* القدس المحتلة - الوكالات:
يواجه عراب الاستيطان رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون أكبر تحد في حياته المهنية بسعيه إلى فرض أول عملية اجلاء لمستوطنين من الأراضي الفلسطينية خلال 37 عاما من الاحتلال ، وقد بنى هذا الجنرال السابق الذي يبدو باستمرار بمظهر القاتل، حياته المهنية السياسية على صورته كمشجع كبير للاستيطان في الضفة الغربية وقطاع غزة، وكان هدفه المعلن تعزيز الواقع على الأرض لجعل أي انسحاب إسرائيلي مستحيلا من الاراضي التي تم انتزاعها واغتصابها من الفلسطينيين ومنع اقامة دولة فلسطينية قابلة للاستمرار، لكن منذ عام غير شارون توجهه، وسيعرض اليوم الثلاثاء على البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) خطته للانسحاب من قطاع غزة واجلاء ثمانية آلاف مستوطن في هذه المنطقة إلى جانب أربع مستوطنات صغيرة ومعزولة في شمال الضفة الغربية ، ويجيء هذا الانسحاب بعد مراجعة الخيارات تجاه غزة التي باتت تكلف الإسرائيليين الكثير من الانفس والمجهود العسكري لحفظ الأمن فيها بسبب تصاعد الانتفاضة وضربات المقاومة، وهذا التغير المذهل جعل شارون هدفا لحملة عنيفة من جانب المستوطنين واليمين المتطرف والاخطر بالنسبة له، لحوالى نصف نواب الليكود الحزب الذي يتزعمه.
وكان الليكود قد خيب أمله مرتين الشهر الماضي بينما ينتقده انصار (إسرائيل الكبرى) بسبب مخالفته وعوده والتصرف مثل (ديكتاتور)، وقد تصاعد الجدل إلى درجة أصبحت وسائل الاعلام والمسؤولون الإسرائيليون معها يلوحون بشبح عملية اغتيال لشارون من قبل متعصبين، وقد تم تعزيز الاجراءات الأمنية المحيطة بشارون المشددة اصلا بينما تفرض اجراءات أمنية لا سابق لها على جلسات البرلمان أمس الاثنين واليوم الثلاثاء ، وبعد أن تخلى عنه معسكره، يفترض ان يعتمد شارون على المعارضة العمالية للتصويت على خطته. ولتبرير هذا (التحول) قال: إن إسرائيل يجب ان تتخذ المبادرة والا ستفرض الأسرة الدولية حلا أقل ملاءمة لها ، واعترف دوف فايسغلاس اقرب مساعدي شارون والمسؤول عن الاتصالات مع الادارة الأمريكية ان خطة الانسحاب ستسمح بدفن عملية السلام برمتها لانها تقررت بدون تشاور مع الفلسطينيين.
والنقطة الثانية المهمة هي ان شارون لم يكف عن التأكيد انه (تخلى) عن قطاع غزة من أجل ضمان سيطرة افضل لإسرائيل على الضفة الغربية حيث يعيش الجزء الاكبر من المستوطنين البالغ عددهم 240 ألفا، ولم يخف رئيس الوزراء عزمه على ضم المناطق التي تضم المستوطنات الكبرى في الضفة الغربية.ورأى البروفسور دان شوفتان من مركز دراسات الأمن القومي في جامعة حيفا (شمال إسرائيل) أن التغيير الذي طرأ على ارييل شارون يفسر بأسباب أخرى،وقال :ان شارون تنبه مثل الغالبية العظمى من الإسرائيليين انه من المستحيل مواصلة السيطرة على كل الاراضي (الفلسطينية) مع ابقاء إسرائيل دولة ذات غالبية يهودية وديموقراطية، وهذا القول يؤكد ان الإسرائيليين عاجزون عن توفير الامن في غزة والضفة مع تصاعد أعمال المقاومة.
|