في مثل هذا اليوم من عام 1983 تم تفجير مقر قيادة مشاة البحرية الأميركية ومقر سرية فرنسية من المظليين في بيروت بفارق زمني لا يتعدى بضع لحظات. وأسفرت العمليتان اللتان تبنتهما منظمة الجهاد الإسلامي عن مقتل 297 عسكرياً (239 أمريكياً و58 فرنسياً) من القوات المتعددة الجنسيات.
وقد استعاد وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد في مقال نشرته صحيفة (الواشنطن بوست), حادث تفجير مقر مشاة البحرية الأميركية (المارينز) في بيروت في ذكراه العشرين والدروس المستقاة من هذه التجربة حول معرفة طبيعة الإرهاب بينما تخوض الولايات المتحدة حالياً حرباً على الإرهاب.
وذكر رامسفيلد في بداية مقاله بتأكيد الرئيس الأميركي جورج بوش أن الطريق الوحيد في الانتصار في الحرب على الإرهاب هو نقل المعركة إلى ارض العدو وإصابته في القلب.
وسرد تفاصيل ما حدث في بيروت من استهداف (أهداف سهلة) في البداية مثل أشخاص في طريقهم إلى عملهم
وأضاف أن الإرهابيين تعلموا دروساً مهمة هي أن الإرهاب غير مكلف نسبياً ويمكن أن يحقق نتائج ملموسة مع القليل من المخاطرة ومن دون عقاب في الغالب, وأن هجوماً واحداً يمكن أن يؤثر في الرأي العام والمزاج العام ويقلب سلوك أمم. كما أن في وسع الإرهابيين الهجوم في أي وقت, في أي مكان, ومن غير الممكن الدفاع عن كل هدف محتمل في كل الأوقات.
وتابع انه لهذه الأسباب لا بد من ملاحقة الإرهابيين في أماكن عيشهم وتخطيطهم واختبائهم, والتأكيد للدول التي ترعاهم أو تؤويهم أن لذلك عواقب. وبرر ما قام به بوش في الحرب على الإرهاب, فقال إن (آلاف الإرهابيين اعتقلوا, وتعلم نظامان إرهابيان أن الرئيس عني ما قاله), في إشارة إلى سقوط نظامي (طالبان) وصدام حسين.
وبعدما أشار إلى خطر تنامي الإرهاب, اعتبر أن ما حدث في بيروت قبل عقدين كان تقليدياً, ولكن تحول الإرهاب بعدها وأصبحت الضحايا بالآلاف مثلما حدث في 11 أيلول, ثم حذر من أنه إذا لم يتعامل العالم مع الرابط المتنامي بين الشبكات الإرهابية والدول الإرهابية وأسلحة الدمار الشامل, فإنه سيكون في وسع الإرهابيين قتل أكثر من 240 شخصاً كما حدث في بيروت, أو أكثر من ثلاثة آلاف شخص كما حدث في 11 أيلول, بل عشرات الآلاف وربما أكثر.
وأكد رامسفيلد أنه لا يمكن العيش وراء أسوار شائكة وفي رعب في القرن الحادي والعشرين إذ (يجب وقف الإرهابيين قبل أن يقدروا على الترهيب. والأفضل أن نتقدم ونوقفهم قبل أن يصبحوا إرهابيين في المقام الأول.
وهذا درس تعلمناه قبل عقدين في بيروت).
|