لفت نظري ما كتبه الأخ عبدالله الكثيري في زاويته (شاطئ) المنشورة يوم الجمعة الأول من رمضان موضحاً الفرق بين رمضان في الماضي والحاضر وكان صادقاً فيما ذكر، ولعل ممن أدرك وعايش رمضان في أزمنة ماضية عرف أنه شهر عبادة حقيقية، كان ميداناً للتنافس في أعمال البر، والتسابق لأفعال الخير، كانت أوقاته تشغل بالصالحات، ولياليه تشغل بالعبادات، وكان حقاً ًشهر الصفاء والنقاء، والتقارب والتواصل، شهر تطمئن فيه القلوب، وتزكو فيه النفوس، شهر عرف قدره وفضله، فقدره أهل الخير ونالوا به رضا الله عز وجل.. أما الآن فقد تبدل الحال،
وصار شهر المتعة واللهو، على حساب قدسية هذا الشهر وحرمته، والناس فيه أنواع، منهم من استعد له بأصناف المآكل والمشارب، ومنهم من وضع له برامج للراحة والكسل، ومنهم من عكف على تضييع أوقاته بما لا يرضي الله ولا رسوله، وهكذا هم الأكثرية من الناس، ولعبت الفضائيات في قتل همم المسلمين وتثبيط عزائمهم فجعلت هذا الشهر شهر الفن والطرب والتمثيل والكوميديا وبدأت رحى المعارك تشتعل فيما بينها.. الجزيرة نقلت لنا بالصورة والخبر بعددها (11704) أن (أكثر من 70 مليون دولار تضخها القنوات الفضائية العربية في سباق محموم للفوز بالمشاهدين خلال رمضان) وجاء في التعليق مسلسلات رمضان هذا العام تشهد معركة فنية لا مثيل لها.. الله أكبر هكذا تحول الفن إلى معركة لا مثيل لها!! نعم يحق لأهل الفن وهذا هو زمانهم أن يسمونها بالمعارك والفتوحات، ويطلق على مخرجيها وممثليها بالأبطال والنجوم، يحق لهم أن يتغنوا على أشلاء إخوانهم في فلسطين والعراق وغيرها من بلدان المسلمين الذين يسحقهم أعداء الإسلام سحقاً، أموال طائلة وخيالية تنفق على الفن وأهله. نعم باتت سياسة الفضائيات العربية قائمة على التحلل من كل أدب وفضيلة..
وليس أمامنا إلا أن نشكي أمرنا إلى الله فيما حل َّفينا من ذلٍّ وهوان...
ناصر بن عبدالعزيز الرابح - مشرف تربوي بتعليم حائل |