Sunday 24th October,200411714العددالأحد 10 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

في موكب الحياة في موكب الحياة
المرأة بين الأمس واليوم
د. عبدالرزاق الزهراني

كان موضوع المرأة ولا يزال وسيظل من الموضوعات التي يكثر حولها الحديث، ويدور حولها الحوار. كيف لا وهي تشكل نصف المجتمع، وهي مصنع الرجال، ومربية الأجيال؟!!. وموضوع المرأة يتأثر بالتغيرات الاجتماعية التي تمر بها المجتمعات، فوضعها قبل الإسلام يختلف اختلافاً كبيراً عن وضعها في ظل تعاليم الإسلام وهديه. ووضعها في المجتمعات الإقطاعية يختلف عن وضعها في المجتمع الرأسمالي، ووضعها قبل الطفرة يختلف عن وضعها بعد الطفرة في المجتمع السعودي.
ولم تكن العلاقة بين الرجال والمرأة، ودور كل منهما في الحياة الأسرية، وفي المجتمع تثير التساؤل، فالمرأة منذ القدم، كانت مع الرجل زوجاً وأخاً وأباً وابناً تناضل وتكافح من أجل لقمة العيش، ومساعدة أسرتها التي تعتبر اللبنة الأساس في بناء المجتمع. وكانت الأسرة وحدة منتجة، تعتمد على نفسها في توفير متطلبات الحياة الأساسية، وكان جميع أفراد الأسرة القادرون صغاراً وكباراً يشاركون. وتعتبر الثورة الصناعية والحركة الرأسمالية منعطفاً تاريخياً في حياة المجتمعات الغربية عامة، والمرأة خاصة، حيث انتشر الاتجاه المادي والفردي وأصبحت الآلة تسخر جميع طوائف المجتمع، بمن فيهم الأطفال والنساء لمصلحتها. وظل هذا الاتجاه يتزايد على حساب الأسرة والمجتمع حتى وصل إلى قمته في حياتنا المعاصرة.
والمجتمع السعودي مثل غيره من المجتمعات مر بتغيرات كثيرة وسريعة، أثرت في بنائه وتركيبته، فقد زادت معدلات الهجرة من الأرياف والبوادي إلى المدن، وزادت تبعاً لذلك معدلات التحضر، وحلت الأعمال الحديثة، والوظائف العامة والخاصة مكان الأعمال التقليدية من زراعة ورعي وصيد. ودخلت المرأة المدارس وتعلمت، وارتفع مستوى المعيشة، وزادت معدلات الطلاق والتصدع الأسري، وتكرر غياب الوالدين أو أحدهما عن المنزل. ودخلت في الحياة العامة عناصر لم تكن معروفة من قبل مثل الإعلام بصوره المختلفة، والعمالة الوافدة، والسفر إلى الخارج، واستخدام منتجات الحضارة المعاصرة المختلفة من وسائل نقل واتصال وترفيه، وأدوات كهربائية ومنزلية مختلفة. كل ذلك جعل دور المرأة يشهد كثيراً من التعديل، فكثرت أعداد الخريجات من الجامعات، وكثرت أعداد النساء العاملات في وظائف تناسبهن، وتخدم بنات جنسهن، وتزايدت تبعاً لذلك الأصوات التي تؤيد خروج المرأة للعمل، كما ارتفعت أصوات أخرى تعارض ذلك، وبين هؤلاء وأولئك فئة ثالثة لا تمانع من مشاركة المرأة في التنمية شريطة أن تؤخذ عقيدة المجتمع وثقافته وخصوصيته في الاعتبار.
ومن جهة أخرى، تتعرض المملكة العربية السعودية لحملة مغرضة من أعداء الإسلام ومناوئيه، وما فتئ هؤلاء الأعداء يستخدمون موضوع المرأة في طروحاتهم المغرضة، فهم يقيسون وضعها بوضع المرأة في المجتمعات الغربية، دون أن يأخذوا في الاعتبار الفروق العقدية والثقافية والتاريخية، ودون أن يأخذوا في الاعتبار المشكلات التي تعاني منها المرأة في الغرب، وما جر خروجها بدون قيود من مشكلات عليها وعلى المجتمع. إن المرأة في المجتمع السعودي تتمتع بأعلى رصيد في العالم من الأمن والاستقرار، وسوف نعود لتجلية هذه النقطة في لقاء قادم إن شاء الله.

فاكس 012283689


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved