* الدمام - ظافر الدوسري:
طفرة عقارية تشهدها المملكة حالياً، فلم يحدث قبل سنوات أن قفز السوق العقاري هذه القفزات الهائلة، وجذب العديد من المواطنين، وزاد القطاع أن اقتحمه رجال أعمال بابتكارات جديدة فأكسبوه قيمة يستحقها، لذا بدأنا نشهد معارض عقارية تتوالى بين الفينة والأخرى ما بين مدينة إلى مدينة أخرى بشكل منظومة رائعة تجمع بين خبرة الرواد وفكر الطامحين.
فهل حققت هذه المعارض أهدافها أم أنها أصبحت معارض تقليدية تستعرض فيه كل شركة بأرقى التصاميم والديكورات والإضاءات وغيرها، كذلك ما مدى تأثير هذه المعارض على الأسواق الأخرى وما مدى تأثر السوق العقاري بالاكتتابات المترقبة بالسوق المحلية.
تعالوا بنا نقرأ في هذه السطور آراء أساتذة ومسؤولين في شركات عقارية:
********
ندرة الفكر الاحترافي
يقول الدكتور صالح الحبيب الرئيس التنفيذي بشركة جوار:
ظاهرة كثرة المعارض ما فيها إشكالية، السوق يحتاج إلى معارض، والمشكلة عندنا كيف نستفيد من هذه المعارض، كنت أتحدث مع أحد الإخوان أن هذه المعارض أصبحت مظاهر فقط ما أصبحت فيها تلك الاستفادة مثل ورش عمل دورات تدريبية تستفيد منها الشركات ومحاضرات تثقيفية عن مجال العقار عن الاستثمار ما هي العوائق ما هي السلبيات التي ممكن تستعرض سوق العقار، عندنا إشكالية كبيرة ما هي صغيرة كان من الطرح التي تطرحها المعارض، هذا الطرح المهني الافتراضي، فأنا أعتقد أنه سلبي، طلبات بعض الشركات ليس الإشكالية عندنا في كثرة المعارض، بل إن المشكلة في أن المعارض لا تتبنى حقيقة الفكر الاحترافي مثل ما يعقد المعارض مثلا في خارج الخليج أو في الخليج وغيره تجد دائما المعارض مربوطة بأدوار تثقيفية أو تأهيلية، نحن كشركات عقارية بحاجة إلى تأهيل، وإلى معرفة أكثر في مجال الاستثمار والعقار، ومعرفة كيف نطرح منتجنا، كيف نرغب الناس في كيف نحفظ المصداقية لشركتنا، هذا وللأسف ليس موجودا في معرض العقار، لذلك أصبحت مملة مكررة حتى أصبح عندنا في شركة جوار لها قدر في الاحتراف والمهنية، ولا توجد مشاكل أن تكون هذه المعارض كثيرة، ولكن كيف تخدم هذه المعارض.
ونحن لا نريد أن ندخل كل شيء في وزارة التجارة، كان يفترض من الشركات القائمة على المعرض أنها تنظر لهذا المعرض بنظرة احترافية أكثر بحيث انها تدعو الشركات الكبرى وتحاول أن ترصد آراءهم، وكل شركة يسند لها تنظيم شيء معين مثل شركة جوار تنظم دورة تدريبية من خلال خبرتها، وأنا أعتقد بضياع هذه الفرص سواء أموال في الرعاية أو في الديكور، ثم النتيجة هي فقط إظهار اسم الشركة.
مشكلات مستقبلية بالعقار
وعن تأثير عملية اكتتاب بعض الشركات المرتقبة في الفترة القادمة على سوق العقار قال:
لا أعتقد أن سيكون لها تأثير، لأن سوق العقار سيظل وهو الذي يجمع كثرة المستثمرين بحكم التنظيم في السوق السعودية لكن في سوق الأموال الذي نأمل فيه تنظيما، وأنا لا أخاف من حصول مشكلات مستقبلاً في سوق العقار من بعض الشركات الصغيرة المتسرعة ليس لهم نظرة للمستقبل.
المساهمات المعتمدة قلَّة
المهندس طارق العنقري - نائب رئيس شركة أحمد الموسى للاستشارات الهندسية والتطوير العقاري قال: في نقطة مهمة أحب أقولها وأنا متأكد منها بحكم أنكم تناولتم طرح موضوع معارض العقار بين السلب والإيجاب فأقول: إنه في معرض العقار والإسكان الثاني بالمنطقة الشرقية، هناك مشروع حي المهندسين لشركة أحمد الموسى، ومشروع سيتي فنار لشركة ركاز قد يكونان المشروعين الوحيدين في المعرض المعتمدين من وزارة التجارة، لماذا لأن هناك مشاريع أخرى تطرح للاكتتاب بالمعرض ولكنها غير معتمدة من وزارة التجارة !
