* كتب - عيسى الحكمي:
قال الأمير نواف بن محمد بن عبد الله رئيس الاتحاد العربي السعودي لألعاب القوى إن مشكلة العصر ومشكلة الرياضة السعودية الآن هي عدم توفر أجهزة طبية متميزة تتعامل مع الرياضيين سواء في الاتحادات أو الأندية الأمر الذي بات يهدد النتائج على كافة الأصعدة لعجز الأجهزة الحالية عن مجاراة الارتفاع الفني الهائل الذي وصل إليه الرياضيون في جميع الألعاب.
وبيَّن سموه في مؤتمر صحفي عقده مساء السبت في مقر اتحاد القوى عقب رئاسته لجلسة مجلس إدارة الاتحاد أنه رفع تقريراً بهذه المشكلة للمسئولين مؤكداً أن عدم توفر أجهزة طبية متميزة سيخلف مشاكل في المستقبل.
وكشف الأمير نواف عن تحرك عملي من قبل اتحاده الذي تضرر في المشاركات الماضية جراء تلك المشكلة وذلك بدراسة الموضوع واقرار التنسيق مع خبرات طبية عالية لعقد محاضرات وبرامج للأجهزة الفنية واللاعبين يحضرها ويشارك فيها أعضاء من مستشفى الطب الرياضي لرفع المستوى الفني مستقبلاً حتى لا يتواصل فقد الانجازات والميداليات وخاصة العالمية التي خسرها رياضيو الاتحادات ومنها ألعاب القوى نتيجة الاصابات التي تعرض لها اللاعبون مستدلاً بنتائج الأرقام من الميداليات على ذلك طوال الموسم الرياضي المنصرم حيث تحقق لألعاب القوى 14 ميدالية في البطولة الآسيوية الحادية عشرة (ماليزيا) و36 ميدالية في بطولة الخليج التاسعة (القطيف) و4 ميداليات في البطولة الآسيوية الخامسة عشرة (مانيلا) وميدالية واحدة في بطولة العالم العاشرة (ايطاليا) و14 ميدالية في بطولة العرب الأولى للناشئين (المغرب) و10 ميداليات في بطولة العرب للشباب (سوريا) و13 ميدالية في دورة الألعاب الرياضية العربية (الجزائر).
وأمَّن سموه على ما تسببه مشكلة الاصابات بغياب صاحب ذهبية ايطاليا عن أولمبياد أثينا بداعي الإصابة التي عانى فيها أبطالنا لعدم الجاهزية.
وأكد رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى أن الاتحاد اتخذ عدة تدابير للمستقبل اقرها في جلسته الأخيرة منها حل لجنة المنتخبات واعادة تشكيلها وعقد اجتماع لها الأسبوع المقبل مبيناً أن التغيير عادة يكون على أسس هامة كالتأهيل والقدرة والوقت التي هي من مسببات خروج ودخول أسماء بين الحين والآخر.
وأضاف سموه (ركزنا في خططنا لبرنامج الموسم الجديد على آلية استفادة النادي والمنتخب في نفس الوقت بحيث يشارك اللاعب مع ناديه خلال معسكرات المنتخب ليكون أمام مدرب المنتخب التجربة ويكسب النادي لاعبه في البطولات).
وأوضح سموه أن التركيز على منتخب الناشئين والشباب سيحتل أولويات الاتحاد كون الفئتين تشكلان النواة الحقيقية لمنتخب أول قوي وهو ما أثبتته التجربة في العام المنصرم حيث حقق منتخب الشباب 25 ميدالية ذهبية فقط منها ذهبية 100م و400م في دورة الجزائر العربية كما كانوا سنداً لانجازاتنا في (4*100 و4*400) بجانب فضية القرص.
