Monday 25th October,200411715العددالأثنين 11 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

(أجل.. صلِّ قبل أن يُصلَّى عليك) (أجل.. صلِّ قبل أن يُصلَّى عليك)

اطلعت على هذا العنوان بصحيفة الجزيرة الغراء يوم السبت الموافق 2-9-1425هـ تحت عنوان (جداول) بل أنهر.. الأستاذ الأديب حمد بن عبدالله القاضي التي كثيراً ما تروي غلة الصادي بما تحمله من عبارات أدبية منتقاة. ومن إيماءات لطيفة تؤنس القارئ، وتوقظ الضمائر والأحاسيس في مجالات شتى، فالأستاذ حمد غني عن التعريف فهو دائماً يوفق ويتطرق إلى إبراز مواضيع هادفة ومفيدة جداً قد يغفل عنها الكثير من الكتاب والأدباء فهو ذو حس مرهف يغوص في أنْهُر البلاغة فيصطاد الدرر وحلو الكلام، ثم ينثره على الصفحات ليمتع القارئ، والمستفيد من هذه الأساليب الشيقة والذوق الرفيع، والحقيقة أني أشاركه في مشاعره الفياضة وتأثره بما شاهده مكتوباً على لوحة بأحد شوارع الكويت بما نصه: (أيها الشاب صلِّ قبل أن يُصلَّى عليك)، فهذا أسلوب تربوي جميل ومختصر يتصف بالرفق والحكمة موجهة لمن يتهاون عن أداء الصلوات في أوقاتها مع ما وراءه من التخويف للمقصرين عند ملاقاتهم رب العباد يوم الحساب ومعلوم أن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام وعموده.


والبيت لايبتنى إلا على عمد
ولا عماد إذا لم تُرسَ أوتاد

فالواجب على المسلم أن يخلص العبادة لله في جميع الأركان الخمسة بل في جميع أفعاله وأعماله، ولقد أمر المولى بإقامة الصلاة والمحافظة عليها في محكم كتابه العزيز مراراً لعظمها عنده، قال تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} الآيات وقال رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم:(أول ما تفقدون من دينكم الأمانة، وآخر ما تفقدون الصلاة)، فالسعيد من حافظ عليها وعلى جميع الشعائر الدينية، وختم حياته بشهادة أن لا إله إلا الله، ويروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (بشّر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة)، رواه ابن حبان والطبراني. ومما يثلج الصدور ويبهج النفوس في هذا الشهر الكريم ازدحام المساجد بالمصلين رجالاً ونساءً صغاراً وكباراً، وانتشار الخيام الخيرية المعدة حولها لتفطير الصوام مع وجبات العشاء كل ذلك التماساً للأجر والمثوبة من المولى، وما زلنا بخير ما دامت المساجد تُعمر بالمصلين بهذه الكثافة الهائلة في هذا الشهر شهر المغفرة والبركات، ونتمنَّى أن تكون سائر الشهور حافلة بمثل ذلك، لئلا يقال: بئس القوم الذين لا يذكرون الله إلا في رمضان. فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكرات، وسبب مبارك في جلب الرزق وسعته، وطول العمر والراحة النفسية، لذا يحسن بالدعاة رجال الحسبة الاستمرار في التوجيه، والدعوة إلى الله بلين ورفق والتذكير بأوقات الصلاة فهو أدعى للقبول وخاصة الشباب:


والنفس إذا دُعِيتْ بالعنف أبية
وهي ما أمرت بالرفق تأتمرُ

هذه كلمة عابرة أوحتها ليكلمة الأستاذ حمد القاضي حول اللوحة التي جَمَّلتْونورت أحد شوارع الكويت: (أيها الشاب صلِّ قبل أن يُصلى عليك) فما أجملها من موعظة


وغداًَ توفّى النفوس ما عملت
ويحصد الزارعون مازرعوا
إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم
وإن أساؤوا فبئس ما صنعوا

عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف /حريملاء


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved