*بوسطن - من جورج فورست رويترز:
يا أنصار نظرية المؤامرة ابتهجوا.. سيكون الرجل الذي يختاره الشعب الأمريكي رئيساً للبلاد في انتخابات الثاني من نوفمبر تشرين الثاني المقبل عضواً في جمعية سرية للنخبة ذات أذرع ذكر أنها تمتد في كل طبقات المجتمع الأمريكي. إننا لا نلفق هذا من عند أنفسنا.
فعلى الرغم من خلافاتهما الأيديولوجية يتقاسم المرشحان الديقراطي جون كيري والجمهوري جورج بوش الكثير في مجمل صفاتهما العامة.
فكلاهما نشأ وترعرع في ثراء ورغد من العيش في شمال شرق الولايات المتحدة وكلاهما التحق بجامعة ييل في الستينيات حيث انضما إلى الجمعية السرية ذاتها المعروفة باسم (جمجمة وعظام).
ومنذ تأسيسها قبل ما يربو على 150 عاما وجمعية جمجمة وعظام مسجاة في ذلك النوع من الغموض حيث يلتقي أعضاؤها خلف أبواب مغلقة في بناء غير ذي نوافذ يعرف باسم القبو.
وبدأت تفسح المجال لانضمام النساء عام 1991. ولا يسمح سوى لخمسة عشر طالباً بالانضمام إلى جمجمة وعظام سنويا.
وهم يمضون عامهم الدراسي الأخير في صياغة علاقات حميمة بزملائهم الأعضاء بالجمعية ذكر أن ذلك يكون من خلال المشاركة في خبرات خاصة وشعائر دينية وفي نهاية المطاف يصبحون جزءا من جمعية للنخبة ولهم أصدقاء من ذوي القوة والنفوذ.
وقال رالف نادر المرشح المستقل في انتخابات الرئاسة هذا الشهر في وصف للقطات مصورة بالفيديو لحفل لجمعية جمجمة وعظام (إن طقوس حفل قبول العضو الجديد تتضمن اعترافاً مفصلاً بالخبرات الجنسية الشخصية وعروضاً قسرية للتعذيب الفج للنفس وشعائر غامضة سخيفة وأردية ذات غطاء للرأس وأعضاء يحملون جماجم).
وخلال مؤتمر صحفي أمام الضريح في وقت سابق حث نادر كلا من بوش وكيري على الإجابة على تساؤلات متعلقة بمشاركتهما في تلك الجماعة وبخاصة ما يتعلق بالتعهد بالتزام السرية وكيف يؤثر ولاؤهما لجمجمة وعظام على القسم الذي أدياه لخدمة البلاد.
وتتفق الكاتبة ألكسندرا روبينز التي يقوم كتابها (أسرار القبو) الصادر عام 2002 على مقابلات مع حوالي 100 من أعضاء بجمجمة وعظام حنثوا بوعود السرية ليتحدثوا إليها مع نادر في قلقه حيال دور جمجمة وعظام في مجتمع ديمقراطي.
وأبلغت روبينز رويترز أنه (من بواعث القلق أن كلا المرشحين في انتخابات الرئاسة عضو في (جمجمة وعظام) لأنهما يقدمان مصالح جمعية سرية على مصالح البقية منا.
(وعلى الرغم من أن أنصار نظرية المؤامرة ربطوا بين جمجمة وعظام وبين كل شيء بدءا من اغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق جون كنيدي وحتى فضيحة ووتر جيت فإن روبينز تستبعد جنون العظمة وتقول إن الجمعية هي شبكة للخريجين عقدت عزمها على حيازة السلطة والاحتفاظ بها.
وقالت (جدول الأعمال الوحيد لجمجمة وعظام هو وضع أعضائها في مناصب القوة ثم حمل أولئك الأعضاء على تعيين أعضاء آخرين).
وأضافت أن بوش الذي كان أبوه وجده أيضا عضوين بجمجمة وعظام قام بعمل متقن من خلال الاعتماد على تلك العلاقات خلال مراحل حياته. وقالت روبينز إن أعضاء من جمجمة وعظام استثمروا في مشروعات بوش وإن واحدا منهم على الأقل كان شريكا في الصفقة التي أبرمها عام 1989 لشراء امتياز العلامة التجارية لفريق تكساس رينجرز للبيسبول. وفي المقابل كافأ بوش أعضاء في جمجمة وعظام بتعيينهم في إدارته.
وقالت روبين إن من بينهم بيل دونالدسون رئيس لجنة الأوراق المالية وأسواق الصرف وإدوارد مكنالي محامي وزارة الأمن الداخلي وروبرت ماكولم النائب العام المشارك.
وفي المقابل لم يستغل كيري علاقاته بزملائه في جمجة وعظام بنفس الدرجة أو هذا على الأقل ما علمته روبينز من مصادرها.
وقالت روبينز التي تخرجت هي الأخرى من جامعة ييل وانضمت إلى جمعية سرية أخرى هي ورقة البردي والمفتاح (إذا جاز للماضي أن يكون مؤشرا.. فإنني أخمن أننا سنرى عددا أقل من أعضاء جمجمة وعظام في إدارة كيري). وقد أشار كلا المرشحين بصورة مبهمة لعضويته في جمجمة وعظام.
ففي سيرته الذاتية عام 1999 كتب بوش (في السنة النهائية لي بالجامعة انضممت إلى جمجمة وعظام وهي جمعية سرية.. سرية للغاية لدرجة أنني لا أستطيع قول المزيد).وعندما سئل كيري في مقابلة عما يعنيه كونه وبوش عضوين بجمجمة وعظام أجاب المرشح الديمقراطي قائلا (ليس الكثير لأنها سرية).
|