بعض الناس كأنه مغصوب على الصوم غصباً.. نفسه في رأس خشمه، مكفهر الوجه، ضائق مكتئب لمجرد أنه صائم.
** نحن لا نقول.. إن أثر الصوم يجب ألا يظهر، لأن الصوم بدون شك امتناع عن الأكل والشرب والشهوات واللذات وهو بدون شك حبس النفس عن ملذات كثيرة.. ولكن نقول أين خلق المؤمن؟ أين الاحتساب.
** أين التماس الأجر؟
** أين الفرحة بقدوم هذا الضيف؟
** أين السعادة بقدوم هذا الشهر الطيب المبارك؟
** بعض الناس يخرج من بيته إلى مكتبه إو إلى عمله في رمضان صباحاً، وهو ملتهب متكهرب ضائق (نفسه في رأس خشمه) الويل لمن يكلمه أو يحاوره أو حتى ينظر إليه!!
** هو شعلة من نار.. تبحث عن أي شيء تلتهمه..
** هو متوتر الأعصاب.. حابس الأنفاس يحكم اللطمة.. والمكيف على أعلى درجة، ومع ذلك يرشح من العرق.
** هو متضايق لمجرد أنه صائم، ويعد الأيام.. متى ينتهي الشهر، ولكنه لو كان معه ذرة عقل لاستشعر قدسية هذا الشهر،وأدرك أنه موسم عظيم، فيه تتضاعف الحسنات.. وأدرك أن هذا الشهر هو أيام من عمره لن تعود، وأن عليه أن يستثمرها ويغتنمها فيما ينفعه ويفيده في آخرته.. وهي التي ستبقى له، ومع ذلك فمصيره الزوال.. وقد يكون عبئاً عليك في دينك ودنياك.
** وبعد العصر تكون الأعصاب أشد قلقاً وتوتراً، وتكون الأنفس أشد التهاباً.. ولهذا عليك أن تمشي بهدوء وتضبط أعصابك، ولا تنس تكرار (سم.. وحاضر.. وأبشر) لكل من يحاورك..
** بعد صلاة العصر يكثر الخلاف.. ولو راقبت الشوارع لوجدت هذا (يحد هذا) وهذا يلف على الآخر.. وهؤلاء (يتهاوشون).. وهؤلاء (يتلاجدون).. والسبب كما في زعمهم.. أنهم صائمون.
** الويل لمن (حارش) هؤلاء، أو دخل معهم في حوار، أو مجرد نقاش بسيط.. فكيف بمن يدخلون معهم في خلاف أو (هواش)؟.
** وهناك من هو شعلة لهب (نار شابة) حتى في بيته ومع أولاده وزوجته.. يتعارك ويتهاوش ويتضارب ويتخانق لأتفه الأسباب.. ولا يمكن لأحد أن يكلمه أو يحاوره أو يسأله أو ينظر إليه.. إلا بعد صلاة التراويح بساعة.
** إنه من المؤسف.. أنه يندر أن تجد شخصاً يبتسم بعد صلاة العصر في رمضان، فالأكثر.. (طاق اللِّطمة) والأكثر جاهز للانفجار، والأكثر لو تحركت نظارته (لخبط) بها على الرصيف.
** هناك من هو أحمق أصلاً.. حتى لو عاكسه شماغه، لفَّه ورماه في الشارع.
** هل هذه أخلاق المسلم؟
** هل هذه أخلاق المؤمن؟
** هل هذه أهداف وغايات الصيام؟
|