* فيينا - غريلي (الولايات المتحدة) - الوكالات:
قالت الأمم المتحدة أمس الاثنين: إن نحو 380 طنا من المتفجرات مفقودة من موقع قرب بغداد كان جزءا من برنامج الرئيس العراقي السابق صدام حسين لتطوير قنبلة ذرية والذي جرى تفكيكه ولكن الجيش الأمريكي لم يؤمن الموقع قط.
وقالت متحدثة باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة: إن محمد البرادعي مدير الوكالة أبلغ مجلس الأمن على الفور (أمس) . وأضافت الوكالة أن المتفجرات المفقودة يمكن استخدامها في تفجير أسلحة نووية أو في الأسلحة التقليدية.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز التي نشرت الرواية أمس الاثنين: إن خبراء أسلحة أمريكيين يخشون أن تستخدم المتفجرات في هجمات ضد القوات الأمريكية أو العراقية التي تتعرض لهجمات متزايدة قبل الانتخابات العراقية المقرر إجراؤها في يناير كانون الثاني. ومنعت الوكالة الدولية من دخول العديد من المناطق في العراق منذ اندلاع الحرب وشاهدت من بعيد المواقع النووية السابقة هناك وهي تتعرض للنهب.
وقالت فلمينج أن البرادعي أبلغ واشنطن بخطورة الوضع في 15 اكتوبر تشرين الأول بعد أن علم باختفاء المتفجرات في العاشر من أكتوبر. ومن المواد التي عثر عليها بكميات كبيرة في منشأة القعقاع مادة (اتش. ام. اكس) المتفجرة التي قالت فلمينج أنها (يمكن استخدامها في تفجير قنابل نووية) .
وقبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 كانت متفجرات (اتش. ام. اكس) قد وضعت في عبوات مغلقة تحمل شعار الوكالة الدولية وجرى تخزينها في القعقاع. وسمح للعراق بالاحتفاظ ببعض متفجراته لأغراض متعلقة بالتعدين بعد انتهاء الوكالة الدولية من إزالة برامج الأسلحة النووية السرية لصدام في أعقاب حرب الخليج عام 1991. وقالت فلمينج أن (اتش. ام. اكس) لها أيضا استعمالات عسكرية تقليدية ومدنية. وفي الشهور السابقة لحرب الخليج الثانية تأكدت الوكالة الدولية من أن أياً من المواد ذات الاستخدام المزدوج لا تستغل في برامج الأسلحة النووية.
ونقل تقرير نيويورك تايمز عن مسؤولين بالبيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) ووزير عراقي واحد على الأقل اعترافهم بأن المتفجرات اختفت من موقع القعقاع بعد وقت قصير من غزو العراق في مارس اذار 2003 أثناء عمليات نهب واسعة النطاق.وفي مقابلة مع الصحيفة وشبكة (سي. بي. اس) التلفزيونية في بغداد أكد رشاد مندان عمر وزير العلوم والتكنولوجيا العراقي اختفاء المتفجرات.وقال دبلوماسي غربي قريب من الوكالة الدولية رفض نشر اسمه: إنه من الصعب فهم السبب في عدم تأمين الجيش الأمريكي للمنشأة بالرغم من معرفته بحساسية الموقع، وأضاف: (هذا موقع معروف للغاية.. إذا كنت ستختار بضعة مواقع ستقوم بتأمينها... فإن القعقاع من المؤكد أن يكون أحد أهم هذه المواقع) . وقالت نيويورك تايمز أنه لم يتم إبلاغ كوندوليزا رايس مستشارة الأمن القومي الأمريكي باختفاء المتفجرات إلا في الشهر الماضي مضيفة أنه لم يتضح ما إذا كان الرئيس جورج بوش قد علم بهذا الأمر.
من جهته أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان أمس الاثنين أن الرئيس الأمريكي جورج بوش على علم باختفاء قرابة400 طن من المتفجرات التقليدية القوية في العراق منذ اكثر من عشرة أيام. وقال ماكليلان في تصريح صحافي على هامش زيارة انتخابية للرئيس بوش إلى غريلي: (كولورادو غرب) (أن الحكومة العراقية المؤقتة أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في العاشر من تشرين الاول - أكتوبر أن حوالي 350 طنا من المتفجرات مفقودة) من مركز عسكري سابق على بعد 50 كلم جنوب بغداد. وقال أن الوكالة أبلغت البعثة الأمريكية في فيينا (حيث مقرها) بهذا الأمر موضحا أن مستشارة الرئيس لشؤون الأمن القومي كوندوليزا رايس (تبلغت بالأمر في الأيام التي تلت) و (أبلغت الرئيس) .وأضاف (حصل كل ذلك في الأيام العشرة الاخيرة) .
|