يحضرني بيت لأغنية مصرية تقول كلماته:
اللي مش محتاجة تاخذ كل حاجة
واللي محتاجة ما تاخذش ولا حاجة
تذكرت هذا البيت، وأنا أعيش مهزلة اتحاد الاتصالات التي استأثر بها أصحاب التسعة والتسعين نعجة ممن يمتلكون المليارات.. والنعجة اليتيمة السقيمة والهزيلة الباقية التي توزَّعَها أكثر من ثلاثة ملايين مساهم من الغلابى الذين باع بعضهم مصاغه.. أو سيارته.. أو أخذ تسهيلات بنكية على أمل الربح.. وجاءت النتيجة والمحصلة خسارة فوق خسارة !!
لقد تمخَّض جبل اتحاد الاتصالات فولد فأراً تتغشاه كل أسقام وآلام التجربة..
أدرك أن النظام الحر.. هو ما يحكِّم بعض التجارب الاقتصادية، كما هي الحال بالنسبة للعالم الرأسمالي الذي يعني زيادة الغني غنى، وزيادة الفقير فقراً بحكم سيطرة رأس المال ونفوذه.
أدرك هذا الواقع بكل مرارته.. ولكن يبقى سؤال حائر.. أين هو العدل؟! أين هي الحماية لثلاثة ملايين مساهم تُرِكَ لهم الفُتات، وبقيَّة البقايا يتصارعون حولها..ويتراصون تحت وقع شمس الظهيرة يجففون العرق بحثاً عن بطاقة مرور تدخلهم عالم الإسهام الجائر، حتى ولو أمكن اقتناصها من السوق السوداء بثمن قد لا يُعوَّض !!
إنني باسم ضمير هؤلاء..باسم ضمير الملايين الثلاثة المُحبَطين والمُجْهَدين أطالب بالآتي :
1- إلغاء الأسهم التي احتكرها المؤسسون السعوديون لاتحاد الاتصالات.. وأن تكون حقا خالصاً للمساهمين الصغار تعويضا لهم عن خسائرهم.. طبعاً بثمنها وبنسبة ما يملكون من أسهم زهيدة.. هذا لمن حالفه الحظ وملك النزر اليسير.
2- أطالب الجهات ذات الاختصاص تلافياً للمغالاة في الاحتكار، وإتاحة الفرصة العادلة للمواطن العادي..أطالبها ألاَّ يزيد إسهام المؤسسين في أي مؤسسة قيادية جديدة عن نسبة معقولة من رأس المال..على أن تكون النسبة الأكثر لصالح المواطن العادي الذي هو أحق قياساً لظروفه المادية العادية.
لا أريد أن يموت أحد من التخمة.. كما لا أريد أن يموت أحد من الجوع.. الحياة مشاركة يحكمها العدل، والحب، والرحمة .. فهل نرعوي؟!
|