* تحقيق - وسيلة محمود الحلبي:
إن التوجيه هو الوسيلة المثلى في تكوين البنية الداخلية للطفل بحيث تتولد لديه قناعات معينة وقيم أخلاقية كالصبر والصدق والمراقبة الذاتية وحب الخير للآخرين وغيرها من الصفات فعندما يعوَّد الطفل على الصوم ويدرب عليه فإن طاقته تزداد يوماً بعد يوم فقد يكون غير قادر على الصيام مرة واحدة فعلى الأم ان تجعله يصوم نصف أو ربع يوم بالتدريج مع المتابعة والتشجيع والتحفيز على ذلك بحيث لا تغرر أجسامهم فقد يكونوا ضعاف البنية فيقبلون على تلك العبادة بحب وشوق ويشعرون بلذة الامتناع عن الطعام والشراب بعد طول صبر وتحمل فيقبلون على الاخطار وبدرجة كبيرة يجدون فيها السعادة ويشعرون بالتحمل كالكبار. وعلى الأم أن تغرس الكثير من المفاهيم الخصبة في اطفالها بشهر الصوم الكريم، كتعريفه نعم الله على الإنسان، وحبه الفقراء والمساكين والمحتاجين ومساعدتهم وإذا أخطأ الطفل على الأم أن تخبره ان باب التوبة مفتوح دائماً وان مجال الأمل واسع وذلك بأسلوب مبسط يتناسب مع مرحلته العمرية، والا تكثر ترهيبه كقولها: إن الله سيعاقبك وعلينا ان نعود اطفالنا مناجاة الله لانه يسمع دعاءهم.
إذن لا بد من تهيئة أجواء العبادة وربط الطفل بأصول الايمان وأركان العقيدة منذ نعومة أظفارهم حتى تتأصل فيهم وتكون منهجاً ونظاماً لحياتهم وحول بداية الصيام وفرح الأبناء به كان لنا عدة لقاءات مع أطفال حاولوا الصيام لنتعرف على مشاعرهم اثناء اداء هذه الفريضة.
****
الفضل لله ثم لأمي وأبي
الطفل عبدالله الرفاعي يقول: الفضل لأمي وأبي في تعويدي على الصيام، ففي البداية كنت اصوم حتى صلاة الظهر ثم اخذ من الطعام ما يكفيني ثم اصوم حتى العصر ثم اشرب ماء ثم اصوم حتى صلاة المغرب وهكذا حتى تعودت على صيام يوما بأكمله.
وقد صمت وأنا في الصف الرابع (11) يوماً وفي الصف الخامس رمضان كله، وأنا الآن أصوم ولله الحمد وأتلو ما تيسر من القرآن الكريم الذي اتمنى ان اختمه في رمضان المبارك بالاضافة إلى حفظ دروسي والمثابرة لأبقى من الأوائل والمتميزين، وقد كنت العام الماضي بمدرسة لتحفيظ القرآن الكريم وحفظت الكثير من كتاب الله ولله الحمد.
الصيام لا يعفني من الاجتهاد
اما أخته غدير الرفاعي في الصف الرابع فتقول: الحمد لله، أنا تعودت على الصيام منذ العام الماضي حيث صمت معظم ايام رمضان، وهذا العام أنوي صيام رمضان كله ولله الحمد، صحيح أنني اشعر بالعطش ولكنني اتذكر الأجر من الله فأصبر حتى المغرب واساعد أمي في المطبخ وتحضير اشهى المأكولات كذلك أذاكر دروسي وانا مجتهدة وأحب اخوتي ووالدي واحترم الجميع.
أصوم لأفوز بالجنة
أما الطالب محمد نبيل أزموز بالصف الثالث الابتدائي فيقول: أحب الصيام فأنا أصوم حتى العصر ثم أشعر بعطش شديد فأشرب الماء وأصبر دون طعام حتى المغرب وأتمنى من الله ان يساعدني على صيام الأيام كلها لأن فيها خيراً وحسنات من الله كثيرة (هكذا تقول لي أمي) ودائماً تساعدني على حفظ القرآن الكريم وتلاوته وعلى الاذكار والتسبيح.
شهر رمضان جميل، ونحبه كثيراً وخاصة ان فيه الرحمة والمغفرة.
الصيام جميل والصلاة تريح الانسان وتشرح صدره فأدعو زميلاتي للصيام والصلاة لنرضي ربنا سبحانه وتعالى ونفوز بالجنة.
صمت تدريجياً
الطالب بسام عمر بالصف السادس يقول: لقد تعودت على الصيام تدريجياً وقد صمت أياماً في رمضان الماضي .
