ربما لا يصدق بعض الناس أن فم الإنسان ممتلئ بأنواع مختلفة من الكائنات الحية من البكتيريا، والفيروسات، والفطريات، والخميرة، والمدهش أنها تعيش
جميعاً في جو (مثالي) لها، من حيث الرطوبة من اللعاب، والحرارة من جسم الإنسان !! لذا فإن من المستبعد أن يكون الفم خالياً من هذه الكائنات، كما يقرر د. عاصم عزوقة (إخصائي تركيبات الأسنان بمستشفى الحمادي بالرياض، ماجستير تركيبات الأسنان من بريطانيا، شهادة سريرية في زراعة الأسنان، ألمانيا).
والمرحلة الوحيدة التي يكون فيها الفم خالياً من تلك (الكائنات) هي مرحلة فم الطفل حديث الولادة، لكن مع مرور الوقت تبدأ تلك الكائنات الحية في الوجود في فم الإنسان، حيث تعيش داخل الفم في حالة توازن.
ويلفت د. عزوقة انتباهنا إلى أن الأساليب المتبعة في طب الأسنان، سواء كانت تشخيصية، أو علاجية تتضمن استخدام عدد كبير من المستلزمات الطبية، والأجهزة، وجميعها معرضة للتلوث من قبل اللعاب، أو الدماء النازفة خلال العمليات الجراحية، لذلك من الضروري أن يتم تنظيف وتعقيم كل الأدوات والأجهزة المستخدمة في طب الأسنان، وهنا يؤكد د.عاصم عزوقة أن جميع عيادات الأسنان بمستشفى الحمادي مجهزة تجهيزاً كاملاً للسيطرة على مكافحة العدوى، وبأن القائمين بالعمل داخل العيادات يضعون هذا الهدف نصب أعينهم.
اللعاب والفضلات
ويقول د. عاصم عزوقة حول مكافحة العدوى بأن هذا المفهوم قد بدأ تطبيقه بعد منتصف القرن الميلادي الماضي، وقد تنوِّعت أساليبه وأجهزته على مدى القرن الحالي، حتى وصلت إلى المستوى الذي يطبق حالياً، فعلى سبيل المثال اكتشف العالم الفرنسي جرثومة السل، ووجد أنها تنتقل في الغالب عن طريق تناول اللبن الملوث، لذا جرت عمليات تعقيم اللبن في عملية تسمى بسترة الألبان.
ومن ناحية أخرى، فإن للعاب دوراً كبيراً في عملية التوازن بما يحتويه من أجسام مضادة، لكن عندما تضعف درجة مقاومة الأسنان لهذه الجراثيم فإنها تنشط وتتكاثر لتهاجم الأسنان، وبهذا يحدث الالتهاب، حيث إن الجراثيم تنشط وتتكاثر سريعاً، وتهاجم أنسجة الجسم، مما يسبب ذلك العفن والإفرازات والروائح الكريهة، وهنا نجد أن فضلات الطعام عندما تلتصق على أسطح الأسنان فإنها تتعرض للنخر، وهذا يؤدي إلى التسوس.
مجالات السيطرة على العدوى
إن مكافحة العدوى هنا تتم بتطهير المكان، وتعقيم الأدوات والأجهزة، وتجميع الفضلات والمخلفات والتخلص، ويلخص لنا د. عزوقة مجالات السيطرة على العدوى في أربعة اتجاهات رئيسية هي:
- العيادات.
- العاملون بالعيادات.
- المرضى.
- الآلات والأدوات والمستلزمات الطبية.
عيادات الأسنان
بالنسبة لعيادات الأسنان، يتم عمل تطهير دوري يشمل الجدران، والحوائط، والأسقف، والأبواب، والشبابيك، بعد تنظيفها، مثل غرف العمليات، وحدات علاج الأسنان يتم تنظيفها بعد رشها بالمواد المطهرة، ويتم تنظيف الأدوات بعد استخدامها وقبل إرسالها إلى التعقيم، حيث يتم تعقيمها في وحدة التعقيم المركزي، ويتم تجميع الفضلات بعد العملية، وأيضاً المواد التي تستخدم مرة واحدة في أوعية خاصة قبل تجميعها معاً للتخلص منها، أما المشارط والإبر الجراحية، فيتم تجميعها في وعاء منفصل قبل عمليات التخلص منها.:
وبالنسبة للعاملين داخل عيادة الأسنان فإن الخطوط العامة هي:
- جميع العاملين داخل عيادة الأسنان من أطباء وتمريض وفنيين يجب أن يكونوا في تيقظ كامل لمكافحة العدوى.
- يتم تطعيم جميع العاملين داخل عيادات الأسنان بالأمصال اللازمة بمنع تعرضهم للأمراض.
- قبل بدء العمل يقوم العاملون بغسل الأيدي قبل ارتداء القفازات اللازمة والنظارات، وأغطية الوجه الواقية والمعاطف البيضاء والنظيفة.
بمجرد أن يبدأ العمل داخل فم المريض يبدأ أيضاً على شفط اللعاب بالشفاط المناسب.
التعامل مع المرضى
ويتم معرفة المرضى ذوي التصنيفات المرضية والمعدية الخاصة، حيث يتم عمل مواعيد علاج خاصة، حيث يكون العاملون مستعدين لهذه الحالات الخاصة والمعدية، حيث يتم تجميع الفضلات فيما بعد العمل لهذه الحالات في أكياس خاصة للتخلص منها.
كما يتم تغطية المرضى بالفوط المناسبة التي تستعمل مرة واحدة فقط، ويتم استعمال الأكواب والإبر المعقمة وشفاطات اللعاب، وكل ما يستعمل للمريض مرة واحدة.
ويتم تخصيص أدوات الكشف والعلاج في صور مجموعات منفصلة ومعقمة لكل مريض واحد، ولا تستخدم لغيره، ويتم تعقيم القبضان والسنابل وأجهزة ومواد الأسنان، وذلك بعد غسلها.
|