عندما كتبت عن افلاس ادبائنا وشعرائنا المعاصرين على صفحة من صفحات هذه الجريدة، لم اقصد أحد الاثنين الآتيين: اولا لم اقصد ان أحمّل هؤلاء الادباء والشعراء أي مسؤولية، وانما قلتها صراحة ان السبب هو هذه الفترة التاريخية التي تمر بها امتنا العربية والاسلامية، حيث لا انجاز ولا ابداع، وحيث الاجترار من الماضي وما حققه الاجداد فيه.اما الثاني الذي لم اقصده فهو قصر الافلاس على الادب والشعر والقصص المسرحي.. الخ.. الخ.. فلا يُستثنى -في رأيي- الاقتصاد او القانون ولا يستثنى العلم أو الفن.. الجميع في الهوا سوا بما في ذلك الصحافة.. ويمتد الافلاس الى المعمار وفنه. اكثر من هذا، لقد بُلينا بخفافيش كان يقتصر نشاطها على الليل فقط، واصبح هذا النشاط يمتد الى ضوء النهار.. {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}.ليس هو تاريخا قديما بل يُعتبر من التاريخ الحديث عندما وقفت الدرعية بوسائلها البسيطة البدائية تلك الوقفة الرائعة لأيام واشهر امام المدافع والقنابل وتكنولوجية ذلك العصر.. وقفت صامدة وجاهدت وصبرت. اما اليوم فطلقة واحدة كفيلة بجعل جيوش جرارة منا بمدافع وطائرات وصواريخ ودبابات.. هذه الجيوش صارت تسابق الريح بمجرد سماع الطلقة، تقطع في ستة ايام متقهقرة ما قطعته في شهور متقدمة.ثم تلك الخفافيش التي كانت تعمل في الليل وتحولت للعمل خلال الاربع والعشرين ساعة تمتص الدماء بكل ما أُمكن من وسائل، تحل الحرام وتحرم الحلال.. تتفنن في ابتداع الاساليب.. انها صهيونية متعددة الشكل والنوع.. اللهم إننا تائبون اليك فاحمنا من هذه الصهيونية البغيضة.
|