إذا أكلنا فالله يرانا
والصيام يعلمنا الصبر والاخلاص في القول والعمل والا نكذب والا نأكل خلسة في المطبخ فإن الله يرانا وأنا أحب رمضان ورغم أنني ولد الا انني اساعد أمي في ترتيب الطعام وبعد صلاة المغرب ابدأ دراستي ونزور الاهل ثم اعود لاتناول بعض الحلويات واشرب التمر الهندي واصلي ثم انام لأصحو في السحور مع أهلي لاتسحر واصلي الفجر ثم أنام لاصحو ثانية وأذهب إلى مدرستي وأنا فرح بالصيام.
أصوم منذ الصف الأول
الطالب محمد عيسى العبو بالصف الثاني المتوسط يقول: أصوم وانا في الصف الأول الابتدائي وبداية كنت انام حتى صلاة الظهر ثم اصحو وأصلي واتابع صومي حتى صلاة المغرب وقد عودتني أمي وابي على الصيام ولله الحمد وكذلك جدتي (الحاجة أم أحمد العبو) وكانت تشجعني كثيراً على الصيام وما زلت أصوم حتى الآن ولله الحمد ولم أفطر في رمضان منذ دراستي الابتدائية وانا فرح بهذا الشهر الفضيل الذي يعلمنا الصبر، ويعلمنا مساعدة الفقراء والاحساس بظرو
فهم واتابع صلاتي في المسجد ولا أقطعها ولله الحمد.
الجو المنزلي يساعدنا على الصوم
الطالب حسين أحمد العبو في الثاني متوسط يقول: تعودنا على الصوم ونحن في السنوات الأول من دراستنا الابتدائية وكان الجو المنزلي يساعدنا على ذلك فأمي وأبي يحثانني على ذلك ولهما الفضل الكبير بعد الله في تعليمي الصيام وانا فخور بأنني صائم واقضي يومي بين المدرسة والصوم، وقراءة القرآن وحل الواجبات والاستغفار وصلاة التراويح ولله الحمد وأسأل الله ان يوفقني وكذلك أخواتي البنات (مرح وفرح) وهما في الثالث الابتدائي يصومان منذ الصف الأول ولله الحمد والجميع في المنزل يشجعنا على الصيام والصلاة والاستغفار وفعل الخير فرمضان شهر مبارك فيه الخير الكثير.
أثرت على أخي في الصيام
الطالبة هبة ربيع المصري بالصف الخامس الابتدائي تقول: أصوم أنا وأخي منذ الصف الأول الابتدائي ولله الحمد حتى صلاة المغرب وأخي في الصف الثالث الآن وقد رآني أصوم فأصبح يصوم معي ونتراهن على من يصمد أكثر حتى الاذان ونحمد الله على اننا نصوم ونتسابق في تلاوة القرآن الكريم ونحفظ منه الكثير ونتمنى ان نكون من الاوائل في مدارسنا وان يبارك الله لنا بصومنا الذي نشعر فيه بالفقراء والمساكين والايتام والارامل.
أصوم لأفوز بالجنة
الطفل فادي عبد الكافي العبو بالصف الثاني الابتدائي يقول: انني أصوم رمضان ولله الحمد وقد بدأت أمي تعودني على الصيام وتحثني عليه وتشجعني بقولها:
ستدخل الجنة إذا صمت وحفظت القرآن الكريم وانا بدأت هذا العام الصوم وأرجو الله أن يوفقني لاتابع الصيام أما أخي هاني فهو في الصف الأول فقد صام حتى صلاة العصر وأكل خيارة بعيداً عن أعين الأهل ولكن جدتي رأته فأخبرها أنه جوعان وعطشان ولن يستطيع أن يتم صيامه فقالت له:
ان الله يقبل منك إن شاء الله لانك ستتعود على ذلك قريباً وتنال رضا الله.
صيام الأطفال للتعود
وعن رأي علماء الاجتماع أوضحت الاخصائية فاطمة محمد السلوم ان الصيام فرض على المسلمين القادرين وان صيام الأطفال يدخل في باب التعود لأنه لابد من تعويد الطفل على الصيام تباعاً ليعرف ان هذه الشعيرة الدينية واجبة على المسلمين وهي فرض من فروض الله عز وجل وعلى الأهل دور كبير في ارساء هذه العبادة في نفوس الابناء وذلك بأسلوب سلس ومبسط حتى يتقبلوا الصيام تدريجياً ولا بد من تعويدهم حتى إذا بلغوا السن التي يفرض فيه الصيام يكونوا قد اعتادوا عليه ولا يكون صعباً عليهم.
فلامهاتنا وجداتنا دور كبير في تحبيب الصوم لابنائنا الصغار وكل عام والجميع بألف خير.
|