صدرحديثاً كتاب بعنوان: (حدث في المحكمة.. أحداث ووقائع وقضايا نُظرت أمام القضاء) (الجزء الأول)، للكاتب سلمان بن محمد العُمري، يتضمن سرداً لعدد من القضايا والأحداث التي شهدتها ساحات المحاكم في السنوات الماضية، ويبلغ عدد صفحات الكتاب (172) صفحة من الحجم المتوسط.
ويقول المؤلف في مقدمة الكتاب الذي أصدرته دار طويق للنشر والتوزيع: إن المحكمة دنيا صغيرة، تزدحم أروقتها بالجاني والمجني عليه، والظالم والمظلوم، والمحسن والمسيء، والمذنب والبريء، بل وحتى المؤمن والكافر.. والقاضي هو المسؤول عن حصول صاحب الحق على حقه، ورد الظالم عن ظلمه، مستنداً في ذلك إلى ما يُطرح أمامه من أدلة للإثبات أو النفي.. وأن ذلك في بلادنا الطيبة التي تحتكم إلى شرع الله في كل أمور حياتها، ويكون حكم الشرع هو المرجعية الأولى لكل ما يصدر من أحكام تحمي الحقوق، وترد المظالم إلى أهلها، وتنتصر للحق وتحقق العدل، وليس أدل على ذلك من أن معدلات الجريمة، وعدد القضايا التي تنظر في محاكمنا لا تقارن بغيرنا من الدول التي حادت عن الشريعة، واختارت القوانين الوضعية.
وأشار العُمري إلى أن ما تشهده المحاكم من قضايا وأحداث ومواقف، يحمل الكثير من السلوكيات والانحرافات الغريبة، لم يكن لنا بها عهد، وهي أحداث قد تثير الدهشة لدى البعض، وربما الفزع، والاستنكار.. لكن الأولى أن تثير فينا جميعاً التساؤل: لماذا حدثت هذه الجريمة أو تلك؟ وما هي دوافعها وأسبابها؟ وكيف نستطيع أن نستخلص العبرة والعظة لنقي أنفسنا وغيرنا من شرها، وتجنب ما قد يترتب عليها من آثار وعواقب وخيمة، تتجاوز من يرتكب هذه الجريمة أو يأتي هذا الفعل إلى أهله وذويه، وربما المجتمع بأسره؟
وأبان أنه من هذا المنطلق جاءت فكرة رصد بعض الأحداث والقضايا التي شهدتها ساحات المحاكم، وهي قضايا حقيقية، أصحابها يعيشون بيننا، علنا نستفيد ونستخلص منها العبرة والعظة, وقد وجدت الفكرة طريقها للتنفيذ, ومن خلال لقاء استمر سنوات بفضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن صالح الخضيري - القاضي بالمحكمة الكبرى بالرياض-، والذي رحب بها، وقَبِل شاكراً تقديم هذه الأحداث والوقائع والقضايا، مع التركيز على الدروس المستفادة منها، سواء الأحداث والقضايا التي عايشها ونظرها بحكم عمله كقاضٍ، أو سمعها واطلع عليها من زملاء له، يعملون في سلك القضاء.
وقال: ولأن المحكمة - كما أشرنا - أشبه بدنيا صغيرة تزدحم بكل صنوف البشر والسلوكيات، فقد جاءت الأحداث والقضايا متنوعة، ويصعب تصنيفها، قد تتشابه أحياناً في تفاصيلها، وتختلف في ضحاياها ومصائر مرتكبيها، باختلاف الظروف والدوافع والتكوين الشخصي والنفسي، ودرجة الوعي الديني، وغيرها من الأمور التي لا يمكن تعميمها.. فهذا قاده حبه للمال والرغبة في الحصول عليه بأي وسيلة إلى طريق الجريمة والحرام، وآخر استسلم لوساوس الشيطان لحظة، فانحرف عن طريق الحق والفضيلة إلى مستنقع الرذيلة، وثالث قادته نزواته وشهواته ونفسه الأمَّارة بالسوء إلى الفحش والفسوق قبل أن ينتهي إلى غياهب السجن، وغيرها، وغيرها الكثير والكثير.
