- حفظت من اللغة الصينية كلمة واحدة هي (نيهاو) ومعناها (أهلاً) أي (هاي) في اللغة الإنجليزية أو لغة عيال عمنا سام، وكذلك (شي شي) ومعناها شكراً.
- لم أر كلباً واحداً في تركستان الشرقية ولم أسمع نباحه، مطلقاً بعكس بعض جيران تركستان.
- لم أجد زباداً بدون حلا (من سكر أو فاكهة)، وهذه المشكلة واجهتها أو واجهتني وزوجتي وأولادي في (اندونيسيا)، وكذلك لم أجد اللبن هنا، بل الحليب فقط، ولم أجد طبيعياً بدون (حَلاَ) إلا بعد عناء.
- سجلت بعض الكلمات الصينية واليوغورية (التركستانية) مثل: فندق: بينقوان باليوغورية، نعم: شي، بالصينية، وماكول (بدون همزة على الألف) باليوغورية، شوربة: تانق بالصينية، وشوربة باليوغورية، مشروم: موقو بالصينية.
- مسلماني.. المسلم هناك في اللغة اليوغورية يدعونه (مسلماني) وسألني الكثير منهم هل أنت مسلماني؟ فأجيب: نعم والحمد لله.
الحمد لله إذ لم يأتني أجلي
حتى ارتديت من الإسلام سربالا
- حسبوني باكستانيا، وفي الطابور المتعرج الطويل أمام العربات المعلقة لما رآني التركستانيون حسبوني باكستانياً، ربما أن شكلي وشعري (بفتح الشين) أوهمتاهم بذلك.
- عرب: وقال لهم المترجم كلمة واحدة هي (عرب)، ومعظمهم يقول ذلك، حين يريد أن يقول إن فلاناً عربي أو مسلم، ولكنهم لا يفكرون من أي دولة عربية هو، وقد لا يفرقون بين دولة عربية وأخرى، أو يظنون أن العرب والمسلمين كلهم في دولة واحدة.
في القطار
أردت الذهاب إلى بكين في القطار، وعلمت أن المسافة أربعة آلاف كيل يقطعها القطار (قطعاً) في يومين كاملين (لمن أراد أن يتم الرحلة) أي 48 ساعة، ورغم هذا صممت على اختيار القطار، لأرى القطار الممتاز ذا السرر المريحة، وأرى البر الصيني، ولكن الأخ عبدالغني ظن أن الحجز سهل وقال لي إن الراكب يأخذ التذكرة اليوم ويسافر غداً، وربما يسافر في نفس اليوم، فلما ذهبت لأخذ التذكرة التي تكلف 1000 إيوان (أكثر من مائة قاموش أخضر) (وليس الكتاب الأخضر)، لم أجد حجزاً، وقد انتظرت يومين لعلي أجد تذكرة، ولكن بدون جدوى، فقد كانت الدرجة الأولى محجوزة لمدة أسبوع (أردنا شقراء وأراد الله ضرما).
في الطائرة إلى بكين
امتطيت طائرة صينية من القسم الداخلي بمطار أورومشي وهو مطار فخم جداً جداً وحديث بعكس المخصص للرحلات الخارجية فهو ضيق وسيء جداً، ولم أعرف حتى الآن سر هذا الاختلاف والتناقض، المسافة 4 ساعات من أورومشي إلى بكين جواً طبعاً، والخدمة في الطائرة لا بأس بها.
في مطار بكين
لم أجد أحداً ينتظرني في المطار ليسهل لي التعامل مع هؤلاء (الأعاجم) ربما و(أقول ربما) أن أعضاء السفارة كانوا مشغولين! إلا أن الأخ الأستاذ جلوي الأشقر حجز لي في فندق قريب من السفارة لما كلمته هاتفياً من أورومشي وكان في مهمة وقت وصول الرحلة، ثم أعطاني رقم هاتف السفارة لأتصل بهم إذا احتجت لمساعدة (بالمراسلة)، ثم أعطاني رقم هاتف الأخ خالد الأسمري لأتصل به إذا احتجت لمساعدة في المطار، فللاستاذ جلوي شكري الجزيل على شهامته واهتمامه بي، في المطار اعتمدت على نفسي في الإجراءات المتبعة بإنجليزيتي الضعيفة، وبإنجليزيتهم الأضعف، فذهبت للصرف في الطابق الثاني، ووجدت لغة إنجليزية واضحة فرحت بها، لما سألت موظفة الاستعلامات عن المصرف (البنك)، فقالت أوفر ذير وأشارت بيدها.
