Tuesday 26th October,200411716العددالثلاثاء 12 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

خدمة المجتمع نظرة شاملة خدمة المجتمع نظرة شاملة
أ.د عبدالرحمن بن إبراهيم الشاعر

شهدت بداية عام 1402هـ انطلاق نظام خدمة المجتمع في الجامعات السعودية ومن خلال مراكز خدمة المجتمع في الجامعات السعودية، وكانت البداية مركز خدمة المجتمع والتعليم المستمر في جامعة الملك سعود، وأخذ هذا المفهوم بعداً مهنياً عندما استطاعت الجامعات التي تلت جامعة الملك سعود في افتتاح مركز خدمة المجتمع الإسهام في تطبيق المعارف والمفاهيم وترجمتها إلى مهارات.
وكان اسهام الجامعات ينصب في تقديم الفرص التدريبية الرسمية وغير الرسمية المتاحة خلال حياة الفرد بحيث تمكنه من تحقيق أرقى احتمالات النمو الفردي والاجتماعي وذلك وفق نظام متكامل ومتسق يشبع طموحات الفرد الثقافية والتربوية ويلائم خصائصه النفسية والعضوية، وينمي مهاراته وقدراته الذاتية.
لقد كانت السعودية ترمي في المقام الأول إلى تحقيق الضلع الثالث من أهدافها المتمثلة في (التعليم العالي، والدراسات والبحوث، وخدمة المجتمع) وبهذا فتحت الجامعة أروقتها للجميع بهدف إعداد الفرد للإسهام في التنمية الاقتصادية والاجتماعية إلى جانب تنمية مهاراته الوظيفية، وقد تبنت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من خلال المركز الجامعي لخدمة المجتمع إبان إدارة د. علي الزبن عميد المركز آنذاك مفهوم النظرة الشاملة لخدمة المجتمع ونشره على نطاق واسع ليشمل جميع فروع المعرفة وفق نظام منهجي متسق يؤصل العلوم ويحافظ على الثوابت ويواكب التطور الحضاري الذي تعيشه المجتمعات المتحضرة.
كما سعى من خلال النظرة الشاملة لمفهوم خدمة المجتمع إلى تلمس الاحتياجات، ووضع الحلول لعلاج مشكلة التكيف المادي والمعنوي بين معطيات التقنيات الحديثة وبين متطلبات الأنشطة الأكاديمية الأخرى، وهو بذلك يربط الجامعة بجميع إمكانات المجتمع متجاوزاً جزئية النشاط من خلال دورات تدريبية يقدمها المركز الجامعي لخدمة المجتمع في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الى تحقيق النظرة الشاملة لخدمة المجتمع، فكان المركز الجامعي لخدمة المجتمع بالجامعة بوابة المجتمع للولوج إلى الجامعة بما تملكه من إمكانات علمية وفكرية.
وبعد مرور زمن ليس بالقصير على ولادة أول مركز خدمة مجتمع قام على يد الدكتور عبدالرحمن الأنصاري في جامعة الملك سعود وانتشار مراكز خدمة المجتمع في الجامعات والكليات والمعاهد الأهلية لا بد من نظرة فاحصة ووقفة تأمل فيما خطط له وما أنجز بعد مسيرة ثلاثة وعشرين عاماً.
وبعدها تكون هناك رؤية مستقبلية لتلك المراكز تشمل رسم استراتيجية قوامها عوامل اجتماعية وسياسية واقتصادية متخذة من النمو البشري والاقتصادي والحراك الاجتماعي منطلقات علمية لاختيار السبل الكفيلة لاعداد رؤية مستقبلية خلاقة.
وأن تكون هناك منطلقات لمراكز خدمة المجتمع والتعليم المستمر للإسهام المباشر والفاعل في تعزيز الأمن الفكري طالما أن هناك نظرة شمولية لكل مناشط الحياة تقريباً بما فيها التيارات الفكرية التي تتلاطم أمواجها في محيط العولمة لتتلاشى معها كل أشكال الخصوصية.
والجامعات من خلال مراكز خدمة المجتمع قادرة على تأصيل الفكر وضرب سياج من الحماية عن طريق تمكينها من سبر أغوار التقنية وكشف أسرارها والقدرة على التحليل الموضوعي الناقد لمحتواها وأهدافها وتلمس مواطنها الإيجابية ورصد سلبياتها وايجاد البدائل لها.إن المؤمل من مراكز خدمة المجتمع الخروج من اطرها النظرية إلى واقع حياتي ملموس يكون مصدر طمأنينة وفيض أمل لمستقبل مشرق والله المستعان.

عميد مركز الدراسات والبحوث
جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved