تونس أتمت عرسها الانتخابي
اليوم تعلن النتائج واستطلاعات الناخبين ترجح فوزاً كبيراً لزين العابدين

  * تونس - موفد الجزيرة - جاسر الجاسر:
اقفلت صناديق الاقتراع في الانتخابات التونسية قبل الإفطار، حيث توجّه منذ صباح أمس أربعة ملايين وسبعمائة ألف مواطن تونسي إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس الجمهورية و189 مقعداً من بين 979 مرشحاً.وقد سارت العملية الانتخابية وفق مشاهداتنا التي شملت العديد من مراكز الاقتراع في سلاسة وهدوء وشفافية عكست الوعي الحضاري والحس الوطني العالي للتونسيين ولم تشهد مراكز الاقتراع التي بلغ عددها 12930 مركزاً أي حالة تعكر صفو الانتخابات.وتحظى الانتخابات باهتمام ومتابعة المواطن التونسي الذي لوحظ توجّه كافة شرائحه إلى مراكز الاقتراع لا فرق في ذلك بين الكهل والمرأة والشاب. فهذه الانتخابات التي تشغل الواقع التونسي تأتي كما قال لي عدد من الوزراء التونسيين في العاصمة أمس وتونس تمر بمرحلة تؤهلها بكل جدارة للحاق بركب الدول المتقدمة والاقتصادات الحديثة بفضل سياسة وتوجهات الرئيس العابدين الذي حقق كل مؤشرات التطور.. ووضع لبنات عديدة للنهوض في مختلف المرافق الأساسية في البلاد والسعي إلى تحقيق نسبة نمو واندماج أكبر في الاقتصاد المعولم لتصبح تونس كما أرادها الرئيس مركزا عالميا للتجارة والخدمات العامة فضلا عن الدور الكبير الذي تلعبه المرأة باعتبارها شريكا كاملا في المجتمع مع الرجل تتحمل المسؤوليات في الحياة العامة وتسهم في العمل التنموي وفي مختلف مجالات الإبداع والابتكار والانتاج الثقافي ونشر القيم الحضارية، وقد أقرت الحكومة التونسية برنامجا يتيح لها العمل نصف الوقت مقابل الثلثين من الأجر، مع الحفاظ على حقوقها كاملة في التقاعد فضلا عن اعتبار الشباب عدة المستقبل.
ويرى الرئيس التونسي في بيانه الذي بدأه في مستهل حملته الانتخابية والذي وصفه المراقبون في تونس بأنه الأقوى والأشمل وهو الذي سيكون دعما لأعماله الكبيرة في السنوات الماضية والذي أنجز العديد من المرافق الاقتصادية والثقافية والاقتصادية هذا البيان يتناول العديد من القضايا الرئيسية ومنها تعزيز الثقافة والتي ترتكز على ديننا الاسلامي الحنيف وقيّمه السامية قيم الاعتدال والتسامح والتضامن والانفتاح والاجتهاد.
وهذا البيان للرئيس العابدين حرص الاشارة على تكريس مبدأ الاحترام المتبادل والتفاهم والاعتدال والتعاون والتضامن في العلاقات الخارجية ودعمه للقضية الفلسطينية ودعمه للخطوات الرامية إلى توفير الجهود لخدمة السلم والاستقرار في المنطقة ودعم المساعي الأممية.
بيانات المرشحين الآخرين لم تخل ايضا من الوعود للنهوض بالاقتصاد والشباب والشغيلة والمرأة والطلبة ودعم النهضة الاقتصادية في البلاد لكنها تخلو من آليات عمل محددة وبرامج يمكن ان تنقل تونس من مرحلة إلى أخرى كما ورد في بيان الرئيس العابدين الذي وضع النقاط على الحروف في بيانه الانتخابي الشامل الذي ينطلق من إيمان راسخ بمبادئ الديمقراطية والتعددية، وبالحريات وحقوق الانسان والتضامن والتسامح والاعتدال والوسطية، إيمان جذوره ثابتة في مقومات الشخصية الوطنية وفي تجربة تونس الحضارية.
ما يجري في تونس ويشهده رجال الصحافة العرب والأجانب وبعض الشخصيات السياسية العربية والدولية يدل على تعميق الممارسة الديمقراطية وزيادة التعددية رسوخا في مختلف اوجه العمل السياسي وتعزيز حقوق الإنسان وتوسيع دائرة الحريات العامة والفردية لكسب رهانات القرن الجديد ورفع تحديات العولمة ودعم المكاسب على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.حقاً.. ان ما يجري في تونس ونشاهده على أرض الواقع هو بمثابة عرس ديمقراطي نتمنى للرئيس المقبل الذي سيعلن عنه اليوم الاثنين والذي تشير كل الدلائل بأنه سيكون الرئيس زين العابدين بن علي حسب ما تأكد من استطلاع آراء الناخبين الذين التقيناهم في مراكز الاقتراع.