المكتب المخصص للفنادق لم يعرف اسم الفندق الذي حجز لي فيه الأخ جلوي لأنه لم يعطني اسمه بالإنجليزي، فاتصلت بالأسمري فلم يرد، فاتصلت بالسفارة ووجدت الأخ نواف المطيري وكان الوقت مساء خارج وقت الدوام، فحاول إفهام سائق سيارة الأجرة باسم الفندق، وبعد عدة محاولات انتهت المعاناة ووصلت الفندق ونقدت السائق 100 إيوان، واسم الفندق يويانق (yu yang).
إلى سفارة المملكة
في الصباح بكرت لزيارة السفارة لتسجيل جواز سفري ولشكر الأخ جلوي على جهوده التي ذللت لي الكثير من الصعاب التي سأواجهها لو لم يعطني اسم الفندق ويحجز لي فيه, ولو لم يعطني رقم السفارة، وكذلك أعطاني رقم القائم بالأعمال الأخ عبدالرحمن مغربي الذي لم أتصل به (لا أدري لماذا).
القنصل الأستاذ سليمان العصيمي العتيبي
قيل لي إن القنصل هو سليمان العصيمي فظننته الذي يعمل في جريدة الرياض فسألته: هل أنت من الزلفي؟. فقال: لا، أنا من العصمة العتبان، وقد أبدى شهامة نادرة وفزعة صادقة، وأعطاني قائمة بأشهر المناطق السياحية داخل بكين وخارجها تبلغ 43 مكاناً، أعدها بالتعاون مع/ م. محمد بن أحمد العيد، وسهل لي الحصول على بائع الشاي الأخضر الصيني المسلم الذي لم يكن لديه شيء هذه الأيام كما أصر أبو عيد جزاه الله خيراً على أن آخذ سيارته ليقودها د. علي الوعر لقضاء بعض الأغراض ولشراء أشياء طلبها مني بعض الأصدقاء، فله شكري الجزيل (مناصفة بينه وبين الأخ جلوي) كما تعرفت على الأخ خالد الدباس وقابلت الأخ خالد الأسمري الذي أبدى أسفه لعدم استطاعته الرد على اتصالي به في مطار بكين، كما قابلت القائم بالأعمال الأخ عبدالرحمن مغربي الذي هيأ لي سيارة لزيارة سور الصين ثم تعيدني للفندق، وعليّ أخذ سيارة أجرة للمطار وأبحث عمن يتولى الترجمة هناك!!
معلومات عامة
زودني أحد الصينيين بواسطة مترجم ببعض المعلومات عن الصين والصينيين، سجلت بعضها، ونسيت البعض الآخر، قال لي شيئاً عن العلم الصيني، وعن الطالب الذي كان يحمل تنكتين (ليستا من عملة كازاخستان) بل مملوأتين وقوداً، وقيل إنه وقف في أول المظاهرة المشهورة التي تمت في ميدان (تيان آن مين) والتي سحقت الدبابات فيها مئات الآلاف من الطلاب وقد اختفى هذا الطالب، كما قال لي شيئاً عن اللون الأحمر في العلم والنجوم الأربعة فيه، والنهر الأصفر، والتنين، والبيوت القديمة التي بها دورة مياه مشتركة لسكان الحي ولا حواجز بين الواحد والثاني، كما حدثني عن الثورة الثقافية، وقال إن أحد زعماء الصين ولعله (ماوتسي نونغ) (النسيان مني) أراد أن تعتمد بلده على نفسها وألا تستورد أي شيء من الخارج وخاصة الصناعات الحربية، فأمر بجمع كل قطعة حديد أو ألمنيوم أو نحاس أو فضة أو ذهب حتى المفاتيح والملاعق والسكاكين فصنعوا من كل ذلك سلاحاً، خرج فاسداً لم يفدهم لأنه مجمع من عدة معادن فخسروا الحرب، وأغرب ما سمعته أن أحد الزعماء أمر شعبه بالقضاء على الذباب، وذلك بأن يأكل كل صيني ذباباً، ولكثرتهم قضوا على الذباب كله (ذكوره وإناثه)، وأضاف أن بعض الصينيين ما زالوا يأكلون الذباب والصراصير ونحوهما، ويعدون ذلك أكلة شهية مفضلة.
