* تحقيق - سلطانة الشمري:
ما الجديد لديكم؟ أريد هذه وهذه وذاك..
وبعد أن تجمعها وتستعيد أنفاسها تستأنف مهمتها مجدداً.. أريد تلك القطعة الفريدة وأريد تلك التي يختلف لونها عما عندي من مثيلاتها..
وفي ختام جولتها تجر خلفها عربتها المثقلة الى حيث المحاسب الذي أرهقه الضغط على أزرار الحاسبة ومن هول ما يعد ويحصي.. يبادرها بالناتج: سيدتي قيمة مشترياتك قاربت من فئة (الأربعة أصفار).
لا تكترث هي لهول المبلغ، تخرج محفظتها وتناوله الحساب، وتجر العربة الى حيث سيارتها..
تلك إحدى السيدات المهووسات بحمى (شراء الأواني المنزلية لشهر رمضان) ومثيلاتها كثيرات.
هذه الظاهرة ومسبباتها.. وجوانب اخرى تتعلق بها يستطلعها تحقيق (الجزيرة) اليوم:
* أم عبد المجيد: قالت من العادات النسائية السيئة التي أتمنى أن تعي السيدات مضارها على اقتصاد الأُسرة.. المبالغة في التسوق لشهر رمضان دون أن يكون هنالك حاجة.. وأنا اكتشفت هذا الشيء سريعا ولله الحمد فقد كنت سابقا احرص على التجديد في الأواني المنزلية وفي تكديس الاطعمة.. أما الآن وبالذات لرمضان هذه السنة فابحث عن الآلات التي تساعد على إنجاز العمل وباسرع وقت كآلات المعجنات والحلويات لأن نهار رمضان قصير ولا احب ان اصرفه في المطبخ فالعبادة اهم من كل شيء وادعو جميع السيدات ان ينتبهن لذلك وان يستغللن كل ساعة من ساعات هذا الشهر الفضيل فيما يقربهن من الجنة ويبعدهن عن النار فهو شهر في السنة ولا يعرفن هل يصمنه السنة القادمة أم يتوفاهن الله.
* السيدة حنان: أحرص على شراء الموديلات الجديدة في رمضان لأن له روحانية كبيرة وأريد الاستمتاع به في كل شيء وايضا لان الزيارات تكثر في هذا الشهر لذا احرص على انتقاء أوانٍ جميلة وذات موديلات حديثة.
* أم خالد: كنت في السابق أقتني اواني منزلية قبل حلول رمضان بنحو اسبوعين وخاصة الموديلات الجديدة حتى لو كان لدي ما يكفي منها والسبب في ذلك هو المنافسة بين السيدات على تزيين الموائد وخاصة في شهر رمضان ولا احب ان أكون اقل منهن.. أما الآن فتبدل الوضع لأنني احسست ان هذا الامر ينم عن جهل وقصور في الوعي فشهر رمضان للعبادة والاقتصاد في كل شيء واحب ان اتصدق بما لدي من مال افضل من ان انفقه على أدوات وأوانٍ لست في حاجة إليها.
التنافس المرغوب
* قوت (معلمة): لا وقت لدي للتجول في الأسواق لمجرد اقتناء أوانٍ وأدوات منزلية خاصة لشهر رمضان فهو كبقية الشهور في الاستعداد وأعتب على ربات البيوت اللاتي ينفقن الاموال الطائلة للاستعداد لهذا الشهر في المأكولات والأواني المنزلية ويا ليتهن يتنافسن فيما يعود عليهن بالفائدة الدينية والدنيوية وربما الفراغ والغيرة بينهن تدفعهن لهوس الشراء.
* وألقت (السيدة عفاف) اللوم في شرائها لكميات كبيرة من الأواني على زوجها الذي يحرص على تنوع الأصناف في الأكل خاصة في رمضان وهو الذي يدفعها لشراء أوانٍ جديدة لتجنب انتقاده في تزيين المائدة والتعليق على ذوقها في شراء الأواني المنزلية لانه هو الذي يدفع من جيبه ثمن هذه الادوات وهو الخاسر بالطبع.
* واختتمنا لقاء السيدات ب هدى - ع - ص: التي دعت إلى استغلال نهار رمضان بالصدقة وقراءة القرآن الكريم، فأهم ما يميز هذا الشهر العظيم عن بقية الشهور انه للعبادة فينبغي استغلال كل ساعة منه للتقرب للغفور الرحيم الذي يباهي بعباده عند ملائكته.. والحرص على قيام الليل والبعد عن السهر على المسلسلات والأفلام، بدلاً من صرف النهار في صف السمبوسة وتزيين الكنافة، وإضاعة الليل في البحث عن أماكن التخفيضات لشراء الجديد والمميز من الاواني والصواني وكأني بالناس نادمون على إراحة معدتهم المسكينة.
الناس يشترون
برغم الأسعار المرتفعة
* وحول (مصيدة) التخفيضات على الأواني المنزلية وانسياق الناس خلفها خاصة في شهر رمضان.. قال محمد عمر مسؤول مبيعات في محل أوانٍ منزلية: الفائدة من التخفيضات التي تعملها المحلات التجارية أن هناك بضائع جيدة لكنها قديمة وكذلك موديلاتها، لذلك نعمل خصومات حتى نبيعها ونأتي بالجديد وبالطبع هناك خسارة مالية علينا.
