية.
* الفصل التاسع: يتعرض لرحيل الملك عبدالعزيز - رحمه الله -.
ومثلما قال المؤلف فإن (الملك عبدالعزيز هو ذلك الرجل الذي شاد على مدى نصف قرن من الزمان، كياناً شامخاً متميزاً، زاوج فيه بين أصالة الماضي وتراث الأجداد، وبين مفردات ولغة العصر الحديث بكل ما فيه من تطور لا يتناقض مع روح العصر وتصور العقيدة، مجسداً بذلك الأنموذج الأروع لمجتمع الفضيلة، الممسك بتعاليم دينه الاسلامي).
لقد كتب مئات بل آلاف الكتب والدراسات والبحوث عن حياة الملك عبدالعزيز، وعن دوره وكيف صنع تاريخ أمة لا تاريخ دولة، ولكن ما يمتاز به هذا الكتاب أنه قدَّم رؤية وثائقية لشخصية الملك عبدالعزيز العالمية، من خلال شهادات عربية واسلامية وأجنبية، تشكل قيما جلها رأي عام عربي وإسلامي وعالمي.
ويقول المؤلف:(إن حضارات الأمم تقاس بمدى عمق جذورها في عمر الزمان، ومدى استمرار أثره وبقائه حياً، ومدى ارتباط هذا الاستمرار وتفاعله مع معطيات العصر، وتقاس عظمة الرجال بما حفروه في ذاكرة التاريخ، وبقدر ما خلفوه من مآثر وانجازات، وبمدى ما قدَّموه لأمتهم، بما يعينها على تغيير واقعها، وبناء قاعدة حضارية تتعامل مع متغيرات العصر ومتطلباته، وتنطلق لاستشراق آفاق المستقبل).
هكذا يبني الرجال الأمم العريقة، ويؤسسون الدول القوية، ويصنعون الحضارات، ولقد كان الملك عبدالعزيز من المنظور العربي والاسلامي والعالمي، ذلك الرجل الذي أسس بنياناً شامخا يستمد جذوره من الماضي العريق، ويقوم على أُسُس اسلامية سامية ويجمع بين الأصالة والمعاصرة..
والكتاب كما يبدو يعتمد المنهجية العلمية، وأسلوب السرد التاريخي الوثائقي في تقديم شخصية الملك المؤسس من مناظير ثلاثة متكاملة: (المنظور العربي والمنظور الاسلامي والمنظور العالمي) بسرد شهادات وثائقية شكلت في مجملها رأياً عاما عربيا واسلاميا وعالميا كلها تجمع على بطولة الرجل ونموذجيته وتميز تجربته وريادتها.
والكتاب كما يقول المؤلف لم يرم فقط الى تقديم تاريخ الملك عبدالعزيز وتتبع سياساته الداخلية والخارجية التي بنيت مقومات في البطولة والزعامة، ولا يرصد فقط سماته الأخلاقية والنفسية والفكرية، إنما يتحدث عن كل ذلك ضمن سياق موضوعي رصين، صاغته بصدق شهادة الساسة والمفكرين والصحفيين والمؤرخين في العالم.
والكتاب بهذا يقدم رصيداً أمينا ومنهجيا لشخصية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود: الإنسان، والملك، والعسكري، والسياسي، والمسلم الملتزم، والعربي الغيور على عروبته، والرجل القادر على التعامل مع التيارات السياسية الدولية ورموزها بمعادلات واضحة، الذي احتفظ لنفسه وبلده سياسات ذات ثوابت رصينة، في مرونة وقدرة كبيرة على الحركة، الأمر الذي يتيح للدارسين آفاقاً رحبة، لكي يسطروا دراسات في البطولة والعطاء من بين ملامح سيرة هذا الرجل.
وفي الحقيقة أن هذا الكتاب يمثل أرضا خصبة لاستقصاء الدروس والمآثر من خلال مادة خام منتقاة يصعب استقصاؤها والوصول اليها.
والكتاب في مجمله وما تضمنه من شهادات يقدم نموذجا عصريا لتطبيق الشريعة المرتبطة بالعقيدة الصحيحة القائمة على الشورى كعماد للنظام السياسي الاسلامي، وهو في الوقت نفسه دعوة للنهوض لدراسة هذا النموذج والتماس العبر والدروس منه حتى تكون تجربة الرجل ذات المقومات الاسلامية في زعامتها، مَعلماً على الطريق تأخذ بأيدينا للخروج من المأزق العربي والاسلامي الراهن.