ساهمت الفضائيات بتقديم (تكنولوجيا) الجمال من تدقيق أنف وتضخيم شفاه وتوسيع عيون وزراعة شعر في تفشي حمى الزواج والهوس به..
وإذا كان أطباء التجميل قد أثروا كثيراً من وراء شد الوجوه وعمليات شفط الدهون وإعادة حقنها في مناطق أخرى..فإن مهنة (الخطابة) قد أصبحت مهنة رابحة للذكور والإناث فهذا م.خ..موظف يتوسط زملاءه الموظفين ويفتح (سبيكر) جواله ويُسمع الراغبين في الزواج عن مواصفات طالبة زواج عن طريق الحديث مع إحدى الوسيطات..
ويظل يدقق في الأسئلة عن المخطوبة ومواصفاتها ويسمع زملاءه مستغلاً ثقة الوسيطة وإنه واحد من أهل الخير أو هكذا يظهر..
وما إن ينتهي من الحديث مع وسيطة أو خطابة إلا وينتقل لأخرى ويبدأ بطرح الأسئلة عليها.. وهي تجيب ثقة به دون أن تعلم أنه يفتح (سبيكر) جواله ليسمع من حوله أحاديث سرية عن بنات الناس!!
** وهذا إعلان مطبوع يتداوله الناس ويوزعونه عند إشارات المرور للراغبين في الزواج:
لدينا أبكار ومطلقات وأرامل..
لدينا شباب ورجال خبرة..
لدينا طالبات ومعلمات وأستاذات جامعيات..
لدينا من مختلف الأعمار معلمون ورجال أعمال..
فقط اتصل على...
** هذا إعلان (سامج) يثير الإحباط..
** هل رخصت النساء.. وهل رخص الرجال؟
هل بات الزواج غاية أم وسيلة؟
ترفيه أم حاجة؟
إكمال لنصف الدين أم عبث وتحايل على القانون؟
** إن سيما الخير تحتاج لمن يصونها.. فسمات أهل الخير الشكلية يلزم ألا تستغل لتمرير مقاصد دونية من المتعة والثراء السريع والعبث وكشف أسرار الناس وعوراتهم..
** يبدو هذا تهوراً يقودنا إلى مزيد من نسب الطلاق وضياع الأطفال وحالات الانحراف السلوكي.
** الزواج رباط مقدس وعلاقة سامية وعن طريقه تتشكل الأسرة التي هي نواة المجتمع.
حينما يغيب تغيب الأسرة ويغيب المجتمع..
وحينما يحضر يجب أن يحضر وهو نقياً.. نزيهاً ملتفاً بأثواب الكرامة والستر وليس كما هو ظاهر الآن.. متهوراً عابثاً غير قادر على إقناع أي أحد بجدواه!!
|