مدينة بكين
وبدلوا اسمها من (بكين) إلى (بقين) بقافنا وليست بقاف اليمن والمغرب أو مصر وهي مدينة كبيرة وجميلة، وبها نهضة عمرانية في كل جزء منها، عمارات شاهقة منتهية أو في طور البناء، وطرق جميلة واسعة.
فوضى القيادة
وبجانب الطرق الجميلة يحدث السائقون فوضى ومخالفات مرورية، السير في طرق الدراجات الهوائية (بسكليت، سيكل) التي كنا نسميها أول ما رأيناها (حصان إبليس) ربما لعدم سقوطها رغم نحافتها، ووجود عجلتين فيها فقط، وبالمناسبة رأيت قبل سنوات مقالات كتبها إماراتي في جريدة إماراتية، وهي ترجمة لحلقات أو كتاب كتبه رحالة أجنبي، الشاهد أن الكاتب جعل عنوان مقالاته (خيل إبليس)، وهذا العنوان ليس بدقيق، فهي تدعى (حصان إبليس)، والتجاوز من اليمين، ولزوم المسار الأيسر مع السير البطيء كما يفعل بعضنا.
بكين أيضاً، نسيت أن أقول إن في مدينة بكين ستة دائريات (جمع دائري) والسابع ينشأ الآن، وكان اعتمادهم على الفحم الحجري الذي يسبب التلوث والسرطان، وبدأوا الآن باستخدام الغاز الطبيعي، والصين تقبل المعونات من الدول الأخرى، وتقاليدهم تختلف من منطقة لأخرى وهناك 56 قومية لكل قومية لغة خاصة بها ولما قلت للقنصل إن الصناعات الصينية رديئة أجاب أن التجار عندنا يستوردون البضاعة الرديئة الرخيصة.
معلومات أخرى
سمعت معلومات أخرى عن الصين.. منها ان السيارات كانت في بكين قليلة جداً والطرق ضيقة ولم تكن هناك ازدحامات بسبب قلة السيارات، أما الآن فقد تحسنت الطرق كثيراً ولكن السيارات كثرت كثرة هائلة، فازدحمت المدينة، كما قيل لي إن الصينيين كانوا ينامون مع الدجاج أي من أول الليل، أما الآن فقد اختلف الوضع تماماً، وصاروا يسهرون كغيرهم.
فوضى أخرى
لاحظت أن بعض الصينيين لا يتقيدون بالنظام، ففي مطار أورومشي وفي مطار بكين يتكومون على موظف أو موظفة الطيران، ويتقدمون على الخط الأسود أو الأصفر، وعند المصاعد يدخلون قبل أن يخرج من فيه (كما يفعل بعضنا) أيضاً.
د. علي الوعر
سعدت بمقابلة د. علي الوعر (بل السهل) طبيب الأمراض الصدرية (ما عدا القلب) فأعجبني دماثة خلقه (بضم الخاء واللام) وشهامته وحبه لمساعدة الغير، فقد صحبني في الجولة التي تحدثت عنها لشراء بعض الأشياء, ولشراء التذكرة، وحجز الرحلة إلى ألماتي ثم جاء للفندق في وقت مبكر خشية من ازدحام الطريق للمطار بسبب مباراة كرة القدم ذلك اليوم بين الصين واليابان، وامتطيت واياه متن إحدى سيارات الأجرة، وودعني في المكان الذي لا يمكنه تجاوزه لعدم وجود بطاقة لديه كالتي مع موظفي السفارات.
