في جلسة شبه دورية تجمعني بعدد من الأساتذة الباحثين في مسائل التاريخ، قفز إلى ذهني ملحوظة أتمنى أن تجد طريقها إلى أذهان الكثير من الناس.. هذه الملحوظة استقيها من هذا المجلس العلمي وهي أن كثيرا من الكتابات التي يتمتع أصحابها بشهرة كبيرة قد لا تكون في كثير من الأحيان علمية وقوية ولا تتناسب وشهرة أصحابها ، فمع الكثير من الأسف أن فئة كبيرة من عموم الناس ربطوا بين الشهرة والصحة، ومعرفة الناس ودقة المعلومة. وهذا ربط غير صحيح ولا مقبول فمن المهم أن نركز جميعا على ذات المعلومة دون النظر في قائلها فكم وجدنا كاتبا مشهورا سقط سقطات كبيرة وكم من مرة رأينا كاتبا خرج بين الصفوف ولديه من النضج العلمي والمعرفي ما يفوق الكثيرين من الكتاب..
كل هذا يؤكد أن القارئ يجب أن يجعل من أولوياته عدم الالتفات لشهرة الكاتب بل يجعل رائده المعلومة.. نعم إذا كان الكاتب مشهورا بأنه مختص في موضوع معين فهذا يساعد على اقتناء الكتاب أو مناقشة المعلومة .. لكن قبول هذه المعلومة أمر آخر تماما.وعلى ما تقدم يحسن بنا أن نقيس في أمورنا كلها وبخاصة ذات الطابع الفكري فمن المهم ألاَّ تبهرنا الأضواء والشهرة عن التدقيق في أصول الأشياء حتى لا نكون ضحايا البريق الذي قد يكون كاذباً أو قد لا يكون دقيقا ولا يمنع أن يكون دقيقا.
للتواصل: 2092858
tyty88agwab.com |