وقال: إن المتأمل لمثل هذه الأحداث والقضايا، يقف على بعض الأسباب التي تفتح أبواب الجريمة، ومنها على سبيل المثال: المخدرات، والخمور، والزواج من أجنبيات يختلف كثير منهن في طباعهن وأخلاقهن عن طبيعة مجتمعنا المتدين المحافظ، كذلك السفر للخارج بحثاً عن الانطلاق والحرية البهيمية، أو الاستعانة بعمالة غير مسلمة، وغيرها من الأمور التي يلمسها القارئ العزيز أثناء تصفح هذا الكتاب.
كما يقف على طبيعة الدور الكبير لولاة الأمور، والقضاة في بلادنا الطيبة في الانتصار للحق، وحماية أمن المجتمع من كل ما قد يعكر صفوه، مفيداً أنه إزاء هذا، لا يسعنا سوى التوجه إلى الله بالدعاء أن يحمي بلادنا من كل شر، وأن يقينا جميعا شر وساوس شياطين الإنس والجن، والنفس الأمَّارة بالسوء، كما ندعوه - جلَّ وعلا - أن يحفظ ولاة أمورنا، الذين جعلوا تطبيق شرع الله منهاجاً وطريقاً لكل خير، ووقاية من كل شر، مؤملاً أن يجد القارئ في ما حواه من أحداث ووقائع حقيقية ما يعينه على التمييز بين الخطأ والصواب، والحق والباطل، ليقي نفسه وأهله ومجتمعه عقاب الدنيا والآخرة.
وقد تضمنت صفحات الكتاب عناوين مختلفة لأبرز القضايا التي تستهدفها المحاكم، ومنها: (عبث اللقيطة في الأسرة)، و(شراكة الأب مع ولده)، و(زارع العقوق لا ينال البر)، و(حبال الشيطان)، و(انتحارالعفاف وموت الفضيلة)، و(اللقاء بعد ثلاثين عاماً)، و(غدر (اللزوجة) وخيانتها)، و(أمانة (الحضرمي))، و(الاستهزاء بالزوجة الصالحة)، و(النساء يفرقن بين الأخوين)، و(الشيخ (أبخص))، و(سارق الغنم)، و(كرامة الكافر في ديار الإسلام)، و(صاحب الملايين يتنازل (باليمين))، و(ضم الزوج زوجته فأغمض القاضي عينه)، و(القضاء يزوج البنت بعد إسلامها)، و((الطبيبة) دفعت ثمن خطئها)، و(إن تطيعوه تهتدوا)، و(استعمل (المخدر) فاغتصب محارمه)، و(حل (القضية) بالتمتير)، و(عندما تحركت عاطفة الأمومة)، و((القسيس) يعلن إسلامه)، و(مجلس الإصلاح بين الأسر)، و(أبي منع (الخُطّاب)) و(الهيئة خير معين للقضاة)، و(استمع للحاكم فاعتذر للقاضي)، و(توبة الساحر)، و(فتاة المخدرات)، و(الجار الكاذب)، و(الأمير حلال المشاكل)، و(الطفل القاتل)، و(البنت تكشف سر أمها)، و(ومن مكايد الشيطان)، و(الحضانة ليست حقاً للأم)، و(أخبار البنت (اللقيطة))، و(شابان وامرأة)، و(لغة السلاح)، و(الطبيب الخائن)، و(الجمعية لمت الشمل)، و(الزوجة بكر لمدة عامين)، و(هرب القسيس وعملت الكبد)، و(هروب الزوج من الفقر)، و(الأحلام لا يبنى عليها أحكام)، و(التشمت بالمبتلين)، و(المهلة عشرة شهور)، و(قتل العجوز وفعل الفاحشة بها)، و(خيانة الزوجة الاجنبية)، و(جريمة العشق)، و(تعطل المنافع الجنسية)، و(شهوة كبار السن)، و(شكوك الرجل المعاق)، و(ضحية الزواج بالأجنبية)، و(إرغام الفتاة على الزواج)، و(كشف الحجاب يفقد الزوج زوجته)، و(ظلم الأب لزوجته وأبنائه)، و(المعارضة على زواج الأم).
|