الوزن والميزان
د. عبد العزيز محمد الحمادي ( * )

أجزم أن معظم بيوتنا لا تخلو من ميزان يقيس به أفراد العائلة وزنهم صباح مساء، ولكن آثار هذا الميزان لم تظهر للعيان بعد، بدليل أن (البدانة)، وترهل الأجسام ما زالت سمة بارزة في مجتمعنا، لدى النساء والرجال على حد سواء، وتعدت كبار السن لتصل إلى الشباب والشابات.
وبدلاً من العمل على مقاومة السمنة، ومكافحتها بالوقاية السليمة، واتباع التعليمات الطبية، وجد بعض ضعفاء الأمانة غايتهم فيمن يبحثون عن العلاج السريع بالدعاية الكاذبة، حينما سوقوا لأدوية ومراكز علاج وهمية، تنقّص الوزن ليس خلال أسابيع، وإنما أيام، ولا عجب إذا ما سمعنا أنه خلال ساعات!!
وقد اتهم معالي وزير الصحة الدكتور حمد المانع المطبخ السعودي، وما يقدمه من مأكولات تتميز بارتفاع نسبة الدهون، مما يسبب الكثير من الأمراض. ودعا معاليه المواطنين إلى ممارسة الرياضة، وتناول الطعام الصحي، وتغيير نمط حياتهم بعد أن أكدت الدراسات ارتفاع نسبة البدانة إلى 55% بين السكان.
وبمناسبة الحملة الوطنية للوقاية من زيادة الوزن والبدانة التي انطلقت مؤخراً ولمدة ستة أشهر أتمنى أن تقوم الوزارة من خلال الحملة بإعداد البرامج الإعلامية والتوعوية عبر التلفاز والإذاعة والصحافة، وحتى الكتيبات الصغيرة بإعداد كتيبات إرشادية وتوعوية للتحذير من أخطار السمنة وسبل الوقاية منها، وأن تكون تلك الحملة وفق منظومة مرتبة يشترك فيها عدد من القطاعات ذات العلاقة كالتربية والتعليم لإرشاد المعلمين والمعلمات الذين لهم دور في توجيه الأبناء على حد سواء عن تلك المخاطر، فصحة الإنسان ليست مهمة القطاع الصحي وحده بل الجميع مسؤول عنها كون الإنسان نفسه هو المعني بذلك بالدرجة الأولى.