كتب الأخ محمد بن علي الرشيدي مقالا يرد فيه على الأخ محمد بن عبدالعزيز الموسى حول تجربة الدوام الواحد الذي تنوي وزارة الصحة تطبيقه في كافة مراكزها الصحية، ولقد أجاد الأخوان في عرض رأيهما انطلاقا من عرض الرأي، وإني لأتضامن مع ما قاله الأخ الرشيدي في تأييده للدوام الواحد، علما أن هذه التجربة الرائدة مطبقة في مناطق كثيرة، فمنها الرياض والمدينة المنورة وجدة والدمام، وفي المدن طبقت في مدينة الباحة، وفي مستوصف واحد في بريدة هو مستوصف الفايزية، وكذا في محافظة عنيزة، وهي في بدايتها تبشر بخير، وليس لي زيادة على ما أبداه أخي الرشيدي سوى أن المساواة بين موظفي المراكز الصحية بغيرهم من موظفي الدولة لهو الحق، فموظف المراكز الصحية ليس عالما آخر، بل هو من جملة الموظفين الآخرين، وما من ضرر يعود على المراجعين البتة، ولو نظرنا إلى دوام البنوك المصرفية - مثلا - لوجدنا تراجعهم عن دوام يوم الخميس عما كان معمولا به في السابق، يدل ذلك على أن التحديث جار في عدة قطاعات سواء الخاص أو العام، لهذا آمل من الجميع التروي وعدم الاستعجال في رفضهم لهذه التجربة؛ لكيلا توأد هذه التجربة الوليدة في مهدها، التي ربما تلقى نجاحا ينتظره الكثير، وليس بخافٍ على أحد أهمية التجارب التي ظهرت من منطلق التجديد والتحديث والتطوير، ذلك أنها خضعت للجان ذات العلاقة في وزارة الصحة، وتمت دراستها من جميع النواحي، فخرجت التوصيات بضرورة العمل بها، وأن إيجابياتها تفوق السلبيات إن وجدت تلك السلبيات. إذا كان هذا هو حال هذه التجربة التي تمخضت عن رؤى مسؤولي وزارة الصحة والمعنيين، فإن من الحق النظر بعين البعد لما أقرته تلك الدراسة، فالواجب ألا نكون محدودي الأفق، فما من تجربة حديثة كهذه التجربة إلا نظرت الوزارة فيها نظرة حذر ودقة توجسات، لكي تواكب تفعيل خططها المستقبلية، وهو جهد تشكر الوزارة عليه. ختاما، أشيد بجهود المدير العام للشؤون الصحية في منطقة القصيم الدكتور هشام ناضرة والدكتور عبدالله الصيقل اللذين احتضنا هذه التجربة لتكون واقعا معاشا في منطقة القصيم، وأعطياها اهتماما بالغا. والله من وراء القصد.
عبدالرحمن بن صالح الكبير
|