انتفاضة المجر ضد الحكم السوفيتي

في مثل هذا اليوم من عام 1956 خرج مئات الآلاف من المتظاهرين إلى شوارع المجر مطالبين بإنهاء الحكم السوفيتي. ووقعت خسائر كبيرة في الأرواح في ذلك اليوم الذي بدأ كمسيرة سلمية وانتهى بمعارك دامية بين البوليس والمتظاهرين جرى فيها استخدام الأسلحة النارية.
وقد طالب المتظاهرون بإعادة رئيس الوزراء الأسبق إيمري ناجي إلى السلطة. وكان قد جرى إبعاد ناجي عن السلطة في عام 1955 بسبب سياساته التحريرية. ولكن جرى إعادة تأهيله منذ ذلك الوقت وإقرار انضمامه مرة أخرى إلى حزب العمال المجري.
وقد بدأت الانتفاضة بمسيرة في وسط بودابست للتعبير عن التضامن مع المتظاهرين البولنديين الذين نجحوا في إعادة زعيمهم اللبرالي المخلوع فلادسلاف جومولكا إلى السلطة. وتحولت المسيرة إلى مظاهرة كبيرة من أجل إعلان مجرى مماثل للاستقلال عن سيطرة موسكو. وعندما بدأت تتزايد أعداد المشاركين في المظاهرة أدلى السكرتير الأول للحزب الشيوعي المجري إرنو جير ببيان في الإذاعة لم يكن معلناً عنه من قبل وصف فيه التقارير التي ذكرت أن المجر أرادت الخلاص من روابطها مع الاتحاد السوفيتي بأنها مجرد (أكاذيب وإشاعات). وانطلقت المظاهرات في اتجاه محطة الإذاعة بعد إذاعة البيان. وكانت سلمية في البداية ولكن الجمهور الغاضب حاول شق طريقة إلى المحطة بالقوة بعد ذلك، فدفعتهم قوات البوليس إلى الوراء باستخدام الغازات المسيلة للدموع ورد المتظاهرين بقذف الحجارة على نوافذ المحطة. وقاد الجمهور عربة نقل كبيرة واصطدموا بها بالباب الأمامي في محاولة لتحطيمه. وكانت هذه إشارة إلى بدء تصاعد العنف.
ونشبت معركة أخذ الجمهور في إثرها في التراجع عن المضي بينما اندلعت صدامات أخرى بين المتظاهرين وقوات مصفحة من البوليس في أماكن أخرى من المدينة. وعندما رفض الجمهور التفرق رغم فتح البوليس النار عليهم، أمر جير الدبابات الروسية بالخروج إلى الشوارع. ومع ذلك لم تظهر على المتظاهرين أي علامة للتنازل عن مطالبهم واستمر الاحتجاج طوال الليل. وفي نفس الليلة عقد الحزب الشيوعي المجري اجتماعاً طارئاً أعلن فيه إعادة تنصيب إيمري ناجي رئيساً للوزراء.
ومع ذلك كانت الدبابات السوفيتية لا تزال في الشوارع في ظل استمرار الانتفاضة.