وتابع سموه يقول: (نتائج عملنا باتت ملموسة فها هم ثلاثة لاعبين ناشئين تأهلوا إلى الآن لبطولة العالم المقبلة في المغرب حسب المسطرة الدولية وبنهاية الموسم سيصل العدد إلى 10 أو أكثر وسوف أذكر الجميع بذلك في حينه ونحن نعمل على بناء منتخب قوي للسنوات الثلاث القادمة وما يليها).
وعرج سموه على نتائج اجتماع السبت أيضاً بايضاح توزيع رئاسة البعثات وكذا نتائج الموسم المنصرم مبيناً أن رئاسة البعثات للمشاركات المقبلة سيتم الترشيح لها حسب الارتباطات مع مراعاة التساوي وهي تختلف عن الجانب الإداري فيما نتائج الموسم المنصرم للاتحاد تعتبر جيدة حيث وفق الاتحاد في البطولات والانجازات والميداليات بمعدل جيد والطموح قائم للأفضل حسب توجيهات الرئيس العام ونائبه الدائمة بالعمل الدوؤب للوصول دائماً الى مستوى الحدث ولتجاوز السلبيات.
وفتح سموه المجال بعد ذلك للإعلاميين حيث استقبل استفساراتهم بداية ب(الجزيرة) التي سألت سموه تقييمه للعمل الجبار الذي تحتاجه المشاركات الأولمبية وعن القرار النهائي للنجم هادي صوعان بالاستمرار او الاعتزال فقال: أولمبياً تعتمد أي البرامج الاعدادية إلى جانب النقطة الأهم وهي (توفيق الله) فهادي صوعان صاحب فضية سيدني مع الأول في نفس السباق إلى جانب الرابع والخامس خرجوا في أثينا.
ويضيف البديل الجاهز: أمر مهم ايضاً فأمريكا بعد أن فقدت مايكل جونسون عادت بالبدلاء وحصدت المراكز الثلاثة الأولى ونحن في السعودية عموماً بحاجة لجهد وفكر من الآن.. فلدينا لاعبون قادرون على تحقيق الانجازات متى توفر البرنامج المتميز وأهم شيء الجهاز الطبي ونتمنى أن نكون قد تعلمنا أخطاءنا لنعد المتميزين للسنوات المقبلة.
وعن هادي صوعان قال: (صوعان لاعب متمكن وما زال قادراً على المقارعة والمنافسة وإذا كانت عودته عالمياً وأولمبياً صعبة بحكم المرحلة فإنه عربياً يبقى رقماً صعباً بالنسبة لنا بدليل حضوره في البطولة العربية التي اثبتنا اننا حاضرون فيها بدليل أن المشاركين في اثينا تأهلوا عدا لاعب واحد ومن الحكمة أن نحافظ على مثل هادي فهو مكسب وسيكون عضواً في لجنة المنتخبات ونتوقع أن يكون مدرباً عالمياً لقيادتنا في المسافات القصيرة إلى المجد إلى جانب الدور الذي سيلعبه في اكتشاف المواهب مثله مثل زميليه سعد شداد والخالدي وهذه النقلة هي المطلوبة للاعب وعموماً هادي سيستمر هذا العام ونعمل على اقناعه للمشاركة في الدورة الآسيوية بقطر.
ورفض الأمير نواف المقارنة بين المشاركة الأولمبية في أثينا والعربية في الجزائر موضحاً سموه أن المقارنة مرفوضة بين دول نامية وأخرى متقدمة.
وطالب الأمير نواف بتغيير النظرة للأولمبياد التي تحتاج لبرامج وموازنة خاصة وعالية عكس باقي المشاركات.
وضرب نواف بن محمد مثلاً بمنتخب الطائرة في الجزائر قائلاً: (تبقى البرامج الاعدادية عنصراً هاماً في أي مشاركة ومنتخب الطائرة في الجزائر لو وجد البرنامج الجيد فإنه سيحقق الأفضل ويتأهل لأولمبياد الصين وسينافس على ميدالية متى اعتني به خاصة وأنه يملك قدرات فنية وطنية هائلة.
