في ذهن معالي الدكتور محمد الرشيد عندما فتح الحوار بين التربويين والإعلاميين أن التربويين أصحاب رسالة سامية يجاهدون لإيصالها إلى كل الأطراف المعنية بها، وفي المقابل لابد أن تصل رسائل تلك الأطراف بكل أطيافها الفكرية إليهم لتسهم في توجيه القرار التربوي. لكن فجوة بدت تظهر مؤخراً بين التربويين والإعلاميين. دعونا نتأمل في هذا الأمر. التربويون يعرفون أنه ليس بالضرورة أن تكون كل القيادات التربوية على مستوى التحديات والطموح، فهناك قلة منهم قد تكشف الأحداث إنهم دون الطموح، والقيادات ليست دائماً جاهزة على الرف. التربويون يعرفون أنه ليس بالضرورة أن كل الإعلاميين يكتبون لهوى في أنفسهم، فكثيراً منهم يكتبون مدفوعين بحسهم الوطني وعمق إدراكهم، التربويون يعرفون أن مؤسستهم ليست خالية من الثقوب، فهناك عثرات من حق الإعلاميين التقاطها ونقدهاطالما تحروا الحقيقة وارتفعوا فوق النقد والتجريح الشخصي، التربويون لا يطالبون بل لا يتوقعون من الناس - كل الناس - الإشادة بمنجزهم التعليمي، التربويون يؤمنون بأن النقد هو أفضل وسيلة لتطوير العمل التربوي وغير التربوي، لكن الإعلاميين يخطئون عندما يبسطون الأمور ويحاولون القفز من فوق واقعنا التربوي، ويخطئون عندما يعرضون الأمر على خلاف حقيقته، ويخطئون عندما يضخمون الأخطاء، يخطئون عندما يتصورون أن ظهور الأخطاء يعني بداية النهاية للتعليم، ويخطئون عندما يرفعون حالة التشاؤم بين الناس. التقصير أينما ظهر لا يقلل من الجهود الرائعة، ففي اللحظة التي كان يهبط فيها رائد الفضاء لأول مرة على سطح القمر كانت عصابات القتل والمافيا والمخدرات تجوب شوارع نيويورك.
كلية المعلمين بالرياض |