كانت إرادة الفيصل أن يكون للجنوب نصيب الأسد في كثير من المعطيات واضحة باختياره نجله سمو الأمير خالد الفيصل ليكون أميراً لمنطقة عسير، هذه المنطقة التي اشتهرت بجمال طبيعتها والتي تلف بين أحضانها سحرها الخلاَّب إلى جانب اشتهارها بمكانتها التاريخية والسياحية والزراعية حتى غدت مضرب الأمثال.
إن أميرنا المحبوب يعمل ليله ونهاره في سبيل إسعادنا، وقد شمَّر عن سواعده الشابة ونزل بعزيمته القوية وقدرته المشهورة إلى الميدان يتحسس مشاكل المجتمع ويصف لها الدواء، ليكون بحق وحقيقة هو الموجه والمرشد، وبذلك يتحمل أعباء التوعية، ولم يكتف بهذا، بل أخذ يتفقد المرافق ويوجِّه الرؤساء ويواسي من أقعدهم الزمن من المرضى ونزلاء السجون، كل هذا ونحن ننظر له نظرة الحب.. ومن منا لم يحب خالداً في آدابه وأخلاقه وأعماله، وليس حديثي هذا يا عزيزي القارئ إن قدِّر لي أن أصل به إلى مستوى رضاك أقول ليس عن أعمال سموه، بل متاعبه (أعانه الله) بين الصحارى والرمال في شدة البرد ورمضاء الحر في سراة المنطقة وتهامتها بين الجبال والصخور، فليس مثله من يشعر بالتعب، إنه يتقدم القافلة والتي قوامها عشرات المسؤولين، وهو الشاب النشيط لأنه يشعر أنه يؤدي الرسالة ويحقق العمل، ويشعر أنه في عمل طالما أن له الرضا من المواطن.
لقد تحمل عناء السفر ومتاعبه في مناطق قحطان بين رمال سكيت وصخور تهامة من برد قارس إلى رمضاء لاهبة، ولكنه لا يفرق، فجولاته تتكرر من بين شهر إلى قحطان وتهامة، يتجول بين المرافق والأماكن ليوجه، ويسمع آمال المواطنين ويصغي إلى رغباتهم يحدثهم عن ما تعده لهم حكومتهم، يعدهم بدراسة مطالبهم وتلبية احتياجاتهم، لقد كنت أرقب تلك الزيارة لا لألقي عليها الأضواء فمثله لا يحب الأضواء ولا يرغب في الإطراء ولكن أرقبها بإعجاب ودعاء مقرون بالحب من كل مواطن هنا لسموه الكريم وهو يحقق لي ولأمثالي السعادة والخير، وكان هذا شعوري كمواطن أعتز وأفخر أن أتحدث عن هذا المثل الرائع، فانساب القلم ليتحدث دون توقف عن هذا الرجل وما يسعى لتحقيقه لجزء غالٍ من الوطن الحبيب وها هي بوادر الخير تترى، فمنطقة عسير تشكِّل ورشة صناعية في هدير الآلات وزمجرة المحركات وصرير الأقلام وتناثر التقارير من كثرة الدراسات والتخطيطات فيما يحققه وحققه لها خالدها وأملها وابنها البار في كثير من المعطيات، اجتماعات تعقد ولجان تدرس وهيئات وشركات تعمل كل هذا وسموه يسعى لبذل المزيد حتى تشاهده الابتكارات والأعمال وأصبحت منطقتنا والحمد لله في أوج مجدها وسعادتها. إن دعاء المواطنين في تهامة والسراة في رجال ألمع وفي تثليث وجاش وفي النماص وصبح وفي أبها بالتوفيق والعون والبقاء لخالد المحبوب..
وعفواً سمو الأمير فما أردت الإسهاب ولكن أردت الحقيقة وليس هذا إلا قليلاً من كثير مما تستحقه ولتدم ولتبق رائداً ومحققاً لها سبل الخير والتقدم، ولك من قبل ومن بعد التحية.
|