* الرس - أحمد الغفيلي
* من الخطأ أن يسود الاعتقاد لدى عبدالله الناصر وعبدالرحمن الزيد بضرورة أن يصادق كل منهما على رأي الآخر من برنامج صافرة وأن يؤيدا بعضهما في مجمل الآراء حتى لو استلزم الأمر صمت أحدهما وامتناعه عن التعليق إذا ما وجد أن ما طرح من الطرف الآخر قابل للنقاش والأخذ والرد.
* وباعتبار أن أي قرار في كرة القدم يأتي كنتيجة لحسن تقدير الحكم أو عدمه لذا فمن البديهي أن تتباين وجهات النظر والأحكام إلا في حالات معدودة فيها نص صريح ولا مجال فيها لروح القانون.
* وإضافة إلى تعمد الزيد والناصر عدم إحراج أي منهما للآخر بحجة أن فلسفة البرنامج تقضي بأن يتناوبا التعليق وهو ما جعل المتابع مجبراً على الاستماع إلى رأي واحد برغم إمكانية تلقي خيارين مختلفين في بعض الحالات القابلة للنقاش والجدل ومن ثم الأخذ بأكثرهما واقعية وصراحة وثقافة فقد لوحظ في الحلقات الأخيرة تأثر الزيد والناصر بنتيجة المباراة وسعيهما لمجاملة الخاسر على حساب الفائز مما أفقد برنامج صافرة الكثير من متابعيه .وقلل من حجم القناعة بسلامة وصحة ما يتم تداوله ونقاشه والأهم أنهما ودون قصد ساهما بصورة مباشرة في تعزيز مواقف فرق اعتادت على رمي تبعات فشلها على التحكيم وكرست مفهوماً خاطئاً بأن التظلم والتشكي ومداومة نقد الحكام وتجريحهم ربما يؤدي للتنازل عن مواقف مفتوحة وإيجابية ويثمر بالحصول على اعترافات بأخطاء سلطت عليها أعين خبراء التحكيم في وقت غضت الطرف عن قرائن لها حدثت في نفس المباراة لا لشيء سوى أن أحدهما فاز وبالتالي فهو في غنى عن الاعتراف بأخطاء لصالحه والآخر خسر ومن الواجب جبر خاطره اتقاء قسوة ردة فعل خسارته المتوقعة.
* ولعل ما صاحب لقاء الهلال والنصر وما أعقبه من تحليلات تحكيمية لمواقف حدثت صادق الناصر والزيد على أحقية النصر بضربة جزاء إثر اشتراك هوائي بكرة لم تكن في نطاق السيطرة والتحكم ما بين الحارثي والغنام فيما على النقيض جاهد الناصر وحاول التبرير والإقناع في ظل سكوت وصمت وامتناع الزيد عن التعليق مما يعين عدم قناعته برأي الناصر الذي واجه به كل من طالب بأحقية الشلهوب لضربة جزاء بعد عرقلة صريحة وهو في وضع انفراد ومواجهة والكرة تحت سيطرته لينفي الناصر حدوث الإعثار وبمبرر يدعو للدهشة فضلاً عن إغفال وتهميش وتعمد عدم عرض إعاقة كماتشو داخل منطقة الجزاء النصراوية برغم كونها لا تختلف عما تم انتقاؤه للعرض.
* وليعود برنامج صافرة إلى سابق عهده لا بد أن يدرك الزيد والناصر أن اسلوب جبر الخواطر غير مجد ولا مفيد وأن المسؤولية تحتم عليها التعليق بحيادية ويتجرد من أي مؤثرات ودون النظر لمحصلة المباراة وهوية الفائز والخاسر.
كما نأمل أن تكون اللقطات المعروضة شاملة بعيداً عن الانتقائية والإعداد المسبق والضرورة تحتم مشاركة طرف ثالث من خارج اللجنة لإثراء وإمتاع البرنامج.
|