وبيَّن رئيس بعثة المملكة لدورة الجزائر العربية انه لاحظ خلال رئاسته للبعثة نقص ادارة الاعداد وبرامج الاعداد المميز الى جانب النقص الطبي الهائل فالموجودون يفتقدون القدرة الكاملة.
وثمَّن سموه مردود المشاركة في أولمبياد اثينا بحصول الألعاب المتأهلة لها (القوى - الفروسية - الأثقال - السباحة) على 15 ذهبية في الجزائر.. والاتحاد الوحيد الذي لم يشارك في أثينا وحقق ذهبية هو التايكوندو والاتحاد الوحيد الذي شارك ولم يحقق هو اتحاد تنس الطاولة وذلك عائد حسب وصف سموه لوجود خلل اداري.
وأكد سموه ان استمراره او رحيله عن رئاسة اتحاد ألعاب القوى بنهاية دورة الاتحاد بعد اشهر لن يثنيه عن العمل حتى الدقيقة الأخيرة من الفترة كما عمل في اللجنة الفنية لاتحاد كرة القدم حيث ترأس في اليوم الأخير لتلك الفترة اجتماعاً وضع خلاله خططاً وبرامج للمرحلة التالية.
وأضاف سموه (سأبقى أعمل حتى يأتي بعدي من يجد الخطط اللازمة للاستمرار ولن اسمح للأخطاء بالحدوث ما دمت على رأس العمل مع ايماني بأن التغيير دائماً صحي).
وتمنى الأمير نواف أن تكون المشاركة السعودية في دورة التضامن الإسلامي العام المقبل في مستوى الحدث والدقة لأن كل اتحاد سيكون مسؤولاً عن انجازاته والدقة تقود إلى النجاح والظهور المشرف.
وتمنى سموه من رؤساء البعثات الخارجية متابعة إعداد المنتخبات المشاركة والبرامج ليكوّنوا الفكرة الكاملة عند كتابة تقاريرهم مشيراً إلى انه في الجزائر كان يشكر كل رئيس اتحاد ينجز اتحاده اعترافاً بعملهم واعدادهم.
واستغرب الأمير نواف بن محمد محاولة البعض التقليل من قوة البطولة العربية في الجزائر ووصف المشاركين فيها بأنهم اقل بقوله: (بطولة الجزائر العربية ومن يقلل من نتائجنا فيها لغياب أسماء دولية لم تشارك.. كلامه مردود عليه فجميع المشاركين في اثينا شاركوا عدا هشام الكروج ولاعبين من قطر وهم من أبطال المسافات الطويلة التي لم تكن السعودية منافساً فيها من الأصل كون اختصاص وانجازات ابطالنا في المسافات القصيرة قد تحققت بحضور أحسن العرب ولو شارك مخلد العتيبي لحقق ذهبية 5 آلاف و10 آلاف وردي سيكون في الدورة الإسلامية التي سيكون لنا فيها كلمة واعدادنا لا يبحث الا عن العالمية).
وعن وقف العالمي حسين السبع بسبب قضية المنشطات التي أدين به خلال بطولة العالم العسكرية قال سموه: (استئنافنا ما زال قائماً والمحامي يتحدث مع الجهات المعنية والاتحاد الدولي والاتحاد العالمي العسكري ونتمنى سرعة الحل ونحن متأكدون أن النهاية ستكون لصالح لاعبنا الذي حمل وزر خطأ طبي لكننا سنخدم القضية بكل ما نستطيع لأجل السبع ولأجل لاعبين آخرين حتى لا تتكرر المشكلة وسأعلن ذلك في حينه).
