جاء في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الصيام جُنَّة).
وزاد سعيد بن منصور عن أبي الزناد (الصيام جنة كجنة احدكم من القتال) ولأحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه: (جنة وحصن حصين من النار).
وله من حديث أبي عبيدة بن الجراح: (الصيام جنة ما لم يخرقها). قال ابن حجر رحمه الله في شرح هذا الحديث: (والجُنَّة) بضم الجيم: الوقاية والستر.
وقد تبين من هذه الروايات متعلق الستر، وانه من النار، وبهذا جزم ابن عبدالبر، وأما صاحب النهاية فقال: معنى كونه جُنَّة: أي سترة، يعني بحسب مشروعيته، فينبغي للصائم ان يصونه مما يفسده، وينقص ثوابه.
وإليه الإشارة بقوله: (فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث)... الخ ويصح أن يراد انه سُترة بحسب فائدته، وهو اضعاف شهوات النفس، وإليه الإشارة بقوله: (يدع شهوته)... الخ ويصح ان يراد انه سترة بحسب ما يحصل من الثواب، وتضعيف الحسنات.
وقال عياض في الاكمال: معناه: سترة من الآثام، أو من النار، أو من جميع ذلك، وبالأخير جزم النووي.
وقال ابن العربي: وإنما كان الصوم جنة، لأنه إمساك عن الشهوات، والنار محفوفة بالشهوات، فالحاصل انه إذا كف نفسه عن الشهوات في الدنيا كان ذلك ساترا له من النار في الآخرة). وهكذا يتبين لنا معنى كون الصوم جنة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
المشرف على موقع دعوة الإسلام www.toislam.net |