Saturday 23rd October,200411713العددالسبت 9 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الطبية"

بين النساء والرجال بين النساء والرجال
فوبيا تساقط الشعر!

تكثر الشكاوى من تساقط الشعر بين الرجال والنساء ، وهي شكوى مثيرة للقلق بل الرعب في بعض الأحيان .. نوضح بداية أن الشعرة تمر بشكل طبيعي بثلاث أطوار للنمو هي مرحلة النمو وتستمر سنوات ، و مرحلة الراحة وتستمر أشهر ، ومرحلة التراجع وتستمر أسابيع.
وتختلف دورة نمو الشعر حسب عوامل عدة منها : الوراثة واختلاف الفصول (الشتاء والصيف) ، والجنس إذ ان عمر الشعرة لدى النساء يتراوح من (2إلى 8 سنوات) وهو أطول بكثير منه عند الرجال ، ويؤدي دخول الشعرة في مرحلة التراجع إلى سقوطها مع الحفاظ على بصيلة الشعرة التي تشكل بذرة لنمو شعرة جديدة ستمر بكامل أطوار النمو السابقة ، ومن هنا يأتي تساقط الشعر الطبيعي ، فمن المقبول به تساقط من 100 إلى120 شعرة في اليوم دون وجود سبب مرضي.
أما أسباب تساقط الشعر المرضية فهي عديدة جداً تختلف بأشكالها سواء كان تساقط شعر موضعا يصيب بقعا محددة من فروة الرأس أو الجسم ، أم تساقط شعر منتشر على شكل تساقط يتخلل الفروة ، كما تختلف باختلاف بأسبابها ، فالصلع المذكر أكثر حدوثاً لدى الرجال من النساء ، إذ تعتبر الوراثة أهم سبب في الصلع وتزداد احتمالية ظهوره لدى الأشخاص الذين يحملون مورثة الصلع من كلا الوالدين.
يبدأ الصلع عادة على شكل التهاب جلد دهني يصيب الفروة مع قشرة لا تستجيب للعلاج ، ثم يدخل في مرحلة التساقط ، وهناك إمكانية لإصابة النساء بهذا النوع من التساقط ولكن بتواتر أقل من الرجال ويكون نموذج التساقط هنا مختلف بشكله ، في هذه الحالات لا بد من البحث عن أسباب هرمونية لدى السيدة التي تعاني من الصلع ولا نكتفي بوجود الأسباب الوراثية.
أما أكثر أنواع تساقط الشعر المرضي شيوعا التي تصيب النساء فهو تساقط الشعر بسبب فقر الدم بعوز الحديد ، والذي قد ينجم عن تغذية غير متوازنة أو بسبب النزف الذي تتعرض له النساء بعد الولادة أو أثناء الدورة الشهرية ، إن هذا النوع من التساقط هو أسهل الأنواع من ناحية العلاج بعد التأكد من سببه بإجراء تحليل دم ومعايرة نسبة الحديد في الدم.
أما تساقط الشعر لدى النساء بعد الولادة فلا يعزى للنزف فقط بل للتبدلات الهرمونية التي تمر بها المرأة خلال الحمل وبعده ، وعادة يكون تساقط متوسط الشدة يبدأ بعد 3 - 5 أشهر من الولادة ، كما تسبب الأدوية تساقطا في الشعر وهي من الأسباب التي كثير ما يغفل عنها ذلك أن المسكنات (مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية) ، والتي يتناولها معظم المرضى بعشوائية دون وصفات طبية تؤدي بكثرة استخدامها إلى تساقط شعر متوسط الشدة ، بينما الأدوية المضادة للانقسام التي يعالج بها مرضى السرطان فإنها تؤدي إلى تساقط شعر شديد ، كذلك فإن بعض أنواع مانعات الحمل قد تؤدي إلى تساقط في الشعر رغم أن بعضها الآخر يحسن من كثافة الشعر.
أما تساقط الشعر بعد الشدات مثل العمليات الجراحية أو الشدات نفسية فغالباً يبدأ بسرعة أي بعد أسبوعين تقريباً ويكون تساقط شديد ، كما أنه يصيب كلا الجنسين وبأي عمر ، كذلك فإن التغذية غير المتوازنة مثل ناقصة البروتين أو ناقصة العوامل الزهيدة (مثل الزنك) أو اتباع حميات غذائية غير مضبوطة لإنقاص الوزن ، كل هذا قد يؤدي إلى تساقط شعر الفروة ويكون تساقطا شديدا.
إن الأمراض التي تؤدي إلى ارتفاع الحرارة المتكرر مثل الحمة التيفية قد تؤدي كذلك إلى تساقط الشعر ويحدث ذلك بعد حوالي 10 أسابيع من المرض الأساسي وتشفى تماماً بعد فترة.
نأتي هنا إلى تساقط الشعر بأسباب تجميلية والذي غالباً ما يصيب النساء وحتى الفتيات الصغيرات بالعمر لا ينجون منه ، وذلك بسبب الإجراءات التجميلية الشائعة هذه الأيام لكل الأعمار وتزداد نسبة حدوث هذا النوع من التساقط بشكل تصاعدي ويعود التساقط إلى استخدام الأمشاط الحرارية أو الفرشاة المدورة أو تمليس الشعر أو تموج الشعر أو شد الشعر الشديد ، وقد تترافق بعد الأمراض الداخلية بتساقط الشعر مثل الداء السكري ، قصور الدرق ، فرط نشاط الدرق ، القصور الكلوي.
إن (عادة) نتف الشعر تعتبر الحالة الأكثر شيوعياً لتساقط الشعر بسبب عوامل نفسية مثل القلق أو الاكتئاب ، لا يصيب فقط الأطفال بل قد يصاب بها الكبار وأحياناً ذوي مستوى ثقافي عال وتحتاج هنا إلى استشارة نفسية إضافة للمعالجة الجلدية ، أما تساقط الشعر الموضع أو الثعلبة فلا تزال أسبابه غير محددة قد يعود لعوامل نفسية أو وراثية أو مناعية أو التهابية فقد تصاحب أي التهاب في الجسم وتشفى بشفائه ، وهي لا تصيب فقط الفروة بل قد تصيب أي منطقة مشعرة بالجسم وتشاهد لدى الأطفال والكبار أيضا ، ولا بد من نفي الأسباب الفطرية في حال إصابة الأطفال.
قد يكون سبب التساقط في منطقة محددة من الفروة كيسة دهنية تحت المنطقة المصابة أو بسبب وحمة ثؤلولية أو وحمة دهنية ، في كل الأحوال قد يبقى سبب تساقط الشعر مجهولاً في 16 - 45% من الحالات ، وإن الوصول إلى العامل المسبب للتساقط يحتاج إلى حنكة ودراسة جيدة وأسئلة مكثفة فقد يبقى الطبيب مع مريضه وقت ليس بالقصير لحل هذه المشكلة .

د ، ترف الفتيّح
عيادات ديرما - الرياض


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved