أسعد قبل أن اشرع في موضوعي هذا إلى توصيل وكشف مشاعري كواحدة تستأنس حينما تجد هذه المساحة اليومية وقد وزع فيها تلك المواضيع المختلفة والتي تتناول شؤون وجوانب عديدة تحمل آراء وقضايا وهموم.. هذه الصفحة التي سنحت لأكثر من قلم بالافضاء والادلاء حينما نحتاج إلى معرفة أكثر وايضاح أدق وعندما نجتهد من أجل الاطلاع والوقوف على الحقيقة.. فمن أجل هذا وغيره نجد أن (صفحة الرأي) وكما عهدناها ليست الا بمثابة كتاب تتجدد صفحاته يومياً ليقدم للقارىء مختلف ما تصبو إليه ذاكرته ومتابعاته.. وأنا واحدة من الذين اشتركوا وما زالوا يكتبون في هذه الصفحة.. وقد وجدت لقلمي السعة والرحب من قبل هذه المساحة، محاولة دائماً ان أكون في سطري قريبة من احداث واحوال واقعنا الممارس في كل نواحيه واتجاهاته، فذلك أقرب وانفع لمن أراد، وفي كل مرة تنتهي فيها اسطري تخجل كلماتي وتعتذر إذ هي لم تصل إلى اشباع الفكر وملء الخاطر.. فالقلم بالنسبة لي رفيق قديم، ظل وما زال المعين والدافع لي في كل خطواتي الكتابية ومع أني قد حظيت كثيراً في موضوعات مختلفة الا أني دائماً ما أجد في مدادي تفضيلاً له الحديث عن التعليم وشجونه غير المنتهية.
وفي هذه المرة اجدني كذلك في رغبة للبوح عن هذا الصدح الجليل والجهد لمعظم افراد المجتمع.. وقبل أن أشرع في ذلك يعلم الله تعالى اني وقلمي في كل اطروحاتي عن هذه الجهة، لست الا مواطنة قد ادركتها الغيرة ومعها الاحباط حينما نلمح نماذج العلم والتعليم في تفرعات كثيرة وانظمة متعددة، نعم حين نلمس ان تلك وغيرها قد شابهم النقص لمتطلبات جمة يأملها الكثيرون من مختلف طبقات المحيط، ويبقى الكل يردد لماذا؟!
ما الفائدة إذا كان المطلوب ما يزال يُطلب، والمفروض بقي دونما تنفيذ والتعاميم تملل منها الكاتب، واستنفرها المرسل إليه..! واستسلمت الافراد في موطن الرجاء .. بل والتوسلات.. وباتت الآمال حول التطوير والسمو والتعديل والتجديد والاضافة.. وغيرها بالفعل بات كل أمل ينتظر! وليس ما مضى من سنوات بقليل على جهة مسؤولة ومرتبطة ارتباطاً عظيماً بحيثيات متفرعة داخل المجتمع ووثيقة الصلة بأفراده متشعبي المراحل، إلى جانب مرتادي هذه الوزارة الذين ظلت خطواتهم قيد الوعود والدراسة ومعاودة التأجيل.. ولست هنا مفندة لاصحاب الشكوى أو المعاناة الضدية لهذه الجهة ولكن السياق في مجمل الحديث لا يمنع من تفنيد الهام ورصده من باب التذكير والتأكيد..
وعلى أسطر الموضوع هنا أحب أن أدون مجموعة من النقاط قد يكون البعض قد سبقني اليها ولكني وجدت ان في تكرارها املاً للفت النظر إليها ودراستها ومن ثم تبصير الكل بما هو مقنع منطقي وملموس.
ورد في بعض الصحف أسطر منشورة عن هذه الوزارة بقلم الوزير نفسه وضم فيها مجموعة من الأمور التي اراد من خلالها اطلاع القارئ والمهتم على الاهداف التي كانت وما زالت قد نشأت وتمحورت وترجمت داخل ميدان التربية والتعليم.. واني والله بل والكثيرين معي لنفرح لوجود مثل هذا الطرح الذي من خلاله نجد اشادة خطية بعبارات قوية وكلمات ذات معنى قيم وصياغة انشائية راقية.. في مجملها ترمي إلى تكوين الهدف التربوي التعليمي وبيان وجوده.. وبعض الأسطر اشارت إلى تصحيح بعض المفاهيم أو المتآخذ حول هذه الجهة.. ولكن اجمالاً وهذا ما يخفى بعيدا عنا اننا ما زلنا نعاني..! وربما سأل سائل ما الذي يصور ذلك العناء ويبرزه؟! فنقول ان لذلك ألوانا واحجاما ومستويات لا تتشابه في أي صفة لها.. والسؤال الاهم إلى متى العناء؟
(الطالب، المعلم، الكتاب) محاور ثلاث تكمن ايجابيتها في الأطر التي وضعت فيها، وحين ننقب مليا نجد أنها جميعاً قد أسرت في نمط استراتيجي لا يسمح من خلاله بالتبديل.. فمعظم ما يصاغ لهدف السمو بها واحاطتها بميزات التطور نجده يتقلص من حيث لا يبدأ..!
والا فلماذا ظلت كل هذه الاطراف دونما جديد في سنوات ليست قليلة وهذا الجديد يشمل جوانب لا مجال لحصرها.
المباني - وماذا عساها ان تقول عن حالها.. وبما انها لن يتسنى لها ذلك.. فلن أكون اكثر بلاغة من ما يحكيه واقعها ونموذجها الكائن هنا وهناك.. فلا أمل في كون هذه المباني أن تصبح جميعها جديدة وغير مستأجرة.. ولكننا في رجاء دائم ان تحاط هذه الميادين بجولات صيانة بل ورعاية تحسينية في شكل لا ينقطع بالصورة الحاصلة.. والتي يشهد عليها آلاف الالسنة التي عانت وما زالت وبأسلوب شامل وليس جزئيا.. ولسنا مخمنين بل سمعنا وما زلنا عن هذا العناء الذي بقيت الغفلة كائنة حوله وبأسلوب معلن!!
وحين أتطرق لهذه الناحية، فلابد لي أن أشير إلى توابع هذا الأمر وما يمكن أن يلحق به من وقائع تجدر الاشارة بها من حيث كونها بالغة الأهمية وذات علاقة عالية بأفراد المجتمع ومصيرهم، وباختصار يمكننا الافصاح ان (دار المتعلم) (المبنى) في صالة كونها تبقى دائمة السلبية في صيانتها (المتشعبة) فبذلك اشارة إلى وجود سلبيات أخرى ناشئة هي أشد خطراً بل وفتكاً.. وأبسط ما يمكن سرد مثاله حين تعاني احدى المباني من رداءة المجاري الملحق بها فإن حجم الغدر هنا سيكون متسعاً لا يمكن تصوره.. وهي ناهية فعلاً تستحق التشبث وسرعة الاجراء في الوقت الذي لا يتم فيه ذلك.
|