كتب الأستاذ خالد بن علي الحسين مقالاً قيماً في عدد الجزيرة رقم 11698 في 24-8-1425هـ تحت عنوان (الرقية الشرعية حتى تكون إشراقاً بالبذل من أجل الآخرين) تحدث فيه عن الرقية الشرعية وعن الرقاة وعن المرضى المراجعين لهم وقد أجاد وأفاد وأوفى الموضوع حقه، وتعقيباً عليه أقول إن هناك بعض النقاط التي قد أضيفها إلى الموضوع..
النقطة الأولى: إن القرآن الكريم أنزله الله سبحانه وتعالى للتشريع ولتلاوته وتدبره والتعبد لله به وقراءته في الصلوات. صحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعوذ نفسه ببعض آياته ويعوذ بها الحسن والحسين وأقر بعض أصحابه على قراءته على الملدوغ ومع هذا لم ينقل لنا أنه في عهده أو في عهد خلفائه الراشدين أنه قد جلس أحد من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين لقراءات القرآن الكريم على المرضى سواء بأجر أو بدون أجر، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل التفرغ لقراءة القرآن الكريم على المرضى والجلوس لهم والتكسب به واتخاذه مهنة وجعله مصدراً للرزق وأخذ الأجرة عليه، جائز شرعاً.
الوقفة الثانية: من المعلوم أن أغلب الشعب السعودي يقرؤون القرآن الكريم جيداً فلماذا لا يقرأ المريض القرآن على نفسه أو يقرؤه عليه أحد أقربائه بدلاً من أن يهدر وقته وماله بالذهاب إلى من يقرأ عليه؟ النقطة الثالثة: إذا سلمنا بالأمر الواقع وقلنا إنه لا بد من وجود هذه الفئة من القراء تحقيقاً لرغبة المرضى, فلماذا يترك لهم الحبل على الغارب وقد اختلط حابلهم بنابلهم أوَ ليس من الأفضل أن يغربلوا بغربال الجهة المسؤولة ويصهروا بكير الاختيار والعلم والمعرفة حتى يخرج الدجالون والمشعوذون منهم ويبقى أصحاب الضمير والصدق والإيمان.
النقطة الرابعة: تحقيقاً للمصلحة العامة لو أن الجهات المختصة أشرفت عليهم إشرافاً مباشراً وقامت بجولات وتفتيشات مباغتة على محلاتهم للتوجيه والإرشاد ورصد المخالفات والتجاوزات لتحقيق المطلوب والله المستعان.
محمد عبدالله الفوزان - محافظة الغاط |