إن من عظمة هذا الدين أن له مواسم للاستثمار يستثمر فيها المسلم وقته بالأعمال الصالحة، كما أنها أيام جميلة وليال رائعة للتوبة والاستغفار ومحطة يمر بها الواحد منا ليتفقد نفسه في طريق سفره إلى الدار الآخرة، وهي في الوقت نفسه فرصة ثمينة لهؤلاء:
أولاً: أخي المدخن.. الذي سوف تتركه في نهار رمضان حاول جهدك تركه في ليالي رمضان وهي فرصة قد لا تتكرر.
ثانياً: أخي الشاب الأعزب.. هي فرصة لك في محاربة الشيطان بالابتعاد عن المثيرات للغرائز كالقنوات الفضائية؛ لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).
ثالثاً: أخي المبتلى بأكل أموال الناس بالباطل الذي سوف يصوم نهار رمضان عن الطيبات.. هي فرصة لك لأكل الحلال الطيب والكسب المباح.
رابعاً: أخي المبتلى بالغيبة والوقوع في أعراض الناس.. هي فرصة لك لحفظ اللسان كما حفظت البطن؛ يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه).
خامساً: أخي المبتلى بقراءة المجلات الهابطة والقصص الماجنة.. رمضان فرصة لك لقراءة القصة الهادفة من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ودراستها.
سادساً: أخي المبتلى بالسهر على القنوات الفضائية والمجالس الفارغة.. هو فرصة لك لقيام الليل (صلاة التراويح) والاستمرار على ذلك.
سابعاً: أخي يا من لم يقم لصلاة الفجر مع الجماعة.. رمضان فرصة لتناول وجبة السحور وصلاة الفجر مع الجماعة والاستمرار على الصلاة في المسجد جماعة.
ثامنا: أخي المبتلى بإضاعة الأوقات.. رمضان فرصة لتنظيم وقتك واستثمار عمرك.
وأخيراً.. أخي صاحب المال.. رمضان فرصة للإنفاق على الفقراء والمحتاجين ومساعدتهم، وكذلك البذل في مشاريع الخير والبر والإحسان، وهي فرصة قد لا تتكرر.
رمضان محطة وقود وزاد لكل مسلم وفرصة العمر لكل مؤمن؛ فإياك أن تمر بالمحطة دون أن تتزود، أو أن تسنح الفرصة لك دون أن تستثمرها. بلغنا الله وإياك رمضان أعواماً عديدة وأزمنة مديدة.. آمين.
مدير إدارة الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد في محافظة المجمعة
فاكس: 4321653 - 06 |