وحول تفاوت اسعار البضائع بين المحلات التجارية بالرغم من أنها من نفس الصنف ومن المنشأ ذاته حتى إنها تتوفر عند محلات أبوريالين، قال: هناك من التجار من يحب المكسب الضخم، وهناك من يرضى بالقليل ويبيع اكبر كمية من البضائع، أما رفع الأسعار في المواسم فيعود إلى معرفة التجار ان الناس يشترون ولا مشكلة لديهم في الدفع لذلك هم يستغلون هذه النقطة.
وزارة التجارة لا تراقب الأسعار
* عبدالله بشير (بائع): قال لرمضان بضائع خاصة فهو موسم خاص، والاستعداد له يبأ من شهر رجب الذي كان هذا العام إجازة بخلاف السنوات الماضية، أما هذا العام فالاستعداد بدأ من شهر شعبان.. أما مسألة رفع الأسعار في شهر رمضان فهو حسب جودة الأصناف، ولا رقابة علينا في هذا الشأن من قبل وزارة التجارة التي تكون مهمتها التقصي عن عمل التخفيضات بدون ترخيص.
أمقت الإسراف
وأُشجع السيدات عليه؟؟
عبد العزيز اليوسف (صاحب محل أوانٍ منزلية) قال: يعود الاستنفار لتوفير بضائع جديدة وبكميات كبيرة نظرا لما يتمتع به هذا الشهر الفضيل من زيادة في إعداد الولائم ولحرص السيدات على التفنن في إعداد الموائد لذلك فالطلب على الاواني يتضاعف عشر مرات في رمضان عما سواه.. وانا أؤيد السيدات في ذلك لأن هذا في مصلحتي كتاجر ولكن في الواقع هذا إسراف زائد عن حده وانصح ربات البيوت أن يستخدمن ما يتوفر في بيوتهن وان يتركن متابعة الموضة وان يقتصدن اكثر واكثر. واستغرب سؤالا على ألسنة جميع النساء اللاتي يأتين للشراء وهو ما الجديد عندكم؟؟ وتأخذ جميع ما تقع عليه عينها إن كان جديداً وآخر ما تفكر به هو المفاصلة في السعر (من اجل الجديد)!!.
وارجع تفاوت الأسعار بين المحلات التجارية إلى أن محلات ابو ريالين التي تأتي بالبضائع من الصين أو دبي مباشرة تكون التكلفة أقل، بخلاف المحلات العادية التي تأتي ببضائعها من السوق بعد أن تمر على أكثر من جهة حتى تصل للتاجر وكل هؤلاء يريدون مكسباً.
التخفيضات وهمية
وأضاف اليوسف: بصفتي أبيع وأشتري فأقول إن هذه التخفيضات وهمية 100% ودليل ذلك أن التاجر الذي يعمل تخفيضات وتنزيلات لبضاعته تصل إلى 60% وسعرها الأصلي 100 ريال فمعنى ذلك انه لن يبيع بـ 40 ريالاً إلا (ومكسبه) على الاقل 20 ريالاً، فهذا التاجر لديه إيجار للمحل ورواتب للعمال وفواتير كهرباء.. الخ وعنده ربح فليس من المعقول أن تصل التخفيضات إلى هذا المستوى دون أن يضع في اعتباره الربح، وللأسف الزبائن لا يستطيعون معرفة حقيقة الأسعار الأصلية قبل التخفيض سوى شخص وجد الأصناف لدى محلات أخرى وعرف سعرها الحقيقي.. واختتم حديثه: أن مشكلة نشاط الاواني انه يتبع الجديد من الاصناف والموديلات وهو مشابه لموضة الأزياء.
بهذه الطريقة
نلعب على الزبائن
* أبو معتز (صاحب محل أوانٍ منزلية) رد على تهمة وهمية التخفيضات.. بأن هناك أصناف لا بد من تحريكها كالتي تكون جودتها عادية وغير مطلوبة وسعرها يكون اقل من سعر التكلفة بالنصف والبضائع عندما تذهب وتجيء يكون هناك المكسب وليس المكسب أن نرفع السعر فقط.. ورفض ان يكون هناك ارتفاع بالأسعار وقال إن الزبائن دائما يطلبون التخفيض ويفاضلون بالسعر بغض النظر إن كان بسيطا أو كبيرا، وبإمكاني هنا أن ارفع السعر كثيرا وعند المفاضلة أخفض إليه إلى النصف ويخرج وهو مبسوط، ولكن في الحقيقة أن الزبون (ملعوب عليه)!! فلذلك نجد كثيرا من التجار يدركون هذه النقطة لدى الزبائن، فبدلاً أن من أن يكون سعر السلعة بـ 10 ريالات يجعلها بـ 15 ريال وعند مفاصلة الزبون يبعها له بـ 10 ريالات، أما الذي لا يفاصل فيأخذها بـ 15 ريالاً!!
* السيد أبو عبدالرحمن: لاحظ أن الإقبال على شراء الأواني لهذا العام قليل نوعاً ما بسبب تزامن الإجازة مع شهر رجب وسفر الكثير من العائلات، ونبه إلى التنزيلات والخصومات التي تعملها بعض المتاجر والتي تصل إلى 70% فما هي إلا مصيدة للزبائن فليس من المعقول أن تصل الخصومات إلى هذه النسبة فهذه مبالغة كبيرة.
* محمد - ع - بائع: نصح ربات البيوت أن يؤمّن مستقبلاً لأبنائهن وأزواجهن بعيداً عن الإسراف المكروه بتكديس بضائع تكفي لافتتاح أكثر من بيت تصل قيمتها للآلاف،ولو تبرعت بجزء من مالها لكان افضل لها.
|