معظم المشاريع التي هنا الغالب أنها ممكن معتمدة من البلدية، اعتمد التصميم حقه فقط، لكن لم يعتمد من وزارة التجارة بطرح مساهمة فلانية كذا وكذا، فهذا الشيء غير صحيح، ومن أجل توعية المواطن العادي أو المستثمر الصغير بأن يراجع فرع وزارة التجارة أو يذهب لموقع الغرفة التجارية على شبكة الإنترنت وسيجد هناك أسماء المساهمات المعتمدة والمصرح لها وهي قلة، حتى يعرف مدى صدق هذه الشركة التي قامت بطرح المساهمة وهل هي ملتزمة بالأنظمة والقوانين أم لا؟
الاكتتابات تهز وتعزز أسواقاً
أما عن تأثير الاكتتاب على سوق العقار، فالأمر إيجابي إذ إن سوق أسهم اتحاد اتصالات الإمارات وغيرها ستبدأ في رمضان وسوق أسهم السعودية لبعض الناس إلى الآن غير واضح، فكثير من الناس متخوفون إلى درجة كبيرة من هبوط في الأسعار مثل ما حصل في نكسة السوق قرب اكتتاب شركة صحراء للكيماويات الماضية، بعد أن تعلقوا بأسعار مرتفعة، ولم يكونوا يتوقعون ما وقع لهم، ومن تلك الأيام الكثير أخذ احتياطاته فخرج مبكراً من سوق الأسهم وخرجت سيولة كبيرة، ولم يعد يتداول بالسوق سوى المحافظ البنكية، فاتجهت هذه الفئة التي خرجت من سوق المال إلى سوق العقار، وهذه أعتبرها ظاهرة إيجابية عادت بالنفع علينا نحن في سوق العقار، ولأن الاكتتاب بقي عليه مدة قمنا بطرح مساهمة حي المهندسين وطرحنا بالسوق 4000 سهم فقط واستطعنا - ولله الحمد - تغطية الأسهم بنسبة 85% خلال 3 أيام من بداية المعرض، ويحق للمساهم أن يبيع سهمه في أي وقت يشاء خلال الفترة القادمة وهي مدة 15 شهراً.
ولا أخفيك بأنه أتى إلينا شخص يرغب في شراء كامل الأسهم (4000) دفعة واحدة، وهذا الشيء رفض من إدارة الشركة بهدف أن طرح الأسهم هو مساهمة المجتمع بأكمله، وليس فرد أو فردين فقط بالإضافة إلى هدف إعلامي.
ولكن أقول: إن الاكتتاب بلا شك تهز أسواقا كثيرة، وتعزز أسواقا أخرى، وفي النهاية تعزز الاقتصاد بالبلد، لأن الكل يعرف مدى الفائدة الكبيرة التي تجنى منه، لكن أقول لك شيئا إن سوق العقار ممكن يتأثر لفترة بسيطة ولكن مضمون عودة نشاطه ومواصلة ارتفاعات ونهضة حركته..
البيت الثاني للعقاريين
مبارك بن سالمين النهدي مدير المشاريع بمؤسسة محمد النهدي للخدمات العقارية قال: إن المعارض العقارية لها فائدة جيدة منها إقامة التحالفات بين كبار العقاريين على مختلف مناطق المملكة، إضافة إلى أن المعارض تعتبر البيت الثاني لكل العقاريين، وهذا بالفعل، فالجميع يأتي لمعرفة ما لدى تلك الأجنحة العقارية، لذا فإن الإقبال كان منقطعا من أول يوم ويوجد زوار غير سعوديين وزوار خليجيين يطلبون فللا ونظام تملك المنازل.
العميل أصبح لديه وعي عقاري يأتي للمعارض يسأل ويستفسر، وبعد أسبوع يتخذ القرار بعد أن تيقن للمهم والتميز والمصداقية. إذن المعارض أصبحت وسيلة وقناة ناجحة للوصول إلى العملاء وتعريفهم بالمشاريع العقارية السوق عقاري نشط وسيظل نشطا.
وبسبب قرب موعد الاكتتابات فقد حصل ركود واضح لسوق العقار خاصة في تداول الأسهم، ولكن بعد إعلان التأجيل بالصحف تحركت قليلاً الأسهم ورجع الناس للعقار لأن العقار يمرض ولا يموت.
ميدان للتنافس
محمد تاج الدين مسؤول الإعلام والعلاقات العامة بشركة أمجاد العقارية قال:
كل سنة تجد أن المعارض تختلف عما قبلها لأنه عند نهاية كل معرض تدرس ما أخفقت فيه، وتدون كيف نجحت الشركات الأخرى لتخطط بعد ذلك، كيف تنجح في المرات القادمة، لذا فإن المعارض هي ميدان للتنافس بين الشركات والمستفيد في النهاية هو المواطن والمستثمر بسبب، كما ذكرت بالإضافة إلى المشاركة من الشركات العقارية الكبرى والشركات الخليجية والعربية والدولية كذلك التي تثري المعرض وتخلق معايير دولية تفرض على الشركات المشاركة وليست معايير محلية فقط، فأنا أرى أن كثرة المعارض تعتبر إيجابية وتثري السوق العقاري، وكل واحد يحاول إبراز ما لديه وإثبات وجوده.
لن يتأثر العقار
أما عن أثر الاكتتابات على السوق العقاري، فالسوق العقاري مختلف تماما، فهذا استثمار ونشاط مختلف ولن يتأثر، ولن يكون هناك أية هزات أبداً، ولو كان يتأثر لتأثر أيام اكتتاب شركة صحراء للبتروكيماويات لأن سوق العقار يظل أهم أنواع الاستثمار الآن للمستثمر.
|