إشارة إلى ما كتبه عبد الله المهوس رجل أعمال - بريدة حول معارضته ما كتبه الكاتب السماري عن تدني خدمات بلدية بريدة في العدد 11639 في جريدة الجزيرة. وجاء المهوس مدافعا ومشيدا بالفعاليات الصيفية التي أقيمت في مدينة بريدة متجاهلا أبعاد الطرح الذي أوضحه الكاتب السماري الذي ينشد الحقيقة والإصلاح والمعبر عن هموم المواطنين.
والناس ينقسمون في الرؤية إلى قسمين؛ فالبعض منهم راض والآخر ساخط.
وعين الرضا عن كل عيب كليلة
ولكن عين السخط تبدي المساويا |
ونحن نقول: لا رضا كاملاً ولا سخط متشائماً بل وسطية معتدلة وموقف مناسب منصف لإبراز المحاسن والإيجابيات مع إيضاح بعض السلبيات لعلاجها والوصول إلى الأفضل كلما أمكن. ولا شك أن البلدية ظهرت جهودها الموفقة في الفعاليات الصيفية وهي مواقف مشكورة ومحفوظة لأصحابها الذين أسهموا فيها سواء من البلدية أو غيرها من القطاعات الحكومية والأهلية ورجال الأعمال. كما كان لتعليم البنين القدح المعلى في تلك الفعاليات. وللمدير العام للشؤون البلدية والقروية في منطقة القصيم جهود موفقة في فتح العديد من الشوارع الرئيسية بجهود ذاتية وتبقى الملحوظات التي ذكرها الكاتب السماري في محلها الصائب وهو صاحب القلم الجريء الواقعي المقدر للإنجازات والناقد لتدني بعض الخدمات الملحوظة، ولا سيما أصحاب الأحياء الذين أهملت طلباتهم وما زالوا يعانون من قصور الخدمات الضرورية كتعبيد الطرق وربطها بالأحياء الأخرى، وهم ساخطون بعد أن جمدت طلباتهم وهمشت أحياؤهم، ومضى على الردم والمسح حوالي سنة في بعض الأحياء دونما تعبيد، كما في جنوب شرقي الشقة.
ويذكر أحد الأهالي الذين راجعوا المديرية للتعقيب أن المدير العام أيد طلبهم أكثر من مرة، ووعدهم بالتنفيذ ولكنهم حينما راجعوا البلدية خابت آمالهم وأهملت طلباتهم رغم التأكيد عليهم من المديرية العامة. وكأن بعض المسؤولين يتعمد الإساءة للبلدية مع المخالفة للأوامر وإهمالها الأمر الذي يوجب المتابعة لمعرفة المتسبب مع المساءلة عن الأسباب في التباطؤ وعدم التنفيذ. وأين نفذت مشاريع السفلتة المعتمدة للشقة وخضيراء وغيرهما للسنوات الخمس الماضية؟
يضاف إلى ذلك التباطؤ في التنفيذ في الحفريات الذي ألحق الأضرار بأصحاب المحلات التجارية كشارع عمر بن الخطاب وشارع الثمانين في حي مشعل فيه الحفر العميقة المستحدثة منذ مدة طويلة ولم تردم بعد، وكذلك الردميات التي نصبت بمناسيب غير مقبولة على المسار الشرقي إذا ما قورنت بما يقابلها على المسار الغربي وفيها أخطاء فنية يدركها أكثر المارة بالعين المجردة وكأن الردميات لم تراع فيها أبسط القواعد لقياس المناسيب كما في الردميات الواقعة شمال الإشارة التي يصل ارتفاعها إلى حوالي مترين على مناسيب بعض المحلات التجارية المقابلة لها من جهة الغرب علما بأن المسار الشرقي أرضه طبيعية ومنخفضة وفيه النخيل ولم تقم عليه أي مبان ولا مبرر للردميات المرتفعة بين المسارين إطلاقاً.
هذا والكل يدرك أن شارع الثمانين في حي مشعل طبيعة أرضه متباينة وفيه المرتفعات والمنخفضات التي توجب الجدية في الدراسة والتدرج في معالجة المناسيب بأسلوب فني عادل؛ فلا ضرر ولا ضرار ولا ردميات عالية تغطي بعض المحلات التجارية ولا قطع وتجريف يجعلها معلقة بل دراسة فنية وتوازن مدروس يحقق الانسياب ويسهم في تخفيف الأضرار مع إعطاء الطريق ما يليق به من الترتيب والجمال. وهذا يدركه الفنيون المختصون الذين ينشدون الإصلاح، كذلك الحال في الردميات العالية للضلع الدائري الداخلي الجنوبي المنطلق من إشارة السالمية شرقاً والمار بوهطان وخضيراء وخب القبر، والذي كتب عنه للبلدية وللمديرية العامة للطرق في منطقة القصيم منذ أكثر من سنة وحتى الآن لم يحرك فيه شيء وما زالت تلال الردم العالية قائمة تفصل الشمال عن الجنوب في تلك الأحياء، ولا أحد يدري متى يجيء الفرج وينظر في طلبات الأهالي الذين أوضحوا تذمرهم من الردميات العالية؛ لأنها الأخطر على السكان وعلى سالكي هذا الطريق بعد تعبيده، كما أنها تفصل الأملاك بعضها عن البعض الآخر، وتلحق الأضرار بمصالح الأهالي، وتزيد في التكاليف وتحتاج إلى إيجاد المخارج والمعابر التي تتضاعف معها التكاليف؛ الأمر الذي يحتم الوقفة المتأنية لتخطيط مدروس وجداول أعمال منظمة ومتابعة جادة وتنفيذ دقيق للحد من المبالغة في الردم أو القطع والحفر لدرجة تضرّ بالمصلحة العامة، ولا سيما في الشوارع الرئيسية العملاقة كما في شارع الثمانين والضلع الجنوبي للدائري الداخلي؛ أسوة بالأماكن الأخرى في أحياء مدينة بريدة. فهل من مراجعة لتقديم أفضل الخدمات للوطن والمواطنين؟
تلك هي الآمال التي ينشدها الجميع، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
سليمان بن صالح السلامة - بريدة |