* قطاع غزة - بلال أبو دقة:
هلّ شهر رمضان الكريم على الفلسطينيين، في وقت يتواصل فيه حمام الدم في التدفق.. العدوان الصهيوني على الفلسطينيين في قطاع غزة أخذ يتوسع ليطال شمال وجنوب القطاع المحاصر، حصيلة الشهداء الفلسطينيين زادت عن 140 شهيدا، والإصابات وصلت إلى أكثر من 500 آخرين، خلال عدوان الصهاينة المستمر منذ اكثر من أسبوعين على شمال وجنوب قطاع غزة، تحت اسم (أيام التوبة)..
هلّ شهر رمضان على الفلسطينيين، وقد بدأوا يوسعون مقابرهم لاستيعاب المزيد من الشهداء في بيت لاهيا وجباليا ورفح، فيما يرقد عشرات من أرباب الأسر الفلسطينية في المقابر، وعلى أسرَة المستشفيات، وبدت فلسطين وهي لابسة ثوب الحداد تودع شهدائها، بيوت العزاء انتشرت في كل شارع في مخيمات قطاع غزة.. ومئات من الأسر الفلسطينية باتت بلا مأوى، نتيجة لهدم منازلها على يد قوات الإرهاب الصهيوني.. فيما يكتوي آلاف من الأطفال الفلسطينيين بنيران فقدان الآباء، إما شهداء أو أسرى..
(الجزيرة) تنقلت بين البلدات والمخيمات الفلسطينية، في جباليا، وبيت لاهيا، ورفح، لتعاين جرائم الاحتلال عن قرب، وحاورت وزير الصحة الفلسطيني، ومسؤولين في مستشفيات قطاع غزة، المكتظة بجثث الشهداء، وبالمصابين والمعاقين..
وزير الصحة الفلسطيني، الدكتور جواد الطيبي، أكد ل (الجزيرة): أن قوات الاحتلال الصهيوني قتلت خلال أسبوعين من العدوان، وبدم بارد أكثر من 131 فلسطيني، وأصابت بقذائف مسمارية وصواريخ الطائرات وبالرصاص الثقيل والعشوائي، أكثر من 520 فلسطيني، منهم ما يزيد مائة وعشرون طفلا، خلال عدوانها الهمجي على شمال قطاع غزة الصامد.. بالإضافة إلى استشهاد أكثر من عشرة فلسطينيين في وسط وجنوب قطاع غزة، في نفس الفترة، وكشف الوزير الفلسطيني ل (الجزيرة) أن جميع الإصابات التي تعرض لها المواطنون الفلسطينيون خلال حملة العدوان الصهيونية على قطاع غزة، كانت ناتجة جراء شظايا قذائف مسمارية محرمة دوليا، وأن الشهداء الذين سقطوا بقذائف الاحتلال وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة أشلاء ممزقة ومحروقة..
من جانبه، قال د. جمعة السقا، مدير العلاقات العامة بمجمع دار الشفاء الطبي بمدينة غزة ل مراسل (الجزيرة): أن جثث الشهداء التي تصل من جراء القصف، تصل إلى مستشفيات غزة متفحمة وممزقة، وبعض الرؤوس تصل مفصولة عن الأجساد، ونضطر إلى عد الأطراف لكي نحدد عدد الشهداء.. !!!!! مشيرا إلى أن هناك عشرات المصابين الفلسطينيين، سيصبحوا معاقين، حيث فقد العديد من المصابين الفلسطينيين أطرافهم، وتعرضوا لبشاعات، وفقدوا أعضاء داخلية من أجسادهم جراء شظايا قذائف الاحتلال الصهيوني..
هذا وقال المسعف الفلسطيني ( أبو أشرف ) ل مراسل (الجزيرة): لقد كنا أول من وصل إلى مكان جريمة اغتيال أحد المواطنين الفلسطينيين، لقد تناثرت أشلاء الشهيد، موسى أبو شقفة في بلدة بيت لاهيا، على مساحة واسعة، وقمنا بجمع الأشلاء في كيس، لنقلها إلى مستشفي كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا، لقد تأكدنا بعد عد أطراف الشهيد الفلسطيني، أبو شقفة، بأن الضحية هو مواطن واحد..
