Sunday 24th October,200411714العددالأحد 10 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

الواقع المؤلم لجرحنا النازف الواقع المؤلم لجرحنا النازف
عبد الله سليمان الطليان - الخرج

يجسد واقعنا العربي الحاضر حالة من التردي والانهزام وشبه انهيار يبعث على المرارة والأسى لدى كافة الشعوب العربية ولا أدري حقيقة اننا نعي ان هناك تاريخاً أم لا، فماذا سوف نسجل لكي يكون جديراً بأن يقرأه الجيل القادم، إن عقلية داحس والغبراء ما زالت تفرض نفسها أحياناً على الواقع العربي فندخل في صراع مدمر منضوين تحت الشعارات الحماسية البرَّاقة على حساب الانسان الذي استهلك عقله وتعطَّل جسده بفعل الاحداث والوقائع التي مزقت جسد هذه الأمة فعندما نشعر ان هناك بارقة أمل للخروج من هذه يغمرنا الحدث فجأة فيقضي على الأحلام التي سوف تظل أحلاما تسطر وتصاغ بعبارات منمقة وجذابة تخدر أجسادنا وتجعلنا في انتظار وتمني أن يخرج لنا ابن سينا وابن النفيس وصلاح الدين من جديد لكي ننهض ولكن متى، هذا هو السؤال؟
إننا إذا رجعنا بالذاكرة الى عصر قريب وتحديدا في القرن العشرين فسوف نجد أنفسنا صنعنا تاريخاً مجيداً سطَّر أروع البطولات والتضحيات في مواجهة الاستعمار بوسائل بدائية قديمة لكنها كانت مقرونة وهذا الأهم بالعزيمة الصادقة والإيمان الحقيقي بغاية الهدف فثار العرب في وجه المستعمر من المحيط الى الخليج فخرج الينا عبد الكريم الخطابي وعمر المختار وغيرهما الذين سجلوا ملاحم بطولية ما زالت يضرب بها المثل في دحر الاستعمار عن بلادهم.. كانت ثقافتهم قائمة على التوجه الى الله في كل أمورها فتحقق لهم النصر والعزة، وجاءت صفحة التحرير لتعيد للأمة كرامتها التي لم تأت من قِبل الشعارات والخطب الحزبية التي أدخلت الأمة في صراعات جانبية مرتكزة على التنافس على الزعامة مما زاد في تشرذمها وضياعها بل وقفت في بعض الاحيان مع الباطل من أجل ارضاء قوى خارجية على حساب الامة وتطلعاتها.
لقد انقشع الاستعمار ورحل عن البلاد العربية ولكن هناك جزءاً ما زال يئن تحت وطأة الاحتلال وهو فلسطين التي تُمثِّل الجرح النازف في واقعنا الحاضر فجاء المستعمرون واستوطنوا أرض الإسراء والمعراج وحلت بنا النكبة فتولَّد الصراع الذي لم نستطع ان نجيَّره لصالحنا بفعل الخلافات والنزاعات.. ومع امتداد هذا الصراع فُقد عامل القوة الذي يُعتبر هو القادر وحده على تغيير المعادلة وتمزق الواقع العربي فانفرد المستوطنون بذل الشعب الأعزل على مرأى منا يوميا لكسر روح المقاومة لديه واهانته وإذلاله وفرض الارادة عليه بالقوة والحلول التي تقتل طموحاته في العيش بكرامة داخل دولة مستقلة عاصمتها القدس، ولكن المقاومة سوف تبقى بإذن الله مشتعلة في نفوس الرجال والشباب والشيوخ والاطفال والنساء حتى يتحقق النصر وينهزم المحتل هذا إذا كانت المقاومة قائمة على التضحية ومهما واجهت من عقبات وصعاب ولم تنخدع بالاطروحات والخطب التي تطلق عن السلام فالكل يفسره حسبما يريد والمحتل يضعه في دائرة تكريس الاحتلال على الارض التي هي جوهر النزاع وإذا كان من يراهن على المقاومة ويقول انها لا يمكن أن تصنع واقعاً مختلفاً وتقدر بامكانياتها المتواضعة في تغيير الأمر فإنه واهم ويعيش الانهزام والذي يثبت عكس ذلك هو ما شهدناه في جنوب لبنان من حالة تعتبر المثال الصادق على ان المقاومة إذا كانت ثابتة في توجهاتها لا تحيد عن طريقها الذي رسمته لها فإنها سوف تصل الى هدفها بإذن الله ولا يمكن لغير المقاومة المسلحة أن تقلب الواقع، لهذا لا يجب الركون الى الاحزاب والتي أصبحت في وقتنا الحاضر مثل المحلات التي تبيع البضائع بعضها مغشوش وبعضها رديء وآخر عديم الصلاحية تمتلئ خطبها بعبارات الوعيد والتهديد.. تُعاد طباعتها بين فترة وأخرى مع الحدث وتبقى على الورق ولن تغير واقع هذه الأمة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved