هذه،الثنائية،شديدة،الوضوح،في،الماد يات,،فالجسم،مطية,،والروح،راكب,،لا،غ نى،لأحدهما،عن،الآخر,،بيد،أن،الروح،سي د،مطاع,،والجسد،خادم،مطيع.
والناس،عادة،ينهمكون،في،الإطار،الماد ي,،ويستغرقون،في،تحقيق،متطلباته,،و يجورون،على،الروح،التي،ما،تفتأ،تئن،و تعلن،احتجاجها.
يا،خادم،الجسم،كم،تشقى،بخدمته
أتعبت،نفسك،فيما،فيه،خسران
أقبل،على،النفس،فاستكمل،فضائلها
فأنت،بالروح،لا،بالجسم،إنسان، |
ولك،أن،تتأمل،سعة،المؤسسات،المعنية ،بالجانب،المادي،قياساً،إلى،ندرة،المؤسسا ت،المهمومة،بجانب،النفس،أو،الروح،أو،ت هميش،دورها،(ومنها،المسجد).
للجسد،حقوق،ومتطلبات,،لكن،لا،قيمة ،لجسد،فارقته،روحه,،فهو،جثة،هامدة،خ اوية،مهما،تكن،ضخمة،أو،جميلة؛،فهي،بع د،الفراق،شيء،موحش,،وإنما،جمالها،بح سن،الازدواج،مع،الروح.
وقد،خطر،لي،أن،أنقل،هذا،المعنى،إلى،م جاله،الشرعي؛،فوجدت،العبادات،الأربع،ا لعملية,،بل،سائر،التعبدات،تجمع،بين،الج سد،والروح.
ولكن،المأساة،التي،وقع،فيها،الكتابيون ،بالأمس،من،أتباع،موسى،وعيسى,،والم سلمون،من،أتباع،محمد،صلى،الله،عليه،و سلم،-،في،غالبهم،- ،هي،رعاية،جانب،الشكل،على،حساب،الم ضمون,،والعناية،بالجسد،دون،الروح,،و التنافس،في،المظاهر،المحمودة,،وربما،غير ،المحمودة،أحياناً,،ولكن،ليس،في،المعاني، المقصودة،من،ورائها.
جسد،الصلاة،القيام،والقعود،والركوع ،والسجود،والأعمال،البدنية,،وهي،مما،ي حفظه،-،بحمد،الله،- ،الكثير،من،المسلمين،ويتعلمونه،ويسألون ،عنه،أحياناً،إلى،حد،التعمق،في،الجزئيات ،وما،وراءها.
وروح،الصلاة،الخشوع،والإخبات،وا لانكسار،لله،وتحقيق،العبودية،والذل,،وا لاعتراف،لله،المجيد،بالعظمة،والكبرياء،وا 0لألوهية،،فهل،ثمت،تناسب،بين،حفاوتنا، بروح،الصلاة،وجسدها؟،وهل،ثمت،تناس ب،بين،تنافسنا،على،ت حقيق،معنى،الصلاة،و مقصودها،الأعظم,،وت نافسنا،على،صورتها،ا لظاهرة؟،
نعم.،أداء،الصلاة،و لو،ظاهراً،يعني،طاعة،ا لإنسان،لربه,،والتزامه ،بأمره,،وقيامه،بركن، من،أركان،الدين،دون، شك،،لكن،يخلق،بالمص لي،أن،يدري،لماذا،أمره، ربه،الحكيم،بأداء،الص لاة،في،أوقاتها،وعلى، هيئاتها؟،
وأن،يتساءل،عن،الأ ثر،الذي،تحدثه،الصلاة،في،نفسه،وفي،ع لاقاته،ومجريات،حياته!،
والصوم،كذلك.،لماذا،تصوم؟،هل،الله،م حتاج،لصومك؟!،
كلا،سبحانه:{يَا،أَيُّهَا،النَّاسُ،أَنتُمُ،الْفُقَرَاء ،إِلَى،اللَّهِ،وَاللَّهُ،هُوَ،الْغَنِيُّ،الْحَمِيدُ}،(فاطر:15 )،،وفي،الصحيح،عن،أبي،هريرة،رضي،ال له،عنه،قَالَ:،قَالَ،رَسُولُ،اللَّهِ،صلى،الله،عل يه،وسلم:،(مَنْ،لَمْ،يَدَعْ،قَوْلَ،الزُّورِ,،وَالْعَمَ لَ،بِهِ؛،فَلَيْسَ،لِلَّهِ،حَاجَةٌ،فِي،أَنْ،يَدَعَ،طَعَامَهُ ,،وَشَرَابَهُ)،،فمن،ترك،قول،الزور؛،فليس، لله،حاجة،في،أن،يدع،طعامه،وشرابه،،و من،لم،يدع،قول،الزور،فليس،لله،حاجة، في،أن،يدع،طعامه،وشرابه،أيضاً.
(يَا،عِبَادِي،لَوْ،أَنَّ،أَوَّلَكُمْ،وَآخِرَكُمْ،وَإِنْ سَكُمْ،وَجِنَّكُمْ،كَانُوا،عَلَى،أَتْقَى،قَلْبِ،رَجُلٍ،وَا حِدٍ،مِنْكُمْ،مَا،زَادَ،ذَلِكَ،فِي،مُلْكِي،شَيْئًا،،يَا،عِ بَادِي،لَوْ،أَنَّ،أَوَّلَكُمْ،وَآخِرَكُمْ،وَإِنْسَكُمْ،وَجِنَّكُ مْ،كَانُوا،عَلَى،أَفْجَرِ،قَلْبِ،رَجُلٍ،وَاحِدٍ،مَا،نَقَ صَ،ذَلِكَ،مِنْ،مُلْكِي،شَيْئًا...)،رواه،مسلم،ع ن،أبي،ذر.
هل،شرع،الصوم،لتعذيب،العباد،بالج وع،والعطش؟،
كلا،!!{مَّا،يَفْعَلُ،اللّهُ،بِعَذَابِكُمْ،إِن،شَكَرْتُمْ،وَ آمَنتُمْ،وَكَانَ،اللّهُ،شَاكِرًا،عَلِيمً ا}،(النساء:،147).،وفي، الصحيحين،عَنْ،أَنَسٍ،ر ضي،الله،عنه،َأنَّ،النَّبِي، صلى،الله،عليه،وسلم،رَأَ ى،شَيْخًا،يُهَادَى،بَيْنَ،ابْنَ يْهِ،قَالَ:،(مَا،بَالُ،هَذَا،؟!)،، قَالُوا:،نَذَرَ،أَنْ،يَمْشِي.،قَالَ :،(إِنَّ،اللَّهَ،عَنْ،تَعْذِيبِ،هَذَا ،نَفْسَهُ،لَغَنِي).،وَأَمَرَهُ،أَنْ، يَرْكَبَ.
هل،شرع،الصوم،لتح صيل،الأجر،والثواب؟،
دون،شك،فإنه،يعطي ،الأجر،للصائمين،فعن،أَبِ ي،هُرَيْرَةَ،رضي،الله،عنه ،قَالَ،قَالَ،رَسُولُ،اللَّهِ،صلى،الله،عليه،وسل م:،(مَنْ،صَامَ،رَمَضَانَ،إِيمَانًا،وَاحْتِسَابًا،غُ فِرَ،لَهُ،مَا،تَقَدَّمَ،مِنْ،ذَنْبِهِ)،،لكن،هذا،الأجر،ل لصوم،أو،الصلاة،أو،الزكاة،؛،هو،جائزة،ر بانية،تشجيعية،لفعل،هذا،الخير..
ويبقى،السؤال،قائماً،إذاً،لماذا،نصوم؟!، ولماذا،نعطى،الأجر،على،الصيام؟،ولماذا،ن صلي؟،ولماذا،نحج؟،إنما،ذلك،فيما،أفهم،لم قصدين،عظيمين:،
أولهما:،بناء،النفس،بناء،إيمانياً،أخلا قياً،صادقاً،أساسه،التقوى،واليقين،،ففي،ا لصوم:،{لَعَلَّكُمْ،تَتَّقُونَ}،(البقرة:183)،،و في،الصلاة:،{إِنَّ،الصَّلَاةَ،تَنْهَى،عَنِ،الْفَحْشَاء، وَالْمُنكَرِ}،(العنكبوت:45)،،وفي،الحج:،{ فَلاَ،رَفَثَ،وَلاَ،فُسُوقَ،وَلاَ،جِدَالَ،فِي،الْحَجِّ}،(ال بقرة:197)،،وفي،الزكاة:،{تُطَهِّرُهُمْ،وَتُزَكِّيهِ م،بِهَا}،(التوبة:103)،،وهكذا،كل،العبادات ،تقوم،على،بناء،الذات،الإنسانية,،وإصلا حها،أخلاقياً،وعقدياً،وإيمانياً.
إنها،تستهدف،تنظيف،قلوب،الناس,،و إعادة،تأهيلها،بصفة،دورية؛،لتكون،صاف ية،نقية،طاهرة،بعيدة،عن،الغش،والغل،و الحقد،والضغينة،والأثرة،الأنانية،والاندفا ع،الشهواني.
المقصد،الثاني:،إصلاح،علاقة،الفرد،مع ،الآخرين؛،من،خلال،القيم،والأخلاق،وحف ظ،الحقوق،في،كل،النواحي،وعلى،كافة،ال مستويات.
الزوج،مع،زوجته,،والأب،مع،ابنه,،وا لجار،مع،جاره,،والحاكم،مع،المحكوم,،وا لمرؤوس،مع،رئيسه,،حتى،حقوق،الحيوا نات،والطير،والبيئة,،وكل،ما،يحيط،بالم سلم،فقد،جاء،الإسلام،بقيم،عظمى،في،ذلك ،وأرشد،إلى،العمل،بها،والتخلُّق،بآدابها.
وكل،العبادات،في،الأديان،السماوية،ا لسابقة،وفي،ديننا،الحنيف،عبارة،عن،من ظومة،واحدة،تصب،في،هذين،المقصدين، بناء،الفرد،والعلاقة،مع،الآخرين.
وأي،معنى،للصوم،عندما،يصوم،الإن سان،عن،الطعام،والشراب،وغيره،من،سا ئر،المفطرات،التي،هي،مباحة،في،الأصل,، ثم،هو،يفطر،على،سوء،الخلق،والأنانية،و حب،الذات،والأثرة،وقول،الزور،والعمل،ب ه،،مما،هو،محرَّم،أصلاً،فكيف،به،في،رم ضان؟،وربما،حال،الصيام؟،
وأي،معنى،للعبادة،حينما،يؤديها،الإن سان،،وهو،يعيش،ازدواجية،مقيتة،ونفاقاً ،اجتماعياً،وتناقضاً،سلوكياً،حاداً,،ويفص ل،بين،الدين،وعباداته،وبين،الحياة،البشر ية،ومصالحها،وعلاقاتها؟!،
يحق،للمسلم،أن،يتساءل،بلهفة:،متى، تتحول،هذه،العبادات،من،صورتها،الظاهر ة،المجردة،إلى،حقيقتها،المعنوية،ومقصود ها،السامي،في،صناعة،الفرد،المنصف،ال صادق،الملتزم،بواجباته،المعترف،بأخطائه ،المنهمك،في،إصلاح،ذاته،قبل،الاندفاع،في، محاكمة،الآخرين؟!،
وفي،صناعة،المجتمع،القائم،على،حفظ ،الحقوق،وصيانتها,،وقد،عرف،أن،العبادا ت،جاءت،لتربية،الضمير،على،حفظ،الحق وق،وصيانتها,،وأن،الله،تعالى،قد،يعفو، عن،حقه,،لكن،حق،العباد،لا،بد،فيه،من،الا ستيفاء،والمشاحّة،،إلا،أن،يتنازل،عنه،صا حبه،بطوعه...،
متى،نتحول،إلى،مجتمع،لا،أقول:،مثال ي،طوباوي،ترسمه،الأحرف،على،الورق، فحسب,،بل،يكفي،أن،نقول:،إلى،مجتمعٍ،ي حاول،أن،يتعلَّم،حدوده,،ويعرف،ما،له،و ما،عليه.،حينئذٍ،سيكون،للعبادة،أكثر،من،
|