إلى ذاك أكد الدكتور محمود العسلي، مدير مشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، و الدكتور منار الفرا، مدير مستشفى العودة في مخيم جباليا، أكدا ل مراسل (الجزيرة): أن معظم الإصابات بين جموع الفلسطينيين في شمال قطاع غزة تركزت في الرأس والرقبة والقلب..
ووفق مصادر (الجزيرة) الطبية: استشهد فجر يوم الخميس الماضي، في مخيم رفح ، جنوب قطاع غزة، ثلاثة مواطنين هم: علي عبد الكريم شعت (20 عاماً) والشاب أحمد صالح الطهرواي (21 عاماً)، والمسن إسماعيل محمد صوالحة (70 عاماً)، فيما أصيب أربعة آخرون بجراح، في غارة جوية شنها الطيران الحربي الإسرائيلي على منطقة الشعوت؛ وقد سبق الهجوم، اجتياح لدبابات وآليات عسكرية إسرائيلية في منطقتي الشعوت والبراهمة ومخيم يبنا على الشريط الحدودي بين قطاع غزة والأراضي المصرية، حيث هدمت الجرافات قرابة أربعين منزلاً، قبل أن تنسحب صباح ( أمس ) مخلفة الدمار والخراب وبيت العزاء. وكان اثنين من مقاتلي كتائب الشهيد القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، قد استشهدا في قصف صاروخي نفذته طائرات الاحتلال الصهيوني فجر يوم ( أمس ) الخميس واستهدف تجمعات الأهالي في مخيم جباليا وبيت لاهيا، وبحسب مصادرنا: أسفر القصف الصهيوني عن استشهاد، محي الدين المدهون، ونضال محمد مسعود (22 عاماً). وأوضح قائد ميداني في كتائب القسام أن الغارة الصهيونية استهدفت المجاهدين أثناء تواجدهما بالقرب من ساحة مسجد الخلفاء الراشدين وسط مخيم جباليا حيث كانا يقومان بمهامهم الجهادية.. وفي وقت سابق استشهد المقاتل رمزي أبو شقفه من كتائب القسام حيث أفاد شهود عيان، أن أبو شقفه استشهد جراء قصف طائرة صهيونية في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس الأربعاء لتجمع للأهالي غربي بيت لاهيا. هذا وكانت مصادر طبية في مستشفى أبو يوسف النجار في مدينة رفح أعلنت نبأ استشهاد الفتى الفلسطيني جهاد برهوم (16 عاماً) متأثراً بالجراح التي أصيب بها اليوم ذاته، جراء إطلاق النار من قبل مواقع الاحتلال على الشريط الحدودي باتجاه منازل الأهالي في حي البراهمة.
وكان قد استشهد يوم الأربعاء ستة فلسطينيين ثلاثة أعضاء في كتائب الشهيد عز الدين القسام و كتائب شهداء الأقصى، وطفلة كانت أصيبت برصاصة قبل يومين، وهي على مقعد الدراسة في مدينة خان يونس جنوب القطاع وأصيب حوالي 30 فلسطينياً بجراح بينهم عدد من الأطفال.. وتعرض هنا (الجزيرة) أسماء الشهداء الثلاثة عشر، الذين سقطوا خلال 24 ساعة خلت، الشهداء الأبرار هم: جهاد برهوم (16 عاماً)، علي عبد الكريم شعت (20 عاماً) والشاب أحمد صالح الطهرواي (21 عاماً)، والمسن إسماعيل محمد صوالحة (70 عاماً)، محي الدين المدهون، ونضال محمد مسعود (22عاماً) محمد أشرف معروف (25 عاماً)، رمزي أبو شقفه من كتائب القسام، رزق حسن الزيتي (38 عاما)، ومحمد سعيد المصري (25 عاما) من كتائب شهداء الأقصى، المواطن خضر التلولي (28 عاما)، والطفلة غدير مخيمر (10 أعوام)، المواطن جهاد أمين أبو موسى (37 عاما)..
|