سور الصين
قرأت عن سور الصين، وكنت سمعت الرحالة محمد عبدالحميد مرداد يتحدث عنه مرة في ندوة عبدالعزيز الرفاعي رحمهما الله، وقرأت عنه في عدة كتب للشيخين العبودي والمسند وغيرهما، وشاهدت صوره في أكثر من مكان، وكنت أتصور أنه بني على أكمات غير مرتفعة، ولكن لما شاهدته (وليس من رأى كمن سمع) هالني، ورأيت شيئاً لا يصدق، إنه في قمم الجبال وفي سفوحها، أحجار أطول من المتر وبعرض حوالي نصف متر، كيف صعدوا بها إلى هذه الأمكنة ثم بنوا جداري السور على ارتفاع 5 إلى 10 أمتار، وبطول خمسة أو ستة آلاف كيل، وفي كل قمة جبل قلعة هائلة، إنه شيء عجيب جداً، ولا يصدقه عقل، ولا يمكن وصفه، يصعد إليه بواسطة العربات المعلقة لمن يريد ذلك ثم يسير الزائر فيه هبوطاً وصعوداً، مروراً بعدة قلاع وهناك رسم للعربات ثم رسم للسير في السور المرصوف بالحجارة بين الجدارين وقد وقفت مذهولاً لهول ما رأيت، أكاد لا أصدق ما أشاهده.
كتاب السفير د. محمد البشر عن الصين
سمعت أن الدكتور محمد البشر سفير المملكة في الصين سابقاً ألف كتاباً عن الصين، والذي أخبرني بذلك هو سفير المملكة في كازاخستان الأستاذ علي الحمدان، وقد أبت شهامة الأستاذ سليمان العصيمي، إلا أن يوافيني بنسختين من الكتاب، واحدة للمخبر (بكسر الباء) والثانية للمخبر (بفتحها)، فكانت فرحتي كبيرة بهدية أبي عيد، وحمدت للسفير نشاطه وجهوده في تأليف الكتاب الذي بلغت صفحاته 334 صفحة بحروف كبيرة طبع عام 1424هـ الناشر: دار الهلال الأزرق بهونغ كونغ، وطبع في جمهورية الصين الشعبية، وبه صور عديدة، تصفحته ولم أقرأه بعد، ولاحظت أنه لم يتضمن ما كان يكتبه د. محمد في زاويته بهذه الجريدة عن الصين، وجولاته في مناطقها ولعله ادخر ذلك لكتاب آخر، كما لم يتضمن الكتاب شيئاً عن سور الصين سوى إشارة عابرة عنه ص 253، كذلك ليس في الكتاب شيء عن اليوغوريين (التركستانيين).
ووجدت أخطاء بسيطة جداً في الصفحات 254- 266 - 267 - 284 - 298 - 322 - 297 وهي بثورته الذي (التي)، جمع حولها عدد (عدداً)، الخامسة عشر (عشرة)، أحد (إحدى) الغرف، خاصه (خاصة)، فخامة ( )، أن يحظون أن يحظوا، ثمانية (ثمان).
وأنصح بقراءة الكتاب ففيه فوائد جمة، ومعلومات تاريخية على جانب كبير من الأهمية.
مطار بكين
إنه مطار هائل يضاهي مطارات العالم في أمريكا وأوربا وسنغافورة وغيرها إنه (يخترش) طيارات، هذه تستعد للإقلاع، وتلك وصلت للتو أي مليان إلى راسه طيارات. ومن الطريف أني لما كنت جئت قبل، أكتب موعد تسجيل الرحلة إلى ألماتي بساعتين تقريباً، فقد جلست على عربة بجانب العربة التي بها حقائبي (القليلة) فقد جاء إليَّ رجل شرطة ومعه رجل أصلع فطلبا مني جواز سفري والتذكرة فلما اطلعا عليها ذهبا إلى غير رجعة.
|