لقد بَيَّن ربُّنَا الحكمةَ من صيام رمضان، فقال - عز وجل - {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
قال الشيخُ عبدالرحمن السعديُّ رحمه الله في تفسير هذه الآية:( فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى، لأن فيه امتثالَ أمر الله ونهيه، فمما اشتمل عليه من التقوى أن الصائمَ يترك ما حرم الله عليه من الأكل والشرب والجماع ونحوهما، التي تميل إليها نفسُه، مَتقَرباً إلى الله، راجياً بتركها ثوابه، فهذا من التقوى.
ومنها أن الصائم يُدِّرب نفسَه على مراقبة الله - تعالى - فيترك ما تهوى نفسه مع قدرته عليه، لعلمه باطلاع الله عليه.
ومنها أن الصيام يضيَّق مجاريَ الشيطان، فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، فبالصيام يضعف نفوذه، وتقل منه المعاصي.
ومنها أن الصائم - في الغالب - تكثر طاعاتهُ، والطاعاتُ من خصال التقوى.
ومنها أن الغنيَّ إذا ذاق ألمَ الجوع أوجب له ذلك مواساةَ الفقراءِ والمعدمين، وهذا من خصال التقوى) انتهى كلامه رحمه الله.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
المشرف على موقع دعوة الإسلام www.toislam.net |