وكشف رئيس اتحاد ألعاب القوى تفاصيل الخطأ الطبي الذي تعرَّض له السبع بقوله: المفروض عرض العينة خلال 48 ساعة وفي حالة السبع عرضت وحللت بعد 19 يوماً وهذه المادة قد تسبب حسب الحجم افرازات جديدة حيث إن هناك فيتامينات مسموحاً بها حسب تكيف وقدرة الجسم فإن البعض منها يتكيف والبعض تزداد نسبته عن الحاجة وبالتالي الامر بحاجة لموازنة وسنثبت ذلك علمياً لاثبات سلامة وضع السبع السليم بدليل أن الحادثة بشهرين وبعدها ثماني مرات كان يخضع لتحاليل دولية غير محددة الوقت وحقق نتائج سليمة.
ورفض سموه التحدث عن المشاكل المالية للرياضة السعودية مشيراً أن لذلك مسئولين بيد أنه أوضح أنه في الاتحاد السعودي لألعاب القوى شأنه شأن باقي الاتحادات وهو القيام باكتشاف الخلل وطرحه امام المسئولين للحل كما هو حال المشكلة الطبية التي اكتشف دورها في اعادة التقدم كل مرة وهي بحاجة لحل جذري في الاتحادات والأندية وبسرعة.
وعن محدودية تميز قوى السعودية في المسافات القصيرة رد سموه موضحاً أن ذلك يعود إلى (الجينتك) الخاص بالانسان السعودي ومن ينظر للعبة سيجد أن كل بقعة في العالم للعداءين فيها تخصص والسعودية مثل امريكا في المسافات القصيرة فكما أولمبياً يوجد usa دائماً حاضرة في آسيا والعرب توجد ksa وفي أوروبا الشرقية التخصص في ألعاب الرمي وافريقيا في المسافات الطويلة وهكذا.
وأكد سموه أن إحضار المدرب المتميز يقترن باللاعب المتميز كما حدث لسعد شداد في المسافات الطويلة والآن يوجد بطل في الـ 800م يقصد الصالحي الذي فقد ذهبية الجزائر لداعي الاصابة وهناك بطل قادم في 300م والعمل قائم لتلافي أي تقصير من أجل مدهم بالمميزين فنياً واكتشافهم.
وزفَّ سموه البشرى بقدوم بطل خرافي ناشئ وهو ابن عم الثنائي المعروف حامد وحمدان البيشي.
وأوضح سموه في ثنايا المؤتمر المميز أن هناك تواصلاً بين اتحاده ووزارة التربية والتعليم قائم مع الوزير الذي حضر أحد اجتماعات الاتحاد بمكة قبل فترة لكنه يتمنى أن يزداد التواصل باعطاء المزيد من اهتمام الوزارة باللعبة وتهيئة الاعداد لها في المدارس وبخاصة على مستوى المنشأة الرياضية موضحاً أن التعاون بين الجانبين يعيش الآن عامه الخامس وقد سبق تعاون اتحاد القدم والسلة في هذا الشأن.
وعن انحصار مميزي اللعبة في الأندية الصغيرة قال سموه اهتمام الأندية الصغيرة بهذه اللعبة ناتج عن تجاوب الاتحاد وتواصله مع الأندية بحل مشاكلها ومتابعة اللاعبين وتسهيل المهمة حيث تقتصر مهمة النادي على الاكتشاف والتسجيل والباقي على الاتحاد الذي يعد بطلاً للنادي وبلده الأمر الذي عزز الثقة بين الجانبين.
وعن عقود اللاعبين السعوديين مع شركات راعية قال سموه (هذا موجود مع هادي صوعان والبيشي والسبع ويحقق دخلاً ثابتاً لهم لكن العقود تأتي عندما يتحقق الانجاز والشركات العالمية تبحث عن الأبطال فالصالحي الذي أمضى موسماً سيئاً هذا العام لو حصل في سباقه على الذهبية لكسب عقداً مع احدى كبريات الشركات ولكن حظه من الاصابة التي لاحقته حتى بعد شفائه عندما احتك بطريقة غير مقصودة مع لاعب مغربي في الجزائر فعادت له الاصابة).
| 
"الريـاضيـة"